استدار الزمان كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع. فها نحن اليوم في الذكري (٤٣) للمصالحة الوطنية التي تمت بين نميري والجبهة الوطنية بقيادة الصادق المهدي. فنحن اليوم أحوج ما نكون لتلك المصالحة وليتنا نجد من يقول: (سنعيدها سيرتها الأولى). فالبلد فيها أكثر من (١٠٠) حزب كثير منها كان يقتات من مائدة المؤتمر الوطني (ديكورات). وبعضها عالة على السفارات (عمالة بالباب). وكذلك حركات متمردة اتخذت من الهامش بكل أنواعه سببا لحمل السلاح وارتمت في حضن المخابرات الإقليمية والدولية. فليس بمقدورها الوصول لسلام مع الدولة السودانية حتى تسترد دينها الدولاري لتلك المخابرات. ولا يفوتنا التذكير بحكومة الفترة الإنتقالية التي نجحت في بث خطاب الكراهية وإحداث شرخا اجتماعيا من الصعب علاجه. في الوقت الذي فشلت فيه بامتياز في بقية الملفات بشهادة أهلها (حيمدتي وحمدوك). هذه هي الصورة القاتمة للمشهد الوطني. لكن رغم ذلك مازلنا في محطة التفاؤول لعلمنا التام أن العقلانية والحكمة مازالت موجودة عند قليل من الساسة. فعشمنا كبير في قيادي يخرجنا مما نحن فيه من نار التشتت والضياع إلى رحاب جنة الإلفة والمحبة والإنتاج. فمن أراد تسجيل اسمه في سفر التاريخ فالفرصة مواتية. وخوفي من تريد قول الشاعر: (وعاجز الرأي مضياع لفرصته * حتى إذا فات أمر عاتب القدرا).
الثلاثاء ٢٠٢٠/٧/٧
د. عيساوي ... جامعة سنار
٠١٢١٠٨٠٠٩٩