الاربعاء, 22 يوليو 2020 06:09 مساءً 0 380 0
مجاهد عيسى ادم يكتب : نيرتتي ليست يتيمة
مجاهد عيسى ادم يكتب : نيرتتي ليست يتيمة

تلك الالوان المبهجة التي تعلو هامات النساء وهن يحملن على رؤسهن  اواني الطعام في قلته  لاسقبال القادمين من كل  فج تعكس مدى العزيمة والاصرار على اعادة الحياة الى ارحامهن وتتقشر من وجوههن  ملامح من فقدن من ابناء وازواج تلك الكثافة الانثوية في المدينة تعكس كم الفقد للسند الاسري الذي عانته تلك المناطق بعد حرب ضروس تحولت فيها الدولة بكل امكانياتها الى اثنية احادية ضد مجتمع مسالم لايمك الا انفة وكبرياء تاريخ السودان ضد الديكتاتوريات ,تنقلنى هذه الصورة البهية مباشرة الى حالة المانيا ما بعد الحرب العالمية وكيف قامت على اكتاف نساء دولة عظيمة ناعمة الانظمة واللوائح نهضت النساء  حين ما قتل الرجال الرجال في حرب كانت  تعبر عن رعونة العقل الذكوري الذي يقوده امراء الحرب بين المعسكرين  ,فالقوانين والتشريعيات التي بنت المانيا  صنعتها سواعد اغلبيةالنساء بمشاعرهن الصادقة  المتمسكة بالحياة  رؤية النساء في المانيا ظلت وحتى الان تمثل عصب فلسفة الحكمفي المانية وفي صيغة التمييز الايجابي للنساء والتشريعات التي اعادت الحياة وقاومت الموت مرة اخرى باعتبار ان المانيا هي الثانية من حيث البنية الصحية ضد كارثة الكورونا  ولن نحتاج الان ان نثبت انها من اقوى الترسانات الاقتصادية في العالم الاول والمساهمة الاكبر في انتاج القمح الذي يقي العالم اجمع وباء الجوع والمرض .
ما يزيد الامر جلالا لنساء نرتتي والسودان انهن تعرضن لتلك الطامة من رجال دولتهن المفروض ان يقومو  بالدفاع عن حياتهن لا قتلهن بشكل بشع قدرة هذه المجتمعات على الغفران لا تمنحنا  حق اجبارهن على نسيان مشاهد الابادة والانتهاك الصارخ  لانساينة مجتمعاتهن في غياب اي صورة من صور التعاطف المجتمعي بسبب التغييب التام الذي لعبته اجهزة الاعلام المحلية عن الشعب السوداني والتي استمرت حتى الان اثارها في حالة من التلكوء في محاكمة من ارتكبو تلك الجرائم واقدامهم لازالت تحمل شبح الموت داخل قراهم وما حولها من حواكير هي المصدر الوحيد بسبب الغياب الكامل لاي مؤسسات توظيف تحول دون خيار الموت جوعا في معسكرات النزوح او الموت قنصا واغتصابا في مزارعهم التي ابعدو منها وفيها ما تم ابدالها ديمغرافيا بشبكة منظمة تورطت فيها حتى السلطة القضائية ومؤسسات الاراضي في كل مدن دارفور .
تلك هي المانيا وهاهي نيرتتي تبرز هذا الوجه الشجاع والجريء الذي يعبر فوق الجراح الحتمية منذ  حقبة الحرب الطويلة التي ادت الى انقسام جنوب السودان  في نهاية السبعينات كتب منصور خالد متنبئا  الى مآلات الاحداث ومدى التشابه ما بين الناصر ونيالا والكرمك في اشارة ايدتتها الكثير من كتابات المستنيرين الى ان جنوب السودان ودارفور والشرق تعاني نفس محفزات  الصراع  بسبب الايدلوجيات العسكرية التي حكمت السودان والغت دور المجتمع المدني وكسر حركة تطور مؤسساته المدنية التقليدية
ما قبل الثورة قدمت ورقة عن اصحاب المصلحة في التغيير المدنى لعدة مراكز لحقوق الانسان بعنوان (حتى لا تظل اوجاعهم عالقة مابين الارض والسماء ) وكان فحوى الورقة مبنى على ارتفاع وانخفاض مستوى الحاضنة الاجتماعية للثورة المجيدة التي كنت ارى ان المجتمعت التى وقع عليها العبيء الدموي الاكبر هي الاكثر قدرة على الغفران وتجاوز المطب الجهوي الذي اراد نظام البشير ان يوقع فيه الجميع عبر  شيطنة الخطاب الجهوي ليقود الناس مرة اخرى الى اخذ الحق بالقوة في حالة اقرب الى الانتحار المجتمعي بالرغم من علم البشير وحلفائه ان هذا الاجراء  كان الاداة الاضعف في اي معادلة حرب سياسية وهو اسفين سيستمر حتى بعد ذهاب نظام البشير ما بين حراس دولة المركزية وجدليات مطالب الهامش التي يجب التعامل معها كملفمات سياسية وحقوق مواطنة وليست مطالب محدودة وفق رؤية فوقية خارح السياقات التاريخية التي تعكس عدم مقدرة مؤسساتنا السياسية بما فيها بعض المؤسسات التي ظلت تعارض نظام البشير على التخيل وكثيرا ما تتحجج بانها ايضا ضحية الديكتاتوريات ولكنه عادت ايضا تلعب نفس الدور الازدواجي في التعامل مع جزور الازمة ومغازلة القشور .
 كات اشارتي الى القصور الكبير في القانون الجنائي السوداني الذي  يؤيده الدستور السوداني ومنه تفرعت قوانين النظام العام والامن الشعبي وامن القبائل وكيف اثر ويؤثر هذا الواقع في حركة الاعتصامات إبان الثورة وحتى ما تم في احتفالات الثورة وما في ذلك احتقانات سترمي بظلالها على مجريات السلام ومستحقاته  وجزوره ,
لكني  في صيغة المطالب التي  ارى فيها رؤس مواضيع جزرية في مسالة بناء دولة المواطنة والقانون لمجتمع استطاع تجيير جهد لادارة تعدده قبل الاسلام وقدم قوانين تحصلنا منها فقط  على قانون دالي الذي وضع ملامح  لنظام حكم فدرلاي منذ قرون لم يترك شاردة الا وقدم لها تشريعا مرضيا لكل المجتع لدرجة ان في جزء من هذا القانون كان يشترط على حكام الفدراليات عدم تعيين وزراء من يجب ان لا يكونو من قبيلته وبما في ذلك حتى السلطان نفسه ومن السخرية ان يعاني الان احفاد هذا المجتمع  معضلة التشريعات  التي تلوى عنق الارادة السياسية للانظمة الحاكمة   لقتلهم وافناء حياتهم تحت لافتات القبيلة والعرق والجهة  
كان نظام الحكم مقسم تحت ستة مبجلات (وظائف ادارية ) وتقسيم اداري فدرالي  في نسق يفصل بين كافة السلطات ف الاوردولونج (هو وزير الدفاع والقائد الاعلى للجيش والشرتاي و الدجملج (هم مفتشي الخدمة المندية ) والاباء (ومانج +ديما) يقع تحتهم امرتهم 12 ملك لكل منهم يمثل السلطان في بقعة ادارية لها هياكل وظل لسلطاته ولهم (أبا دارفور )هو رئيس الوزراء وبشكل منفصل يمثل (ابو شيخ )وزارة  المالية ولها ديوان حسبة ونظم وعملات وشروط مقايضة السلعه , هذه الصيغة عبرها تشرح حتى تسويات الخلاف في الحواكير وآلية كسبها وفض الاختلاف حولها وقضايا الدم وكيفية معالجتها حتى قبل التشريعات الاسلامية التي اتت لتجد وقع مدار بشريعة انسانية قابلة للتطور التلقائي, شلت كل تلك السيمفونية كارثة الانقلابات العسكرية التي  مثل نظام البشير ملخص ويلاتها على المجتمع السوداني هذه الخلفية ستسهل مهمة وفد مجلس الوزراء الذي اتى نيرتتي.
 اتمنى ان يكون ما قدمه المجتمع المدني في نيرتتي من تصور مفهوم لدى طاقم الوفد انه لا يعالج حالة منطقة واحدة بل هي  مفاتيح لعلاج ظاهرة ماساوية توجد في كافة مناطق انتهاكات حقوق الانسان في السوجان  وان كانت  الثورة المسحلة كدارفور هي الاكثر ضراوة  فالاحصائية تقول ان عدد القرى التي نسفت بسياسة الارض المحروقة  لا يقل عن 4 الف قرية يقطن سكانها الان كانتونات النزوح واللجوء وهم يمثلون السواد الاعظم للقوى البشرية الماهرة في الزراعة وصناعة الحياة ولن تكتمل حلقات السلام الا  بعودتهم سالمين وآمنين
وفي ظل التحفظات  العالمية من موجات الجائحة في واقع ما بعد الحرب في مناطق دارفور التي استطاعت الان من خلال رسائل التطيمن القومية التي قدمتها نيرتتي لكل الشعب السوداني بانهم الاحرص على وحدة هذا الوطن موضحة صورة المحبة والتقدير والتفهم حتى من اختطفت اراداتهم ترسانة اعلام نظام الابارتايت من ابناء الشعب السوداني البعيدين عن واقع المساساة التي استمرت عشرات السينن بفعل  نظام البشير الذي  يقبع سدنته الان السجون ويلاحق الاخر اقليما ودوليا عن عدم الوصول اليهم لكنهم او تاييد مطالبهم العادلةوالملحة من اجل وطن يسع الجميع .
لا يغيب عن فطنة حكومة الثورة انها معنية باستباق الاعتصامات في منتطقة نيرتتي  التي يقتنها 300 الف نسمة بالاضافة الى 8 معسكرات نازحين تستضيف 400 الف نسمة منذ العام 2003 م وحتى هذه اللحظة هذه المحلية بها مستشفى ريفي واحد تنتهي خدماته بمجرد غروب الشمس لعدم توفر الكهرباء وكان نيرتتي تخبركم بانها الان تخشى على حياة مليون شخص بمن فيهم الثوار المؤازرين لاعتصامها المدني العظيم الذي يترقبه العالم ومنظمات الصحة العاملية باحترام وحزر شديدين بسبب الجائحة
هذا لمستشفى الريفي وبشكل عاجل يحتاج لسور لانه يقف شاحبا في العراء في بلاد تخلو من اي بنى تحتية ولا توجد به وحتى قبل الجائحة يحتاج لاربعة عنابر اضافية وبشكل ملح الان يحتاج لعدد من عنابر العزل الصحي و استراحة اطباء اغلبهم ياتي من مناطقي نائية ووعرة وغير امنة ,تحتاج هذه الكوادر لترحيل علىه شارة حكومية تقيهم شر الانتهاكات المتكررة تحتاج المنطقة لعربات اسعاف يحتاجون لاسرة ومعدات تطهير يحتاجون وحدات طوارئي  ومكاتب لصحة البيئية اقله داخل اي معسكر نازحين وللقرى المجاورة والتي تحتاج لانارة 24 ساعة يمكن ان تتكفل وزارة الطاقة بانشاء شبكة للطاقة الشمسية قبل ان تنطفئ شعلة الامل في عيون المعتصمين .
هذه المطالبة الابتدائية لا صلة لها بالمطلب السياسي الذي قدمته نيرتتي وصيصبح هو العنوان الموحد لكافة المناطق التي تعاني ظروفا وتاريخا مشابه هذه المنطقة والسودان يفتح جرحه للعالم الذي يدرك منذ العام 1990 ان هذه المناطق 90% من اطفالها لا ينالو حظا من التطعيم من كافة الامراض التي تحزر منها منظمات واعراف الصحة العالمية وهي حقوق تكفلها تلك الشراكة العالمية التي يستوجب على الحكومة الانتقالية تكملة اشتراطتها كحد ادنى من اشتراطات السلام الذي خرجت من اجله نيرتيي ونحن نعلم ان رفع الاعتصام يرتبط جزريا بهذه المطالب واي يوم تتعثر فيه تلبية تلك المطالب فهو سهم يصوب الى قلب شرفاء الثورة السودانية الذين خرجو من ركام الحرب ليشعلو رايات السلام والحرية والعدالة
مجاهد عيسى ادم

mujahiddaldoom@gmail.com

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق