الاربعاء, 05 ديسمبر 2018 03:38 مساءً 0 264 0
وقائع رحلة مزدوجة لنهر النيل .... الولاية مشغولة بـــ (3) أصفار
وقائع رحلة مزدوجة لنهر النيل .... الولاية مشغولة بـــ (3) أصفار

نهر النيل : (آخبار اليوم)/ كتب : عبد العظيم صالح - تصوير: حق الله الشيخ
علي التلفون كانت معي الزميلة والصحفية حياة حميدة تدعوني باسم اتحاد الصحفيين السودانيين لمرافقتهم في رحله الأسبوع الماضي لولاية نهر النيل..وافقت مسرورا خصوصا والبرنامج يرتدي عدة قبعات لدوره تدريبية للصحفيات بالتعاون مع اليونسكو  حول السلامة المهنية التي أشرفت عليها أمينة المرأة بالاتحاد الأستاذة هدية علي  وقدمتها المدربة الاستاذة نجدة بشارة ،والثانية تلبية دعوه كريمة من الولاية ومحليه بربر ومعتمدها عبد المنعم الصائم للوقوف علي حركه التنمية والمشروعات هناك والثالثة المشاركة في صالون الراحل أستاذنا سيد احمد خليفة والذي انتقل بكل القه وبهاءه لمسرح بربر وخشبته المطلة علي ماضي عريق وتاريخ راكز في الأصالة والشموخ.
في بص الوطنية والذي انطلق بنا علي شارع التحدي تداعت الخواطر والذكريات  والتأمل في الحركة والناس والمركبات والمزارع المحورية التي بدأت طلائعها في شق الصحراء ومصارعه الرمال ولون الصفار والشحوب.  علي مشارف دامر المجذوب بدا البرنامج بالاستقبال الحار والحميم من رسميين وشعبيين وزملاء مهنة يتقدمهم الزميل والأستاذ عبد الله العقيد رئيس اتحاد الصحفيين في الولاية.. راحة قصيرة وتوجهنا لمدينة بربر وشهدنا جانب من احتفالات أعياد الدفاع الشعبي وجدنا الوالي والجماهير في حاله تلاحم  طبيعي بين الكلمات والأهازيج وعرضه بني جعل وحماسة  متصلة بالفكرة فكرة الوطنية والاستعداد الفطري للذود عن الأرض والعرض بكل غال  ونفيس كما قال حاتم الوسيلة عنيبسه بحيشانها الفسيحة ورحابه أهلها وقفت علي أهبة الاستعداد لإكرام وفادتنا..ما أجمل اكتمال لوحات الاحتفاء بالضيف هناك عندما تتناغم وتتكامل في لوحه فريدة بين الرسمي والشعبي..لا تعرف من هو صاحب الدعوة..الحكومة أم الأهالي؟
نفس المنظر تكرر علينا في بربر عندما جئناها في اليوم  التالي.
كما قلت عملنا الدرب (2) بين مدن الدامر وعطبره وبربر..والأخيرة استحوذت علي جل البرنامج ومنها المنتدى الدوري وهذه المرة لقضايا التربية والتعليم وأجاب المعتمد علي أسئلة الصحفيين واستفساراتهم علي ضوء الزيارات الميدانية التي شملت الأسواق ومراكز البيع المنخفض وأنشطه اجتماعيه متفرقة
في المساء كان الموعد مع اللواء حقوقي حاتم الوسيلة عقب صلاه المغرب باستراحة بربر..الوالي قال نفتخر بالاستقرار  والموارد الاقتصادية الهائلة فهي ولاية الأسمنت والذهب والزراعة  والسياحة وتستعد للاحتفال بوداع العطش والأمية والورق في المعاملات الحكومية. والزراعة شهدت اهتماما كبيرا  من حيث زيادة المساحات والتطور الراسي والأفقي ودعم الاستثمار الجديد في المزارع المحورية.  الوالي قال 30 دولة  مشاركه في الاستثمار..وفي مقابل ذلك اهتمت حكومته بالبنيات الأساسية من طرق وكهرباء ومياه  وقيام نهضة سياحية انتظمت مرافق ومواقع الآثار والسياحة.  وتداخلت البرامج وتعددت ولكننا لا نقوي علي مبارحه بربر..علي مسرح بربر شهدنا أمسية جميلة لصالون سيد احمد خليفة.. كلمة الزميل عادل سيد احمد جاءت علي نسق الفكرة من حيث الرصانة والبلاغة التي لا تسهب حيث الملل ولا تتوقف عند الاختصار المقل والمخل..حدثنا عن الصالون وعن الراحل وسيرته العطرة  وعشقه للمنطقة إذ امضي فتره من شبابه الباكر في عطبرة.
وتباري حاتم  الوسيلة والصادق الرزيقي في تقديم نماذج شعرية عطرت الليلة وأضافت  للصالون ألقا جديدا ميزه من أماسي العاصمة التي طالما أفسدتها السياسة وبين الفواصل كانت هناك.مساحة لفواصل من أغاني الحماسة وقبلها محاضرات قيمة عن بربر  ورحله عبر التاريخ....وتوسطت المسافة بين الخشبة وكراسي الرواد مائدة بها ما لذ وطاب من المرطبات والمخبوز والفواكه وتم الإعداد علي ذات الطريقة التي اشتهرت بها نساء بربر علي مر التاريخ وعلمن ان سيدات الأعمال بالمعتمدية هن وراء هذا الكرم الفياض وخرجنا ولسان الحال في أحسن حال بهذه الليلة والتي بدأت بفكره في رمضان الماضي بفندق خرطومي بين صالون سيد احمد خليفة ومركز جمال عنقره الإعلامي واتحاد الصحفيين السودانيين.
هذه الليلة لا زالت ممتدة ونحن نتجول في بربر التاريخ.
لبينا قبل ذهابنا للصالون دعوه مرطبات أقامها علي شرف الوفد توفيق  مدني رئيس اللجنة الشعبية وواحد من أعيان المدينة ووجوهها المعروفة..رحب بنا في داره واستقبلنا وفد مختار من أعيان المدينة وأشقائه..وهم أشقاء رجل الجيش والصحافة المرحوم المقدم م.محمد مدني توفيق والذي شغل الساحة السياسية  والإعلامية في حقبه الديمقراطية الثالثة بصحيفة القوات المسلحة وسجل التاريخ معاركه المشهودة آنذاك بينه وبين أنصار التجمع الوطني..وخرج الراحل بعد ذلك لمصارعه المدنيين وخلع بزته العسكرية وأسس صحيفة ناجحة هي الرأي بإمكانياته الذاتية ومن جيبه الخاص وحققت نجاحا ملحوظا حتى وضع انقلاب الإنقاذ حدا لها ولحق بها ما لحق الصحف آنذاك.
تذكرنا كل ذلك مع أشقائه  في الدار الرحبة والأنيقة واختلطت  مشاعر الحزن  مع الفخر والإعجاب بالراحل العزيز والذي كان رجلا مقداما وجسورا وصادقا ونقيا وبسيطا ومتواضعا يلقاك.باسما بوجه.يشع منه الإيمان والذكاء وشموخ السوداني وأصالته.  ولا زلنا في بربر وحيشانها الواسعة والفسيحة والمهجور  أغلبها فالمدينة كغيرها من مدن (السافل) أصيبت بداء الهجرة الكثيفة والعنيفة نحو المدن والفيافي البعيدة..هاجرت العقول والأموال والخبرات وتركت المدينة وقد تقاسمتها الأطلال..سألنا المعتمد عن عدد سكانه فوجدناهم 200 ألف قارناها مع محليه ام بده فوجدناها تتفوق عددا من حيث الأنفس علي العدد الموجود بولايتي نهر النيل والشمالية..إذن لابد من علاج لهذا الداء الذي اختل بتوازن المعادلة بين المدينة والأرياف..ترك الناس مناطق الإنتاج وتوجهوا نحو المدينة يطلبون الخدمات  والنتيجة ضياع الاولي وفشل الحصول علي الثانية..يشكو والي الخرطوم من رهقه في توفير الخدمة للجموع الزاحفة وينادي والي الولاية البعيدة تعال يا جودوا نحن في انتظارك!!!!!!
هذا حوش فلان وديك بيوت ناس احمد عبد الرحمن وده حوش آل مضوي وتذكرنا زميلنا الصحفي الكبير عثمان مضوي  ومن هنا خرجت أسره عمر الجزلي وتتعدد الأسماء والرموز القومية التي تعود جذورها لهذه المدينة المعطاءة.
زرنا الأستاذ نبيل ثابت وهو من الوجوه التعليمية المعروفة في السودان والولاية ونهر النيل وله تاريخ مشرف..قالوا لنا انه طريح الفراش ولكنه مصر علي لقاءكم..ذهب وفد من الوفد بتقدمه الأساتذة عبد الله يونس وحسن محمد صالح وشخصي وبتشريف شيخ الصحفيين  بنهر النيل الأستاذ جمال مكاوي وبعض الشباب..استقبلنا الأستاذ نبيل بأحضانه وعيونه ومشاعره النبيلة وقد لا يعرفنا بأشخاصنا ولكنه التقدير للصحافة..كان مبتسما ويقول الشلل الرباعي جعله يتحول للصحافة والكتابة الراتبة في الصحف أمضينا وقتا طببا معه وخرجنا مع أمنيات التواصل والدعاء له بالشفاء العاجل .
وبعد هل انتهت انطباعاتنا عن رحله خاطفة ولكنها عميقة لولاية نهر النيل؟..الإجابة بالإيجاب ومع ذلك تبقي أمنيات في الخاطر بالعودة والبص الأنيق يتهادي علي شارع التحدي..تحدي التنمية ورهان الوصول لمحطات النجاح والذي سيتحقق بهذه الروح الوثابة التي رأيناها هناك .

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق