الأثنين, 03 ديسمبر 2018 03:42 مساءً 0 230 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

المعدن الثمين والمؤامرة (1)

 

من القصص التي يرويها وزير البترول في العهد المايوي الدكتور شريف التهامي أنه كان يركب الطائرة مع مدير شركة شيفرون التي تنقب عن البترول في السودان وإكتشف لاحقاً بئر أبو جابرة التي ضخت أول جالون بنزين للبترول السوداني – على متن الطائرة التي كانت تقل الوفد من مدير شركة شيفرون الأمريكية والدكتور شريف التهامي والطائرة تحلق في ربوع كردفان أم خيراً جوه وبره سأل مدير شركة شيفرون وزير المالية قائلاً : دكتور شريف لماذا تريدون ان تستخرجوا البترول فرد عليه قائلاً : حتى نمزق فاتورة إستهلالك المواد البترولية ونحقق الإكتفاء الذاتي ونكفي بلادنا مسألة شراء البترول من السفن الرابضة في عرض البحر أعطونا أو منعونا .
فرد عليه مدير شركة شيفرون دكتور شريف أنظر وكان يشير بأصبعه إلي السهول الزراعية الخصبة في ولاية كردفان دكتور شريف هل تعرف ان هذه المناطق تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية لزراعة حبوب غذائية يزرعها مركز كارتر ولو زرعت في أراضيكم الخصبة لعادت على الخزينة العامة ببليارات الدولارات لكن؟!!
وهنا صمت مدير شركة شيفرون عن مواصلة الحديث لتحط الطائرة في منطقة أبو جابرة وسارت السيناريوهات المرعبة بإستخراج البترول في بئر أبو جابرة ووصول جورج بوش الأب عام 1983م لمقابلة النميري وسفره إلي أمريكا وأخرجت أمريكا من جرابها الحركة الشعبية التي هاجمت قواتها مشروع البترول في ولاية الوحدة وإستولت من شركة شيفرون على جرار كان هو القشة التي قصمت ظهر البترول آنذاك بعد أن خرجت شركة شيفرون من العمل في البترول السوداني بحجة أن الأمن غير متوفر وتم إغلاق ملف النفط بالضبة والمفتاح حتى مجيء الإنقاذ .
بعد مجيء الإنقاذ تم إستخراج البترول عبر شراكات مع الصين والهند وماليزيا .. وتدخلت أمريكا عبر مفاوضات السلام ليتم إنفصال الجنوب ليذهب البترول جنوباً وتندلع الحرب الأهلية في جنوب السودان ما بين سلفاكير ميارديت رئيس الحكومة ونائبه الدكتور رياك مشار حتى لقاء الخرطوم الذي فتح أبواب الحل السلمي وإنهاء القتال وإطلاق حمامات السلام .. وما تزال الحرب في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان وكاودا .
وفي لقاء مع خبير دولي أشار إلي أن السودان هو سلة غذاء العالم ويمكن أن تزرع في أراضيه كل المنتجات الزراعية خاصة القمح بمواصفات عالمية بما يحقق الوفرة ويسد حاجة كل إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي.
لكن الأصابع الخفية شبعت في الظلام بتفجير الأوضاع هنا أو هناك ..
السودان يمتلك ثالث ثروة حيوانية في العالم بما يمكن أن يحقق وفرة في اللحوم الطبيعية والألبان .. ولكن المؤامرة تبدأ بإرجاع بواخر الماشية السودانية من بعض العواصم لشيء يدبر في جنح الليل البهيم .. السودان يمتلك أكبر احتياطي في الثروة المعدنية والذهب لكن دائرة الشك وخيوط الظلام لن تترك الرياح تسير بما تشتهي السفن.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق