خطورة العلاج بالمستشفيات الخاصة

أثبتت التجارب أن المحظوظين من المرضى من يجدون فرصاً للعلاج بالمستشفيات الحكومية رغم ضيق مواعينها وسعتها لاستقبال كل الحالات وفي كل الأوقات ولمختلف التخصصات وسأروي تجربتي الخاصة جداً التي تابعتها من بدايتها عندما نقل لي عبر الهاتف إن إحدى قريباتي أصيبت بجلطة في الجانب الأيسر  وهي طريحة الفراش في مستشفي بولاية نهر النيل وبعد مشاورات تم نقلها بالإسعاف للخرطوم وعبر الهاتف وجهتهم للذهاب لمستشفى حكومي كنت أعرف أنها لو وجدت فيه مكاناً ستجد العناية لتجربة سابقة وهو مختص في مثل حالتها ولكن بعد بحث لم نجد فيه مكاناً فذهبنا  بها على إحدي المستشفيات الخاصة راعيت في ذلك بعض الميزات فيه ولكن لسوء الحظ لم نجد فيه مكاناُ لاستيعاب حالتها في العناية المكثفة .
توجهنا إلى مستشفى خاص آخر الذي استقبل الحالة بكل سهولة وقد كنا مضطرين حتى ركبنا الصعب فقد كانت الأسعار عالية لدرجة المبالغة ولكن لم يكن في يدنا حلّ آخر و المريضة في حالة تدهور صحي مستمر وولدها البار بأمه يجري طول النهار بحثاً عن أدوية الحقن غالية الثمن وبقية أهلها يلتحفون الأرض في انتظار أي خبر مبشر وعندما ساءت حالتها طُلب من أهلها نقلها لمستشفى خاص أخر يتوفر فيه جهاز غسيل الكلى وفي المستشفى الأخر قال الطبيب المشرف على غسيل الكلي إن المريضة حسب التقارير التي تحملونها لا تحتاج لغسيل كلى ورفض استقبالها والمفاجأة  أن بحثت إدارة المستشفي الذي تقيم فيه مريضتنا عليها الرحمة ووجد لها مكاناً في واحد من المستشفيات  الخاصة اتفق مع المستشفى وحجز للمريضة وذهبنا وأكملنا الإجراءات وتم تسديد مبلغ التأمين (50) الف جنيه قام بسدادها حاج حمد الباهولى لم تسترد حتى كتابة هذه المادة وتم إحضار الإسعاف وبدأ انتظار ممل للطبيبة التي سترافق المريضة وأخيراً نصحوا بعدم نقلها حتى فارقت الحياة إلى رحمة ربها اللهم أغفر لها وأرحمها وألزم  الأهل الصبر وحسن العزاء .
هذه الرسالة نبعثها إلى وزير الصحة بولاية الخرطوم ووزير الصحة بالمركز لبحث أمر المستشفيات الخاصة والتفتيش المستمر لها وتحديد أسعار الخدمات فيها وزيادة فرص العلاج بالمستشفيات الخاصة فالعلاج مسئولية الدولة وجاهز لسرد الحكاية وبأسماء المستشفيات متى ما طلبت مني ذلك وزارات الصحة ذلك .