الثلاثاء, 09 يونيو 2020 00:40 صباحًا 0 383 0
ايام وليالي : على سلطان
ايام وليالي : على سلطان
الإذاعية عبلة محمود إلى رحاب الخلد وجنات النعيم/............... .......................... الموت نقاد يختار الجياد.. ونعى الناعي الأخت الفاضلة الاستاذة الإذاعية عبلة محمود بخات.. وما أقسى الخبر والنعي.. وتمنيت أن يكون الخبر كاذبا وشائعة من الشائعات المنتشرة التي تقتل كثيرا من الأحياء الاحباب.. ولكن للأسف كان الخبر صحيحا.. وكنت قد قرأت نعيا كتبه الأخ الصديق عبدالعظيم عوض في وداع الاستاذة عبلة.. وهاتفته وأكد الخبر وقال لي إنه حين سمع به لم يصدق أيضا ولكن تأكد انه صحيح.. رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها وادخلها فسيح جناته مع أمهات المؤمنين والمؤمنات والصالحات.. حسن العزاء لاسرتها الصغيرة وعائلتها وللزملاء والزميلات في الإذاعة السودانية في فقدنا الأليم ومصابنا الجلل.. الموت حق وكل نفس ذائقة الموت.. رغم أن موت الاحباب قاسٍ ومؤلم ولكن لا نقول الا مايرضي الله.. تعرفت على الراحلة المقيمة عبلة محمود في بداية عملنا في الإذاعة السودانية.. وكان ذلك في منتصف سبعينيات القرن المنصرم.. التحقتُ بالإذاعة في 29ابريل 1975 بعيد تخرجنا من الثانوي وكان أول من التحق معي في ذاك اليوم الأخوة بروف عوض ابراهيم عوض ومحمد الفاتح السموال والراحل المقيم حسن سليمان والراحل المقيم عصام هينو والدكتورة الإذاعية الفاضلة إكرام الصادق.. ثم انضم إلينا بعد ذلك احمد حنقة وعبدالعظيم عوض والراحل المقيم عباس ساتي.. وإسحاق عثمان وإلهام عبدالرحمن.. كنا احد عشر اذاعيا واذاعية ولعلها الدفعة الأكبر عددا في تاريخ الإذاعة السودانية وكنا جميعنا خريجي المرحلة الثانوية عدا الزميل إسحاق عثمان الذي تخرج من جامعة القاهرة الفرع.. وتدربنا على يد الأستاذ الراحل المقيم ياسين معني وساهم معه عدد من أساتذة الإذاعة الكبار منهم محمد خوجلي صالحين مدير الإذاعة وقتها و احمد قباني ومحمد صالح فهمي رحمهم الله جميعا ثم بعد أن انضممنا إلى قسم المذيعين كان اساتذتنا كل المذيعين الذين عملوا في الإذاعة في تلك الفترة إضافة إلى المخرجين والفنيين.. وكانت فترة خصبة ومهمة في حياتنا العملية وكان لها تأثيرها في مستقبل عملنا الإذاعي والصحفي بعد ذلك.. وفي تلك الفترة التي كانت الإذاعة تعج بالحيوية والنشاط والجمال.. وانضم إلى الإذاعة في تلك الفترة عدد من الشباب والشابات في أدارات وأقسام إذاعية أخرى ومنهم الاستاذة عبلة محمود بخات التي كانت نسيج وحدها بين من انضم إلى الإذاعة من زملاء وزميلات.. كانت عبلة خريجة كلية الآداب-لغة فرنسية جامعة الخرطوم.. وأظن انها بدأت بالقسم الثقافي في الإذاعة ثم انتقلت الى القسم السياسي أو بدأت بالقسم السياسي.. لا أذكر تحديدا.. ولكن ما اذكره وكأنه حادث الان هو أننا كنا نزورها في مكتبها يوميا بغرض السلام واحتساء كوب من النسكافيه باللبن.. وكان لعبلة (عدتها) الخاصة ولأول مرة نتعرف على كبابي المقmug عندها.. و كان لها ملاعقها الأنيقة وصوانيها الجميلة.. فكان احتساء النسكافيه وأحيانا الشاي متعة فعلغز وكان الأكثر امتاعا هو احاديثنا في الثقافة والسينما مستفيدين من ثقافتها الفرنسية واطلاعها المستمر على الكتب والدوريات الفرنسية .. وكانت وظلت لطيفة هادئة مؤدبة تسع الجميع بفضلها وحسن أخلاقها.. وحيث إنني تركت الإذاعة السودانية مبكرا وانتقلت للعمل الإذاعي في الامارات فكنت احرص على زيارة الإذاعة السودانية وملاقاة الزملاء والزميلات ومن بينهم عبلة رحمها الله التي انتقلت من بعد إلى إدارة التدريب في الهيئة.. ولكن ظلت عبلة كما هي لم تتغير حتى بعد مغادرتها الإذاعة بعد التقاعد.. وكما قال لي الأخ؛ شعبدالعظيم وقد كنا نتحدث عنها ونغالب دموعنا.. كنا نجد في مكتبها أرقى الحلويات وأطايب الحديث وقال لي إنه كنا معا علي الفيس قبل يومين من وفاتها.. لها الرحمة والمغفرة ولاهلها وذويها الصبر الجميل والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون..و كلُ من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق