السبت, 04 يوليو 2020 10:12 مساءً 0 427 0
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس... قنصل عام مصر للسودانيين :وحشتونا
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس...  قنصل عام مصر للسودانيين :وحشتونا
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس...  قنصل عام مصر للسودانيين :وحشتونا

مصر تفتح مطاراتها وقنصليتها بالخرطوم وتسهم بمخابز تنتج ٢ مليون رغيفة يوميا

 

سفارتنا بالخرطوم
وعبدالنبي صادق، المستشار الإعلامى لسفارة السودانيين بالخرطوم، يدعونى ضمن زملاء كرام، للقاء قنصلنا بالخرطوم أحمد عدلى إمام لسماع تطواف حول مجمل القضايا والمصالح المشتركة،لست مخطئا ولكنه الإحساس  السودانى والمزاج العام تجاه الأشقاء المصريين،فسفارة المصريين بالخرطوم سفارتنا وافق من وافق وسب وذم من لايوافق، زميل حصيف يحدث القنصل عدلي بان من يقدحون ويسبون يسافرون لمصر للسباحة والتسوق ، الزميل عثمان ميرغنى،يصف ما بين الشعبين بالحساسية وليس الكراهية لتراكمية من هنا وهناك تستوجب تقويما،إتفاق صحفي سوداني علي أهمية تجاوز علاقات الطبطبة والمجاملة بإماءة موافقة اقرب للإبتسامة للقنصل عدلي   المتنكب طريق الإصلاح و َتجاوز العقبات بحب وود للسودانيين والمصريين حد سواء لبلوغ تلك المحطات التي لا يزال استاذنا مصطفى ابو العزائم عليها يتكئ متذكرا إزدهار العلاقة زمن نميرى والسادات بالتكامل، نميري الموصوفة سيرته بالنزاهة وسلامة الذمة والسادات لدى المصريين بالروح بالبطولة فداء لهم.العودة للماضى ليس إجترارا ولا  بكائية إنما للإستفادة وللإستناد والإرتكاز علي ما يغني ويفيد.

القنصل عدلى
القنصل العام عدلى يحدثنا  بفهم عميق للعلاقات السودانية المصرية وما ينبغي أن تكون عليه بلغة الدبلوماسية الواقعية القائمة علي تبادل المصالح والمنافع بلا نظرات الإستعلائية والدونية حقيقة كانت أو وهما، يلقي بالا عظيما للصحافة والصحفيين ويعرفهم ومنهم حضر اللقاء باحد فنادق الخرطوم القليلة مجدي عبدالعزيز ومصطفي أبوالعزائم وأشرف عبدالعزيز وعثمان ميرغني ويوسف سيد أحمد والباقر عبدالقيوم وضياء الدين بلال وحسناؤنا لينا يعقوب، القنصل عدلى وأركان حربه إنتظرونا بالمعقمات والكمامات إنضباطا بالإجراءات الصحية، لقد أخرجونا من بيت حبستنا وعدتنا تشارف الشرعية، قضايا العلاقات والقواسم المشتركة والهموم المشتعلة بالجائحة تضيق ذرعا وصبرا،أوضاع الدنيا والدنا ليست علي ما يرام، موجات عاتية تضرب البشرية هما، اصحاب المعلومات والقراءات او الخيالات يظنون بالكورونا الظنون ويعدونها مخططا للقوي البشرية المسيطرة الشريرة لتقليل عدد البشر والنفر منهم في مصر والسودان نحو مائة وخمسين مليون نسمة يعمرون نذرا يسيرا من اراضي وبراري وادى نهر النيل العظيم ويتصارعون  في الجزء الفارغ من النهر َ وإثيوبيا ودول أخرى بين منبعية ومصبية،دول الحوض العظيم تتغالط أتلك دولة منبع ولا مصب وسد النهضة يقض المضاجع ويؤرق دول المصالح المباشرة بتطاول سهاد المفاوضات والملف الآن يوشك من الخروج من بيت الطاعة الافريقي ليدخل عش دبابير مجلس الامن الدولى،إسبوع يفصل بين بقاء أفريقية مفاوضات السد ومناوشاته وبين إنتقاله  لميس عصا وجزرة وكريزة مجلس الامن الدولي.

التبخر حزنا
قتال بارد ضار يدور رحاه في الجزء الفارق من النهر والملئ من حولنا يتبخر حزنا وأسفا، بلد بعظمة مصر فراعنته يستغلون  سكنا وزراعة ٪٧ من أراضيه بسبب شح المياه ولا يستطيعون تمددا، ذاك السر وراء النظرة القدسية المصرية للنيل وسر الوقفة الصلبة في مفاوضات سد النهضة حماية لحق شعبها في العيش من مياه النيل راضية بحصتها التاريخية التي لم تمكنها من عمار اراضيها بسبب شح المياه علي غير حظنا والدول النيلية الأخرى وطبيعي ان ترفض ما تراه تهديدا لمصالحها المائية دون غمط الآخرين حقهم وإثيوبيا في التنمية ولكن ليس بالاماني المطلقة ولكن بفقة القواسم والمصالح المشتركة، اما نحن فخبراء يحذرون من مخاطر إنهيار السد علينا مسحا وكسحا، المفاوضات لا غيرها لوضع حد للقضية الاخطر، كورونا الأخرى.

الأمن القومى

نادانا عدلى القنصل الشاب لإبداء حرص مصر الشقيقة علي دعم الفترة الإنتقالية والمساعدة في إنشاء مؤسسات قوية، الأمن القومي بين البلدين حاضر في الحرص المصرى الذى إمتد للإسهام بفاعلية فى قيام مؤتمر المانحين الاخير بالتواصل مع الشركاء الدوليين، وتمتد الذراع المصرية لدعم مفاوضات جوبا مقرونة باشادة مصرية بلسان القنصل عدلي بحكومة الجنوب ودورها الإيجابي، لم ينس القنصل عملية الربط الكهربائي ودورها في تعزيز دوائر العلاقات الإستراتجية واطلق بشريات تبدأ بالتشغيل التدريجى حتي يكون الربط بحجمه الموازى لما بين البلدين، القنصل عدلى يحدثنا بان بلاده تواقة لتلقى طلبات من السودان بشفافية ومكاشفة بالإحتياجيات علي غرار خطوة تبرز على ارض الواقع خلال ايام بوصول عشرة مخابز مصرية آلية هدية للشعب السودانى من صنوه المصرى تنتج في اليوم مليونين رغيفة خبز حاف بولاية الخرطوم، عدلي يعد بانتقال مماثل للولايات إسهاما آنيا في حل أزمة الخبز، التنسيق اكتمل مع مجلس وزرائنا ووزارة تجارتنا وتم إختيار المواقع طبقا لقول عدلي، جسر جوي ينقل المخابز خلال إسبوعين لتنطلق عملية إنتاجها مترافقة مع شراء الدقيق بالعملة المحلية من برنامج الغذاء العالمى، لسان حال القنصل يقول شكرا حمدوك علي بداية مرحلة المكاشفة بالمطلوب لاول مرة للإسهام في حل مشاكل الشعب السوداني بتبادل الأفكار.

أسف وحسرة
القنصل عدلي يبدى أسفا وحسرة على بلوغ مفاوضات سد النهضة عقد من الزمان والنتائج لازالت غير مرضية لمصر والسودان،لاينسى القنصل عدلى بالتسجيل والتوقيع في محاضر اللقاء علي أحقية إثيوبيا فى التنمية بإقامة السد لكن مع مراعاة حقوق الآخرين المنطقية، مصر كما يوقع القنصل تقع تحت خط الفقر المائى مقارنة ب ٩٤ مليار متر مكعب حجم هطول الامطار فى إثيوبيا فضلا عن وجود انهار اخري غير النيل، واستعجب القنصل غياب الجانب الإثيوبى عن توقيع إتفاق واشنطون للحماية من مخاطر السد جراء تفاهمات بمراقبة البنك الدولى، عدلى يصف توقيع مصر علي الإتفاق بمبادرة  إبداء حسن النوايا وكذلك الإستجابة لمبادرة الحكومة السودانية الإنتقالية منتقدا ما وصفه بالمماطلة من الجانب الإثيوبى متسائلا عن جدوي توقيع إتفاق حول السد ليس له علاقة بالقانون الدولي، اتفاق يخدم قضية مصيرية، منتقدا كذلك فقه ترحيل المشاكل والازمات دون اتفاق حولها يضبطها حال بروزها، القنصل مثالا يحذر من فقد السودان للرى الفيضى مجرد البدء في ملء بحيرة السد مشددا على ضرورة الإتفاق حال الجفاف لموسم واحد او ممتد.

قفزا رشيقا
ثم يقفز برشاقة ودون زانة، القنصل عدلي للصراع فى المنطقة وتخير الليبى لتهديده للامنيين المصري والسوداني، بملء الفيه يعلن القنصل عدلي رفض التدخل الأجنبي فى ليبيا مؤكدا منحه الشرعية لبلاده للدفاع عن نفسها وفقا لمنطوق القوانين الدولية، َزاد ان السلطة التشريعية في ليبيا تعارض التدخل الأجنبى لخطره وتسببه فى ديمومة الصراع في ليبيا، ووصلا للصراع الإقليمى ينفي بشدة القنصل عدلى إنشاء قواعد عسكرية في دولة جنوب السودان وقال ليس من مكان للسرية لو بنيت عمارة دعك من قاعدة لبانت للعلن، ووصف مثل هذه الأحاديث بالإتهامات الإقليمية لمصر بلعب ادوار داخلية خارج الحدود وطالب من يطلقون مثل هذه الإتهامات بالإنصراف لحل قضاياهم وازماتهم الداخلية بدلا من ممارسة سياسة صرف الانظار ومحاولة  إلقاء التبعات على عواتق الآخرين. ثم ينتقل القنصل عدلي للتعاون الإستراتيجى بين مصر والسودان وضرب مثالا باتفاق بزراعة مائة ألف فدان بالسودان جوبه بعقبات رهيبة وتحديات عاتية تتمثل في ضعف البنية التحتية والعلاقة مع المجتمعات المحلية فضلا عن عدم توفر الحماية للمستثمرين فى القوانين السودانية الإستثمارية ووصف هذا باهم أحد اسباب غياب المشروعات الإستراتيجية، وقال لم نجد من ينبرى لحل هذه المشاكل وإزالة المعوقات، وزاد القنصل بضرب مثال بمشروع الربط الحديدى بين البلدين في  ٢٠١٨ بتمويل حهة مانحة،ووقع الإختيار علي صندوق التنمية الكويتي لتمويل دراسات الجدوى فتقدمت مصر بطلب للصندوق للدراسة في الاراضى السودانية والمصرية بينما لم يفعل الجانب السودانى.

التحول الديمقراطي
يبدى القنصل العام عدلى تفاؤلا بالتحول الديمقراطى السودانى مقرونا بسعى لتعزيز العلاقات السودانية الخارجية بينها العلاقة مع مصر مشيرا لأهمية مراجعة تجارب الماضي وأهمية وضع الايادي فوق بعضها بعضا، وكرر عدلي رجاءه للحكومة السودانية لتعيد النظر في قوانين وتشريعات الإستثمار حماية له لاهميته الكبيرة في تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة والخارجية عامة، وصف عدلي دعوته بالقلبية ليقف البلدان سويا في وجه التحديات، واستبشر القنصل بفتح مطارات و طيران بلاده امام السودانيين وتأهب القنصلية بالخرطوم لفتح ابوابها لتقديم الخدمات والتسهيلات للسودانيين المسافرين لمصر الحاضرة لاستقبالهم بعد حبسة كورونا الإجبارية التي عطلت السفر بين البلدين لفترة تاريخية لعلها لم تحدث منذ بدء التسفار بين البلدين... وكاد لسان حال القنصل ان يصدح ويغنى كما الست للسودانييين... وحشتونا وحشتونا اهلا بكم لمصر فادخلوها آمنين.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق