الخميس, 27 أغسطس 2020 06:27 مساءً 0 540 0
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر

 التطبيع مع إسرائيل والعمل بمبدأ اذا هبت رياحك فاغتنمها

اضاع تحالف الحرية والتغير فرصة كبيرة اتت اليه علي طبق من ذهب  للخروج بالبلاد من الازمة الاقتصادية التي تكاد تخنق الشعب السوداني عقب الاطاحة بالنظام السابق  توافق الجميع علي الاستعانة بالسيد عبد الله حمدوك ليكون رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية الا انه اخفق في الملف الاقتصادي بالرغم من ان  الجميع راهن  عليه   نسبة لتجاربه الكبيرة مع منظمة الاتحاد الافريقي في مجال التنمية  فقد انتظر كل من الحرية والتغير والسيد حمدوك بعضهم البعض كل واحد منهم ينتظر من الاخر المبادرة  فالحرية والتغير اختارت هي الوزراء لحمدوك بينما حمدوك في انتظار الحرية والتغير لتقدم له برنامج عمل لتسير  عليه الحكومة الانتقالية ولو كانت  الحرية والتغير استعنت برنامج تجمع المهنين الذي اطلع عليه عدد كبير من ابناء الشعب السوداني لكانت افضل للبلاد فميثاق تجمع المهنين كان شامل يلبي اشواق الشعب في التغير والتنمية وعلي اثر ذلك اندفع الناس في الشوارع تطالب برحيل نظام الرئيس المخلوع البشير   ولكن انضام الاحزاب السياسية  الي تجمع المهنين فرض واقع اخر. لذلك انصدم الشعب في كثير من الاحيان من  مواقف الحكومة الانتقالية التي وضعت السلام  ليكون له  الاولوية على سائر الملفات الاخري  مع اهمال واضح  للملف الاقتصادي وتحديد معاش الناس الذي وجد تجاهل تام من جانب الحكومة. وعلي تلك الثغرة الاقتصادية عمل فلول النظام الضلالي علي خلخلة حكومة الفترة الانتقالية فارتفعت الاسعار بشكل كبير وصار الحصول علي لقمة العيش يمثل هاجس كبير للعديد من السودانين وهو ذات السبب الذي اخرج الناس ضد حكومة الكيزان بالرغم من الوضع لم يصل في عهد المخلوع الي هذا الشكل الجنوني في ارتفاع الاسعار. نعم يجب الاعتراف بان حرب الكيزان الاقتصادية  قد حققت أهدافها في رفع الاسعار وبالتالي ارتفعت اصوات المواطنين بالسخط  علي اداء حكومة السيد حمدوك الذي اجبر على الظهور للشعب عقب احداث موكب السابع عشر من اغسطس حيث قام باجراء لقاء مكاشفة لاول مرة مع الشعب  بعد مرور عام علي تشكيل الحكومة وقد اخرج حينها  السيد حمدوك  حقائق صادمة بشان الاقتصاد السوداني. الذي اتضح انه هش  للغاية حيث قال السيد حمدوك بان الخزينة خاوية وان توفير الوقود لوحده يحتاج إلى اثنين مليار دولار وان نسبة سيطرة الدولة على المال العام لا تجاوز ال18% مما. ادخال الشكوك في ان الجيش يسيطر علي  نسبة كبيرة من الاقتصاد من خلال الشركات التي يمتلكها والسوال لماذا لم تناقش تلك المسالة في مرحلة. ما قبل التوقيع علي الوثيقة الدستورية ؟ بات الصدام قريب مابين المكون المدني والجيش بسبب تلك الشركات الامنية والعسكرية الا ذا تدخلت الاطراف الرعاية علي الوثيقة الدستورية من بينها الاتحاد الأوروبي  وجمهورية اثيوبيا

 والسوال الثاني هل في حالة   ايلولة تلك الشركات الي وزارة المالية سوف تحل الازمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان؟

  الاجاية هي لا  بسبب عدم وجود برنامج انتاجي للدولة فنحن بلاد مستهلكة في المقام الاول. وحتي حرب الكيزان الاقتصادية ما كنت لتنجح لو كان  السيد حمدوك امتلك  العزم وعمل علي قيادة  حملة كبري للزراعة والانتاج الحيواني في جميع  ارجاء الوطن و والعمل  علي توزيع الاراضي المصادرمن ازلام النظام السابق  للاسر الفقيرة  بواقع مساحة واحد فدان لكل اسرة. حينها لن يعاني اي  مواطن في توفير مايحتاج من خضروات و الفاكهة  والحليب و سوف يسهم ذلك  في الانتاج القومي للبلاد   مع العمل علي   دعم الصناعات الصغيرة. واستزارع الاسماك والاستفادة من المسطحات المائية في  ذلك  ولكن ضاع الوقت ولم تنجز الحكومة شي في ذلك الملف

  كان يجب علي حمدوك القبول بالتطبيع مع اسرائيل مع ضمان استفادة السودان من مزايا تلك العلاقات الجديدة خاص في مجال الزراعة والصناعة والتجارة ومكافحة الإرهاب  وان التعلل برفض التطبيع مع إسرائيل  بحجة  بان حكومة الفترة.  الانتقالية لا تملك التفويض حديث غير مقنع فالحكومة الانتقالية. تملك كامل  التفويض وذلك  منذ خروج الشعب لمباركة. الوثيقة الدستورية التي بموجبها  تم تشكيل هذه الحكومة  واذا كانت الحكومة لا تملك التفويض لماذا سعت في اجراء تعديلات على القانون الجنائي ولماذا. تدخل في مفاوضات للسلام وربما تصل الي مرحلة توقيع علي. اتفاق يكون ملزم دولي واقليمي

  ان التهرب من ملف التطبيع لن يساعد علي رفع اسم بلادنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبالتالي لن ترضي الولايات المتحدة الأمريكية عن السودان وسوف ترفع يدها عن  دعم الفترة الانتقالية  والولايات المتحدة الأمريكية دولة تتعامل من خلال المصالح فقط وان اسرائيل بالنسبة لها بمثابة.  الابن المدلل  لذلك لن تغفر للحرية والتغير تلك الصفعة الغير متوقعة  برفض التطبيع  مع اسرائيل وان ادعاء. الحرية والتغير  بان التطبيع مع اسرائيل الا من خلال حكومة منتخبة سوف يجلب عليها المتاعب  وهذا ما سوف تسعي اليه الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدون. سوف   تعمل علي  التاثير علي الاحداث في السودان لاجل قيام انتخابات مبكرة ودعم مرشح موالي لها  للفوز بها لاجل تمرير ما تريد من قرارات وبدون مقابل ويظل الشعب السوداني هو الخاسر الاكبر فقد كانت الفرصة مواتية الان لجني الأرباح من ذلك التطبيع خاصة  وان الانتخابات الرئاسية الامريكية علي الابواب والرئيس ترامب في سبيل الفوز بها علي استعداد لتقديم كل التنازلات لكسب  اصوات اليهود الذين يؤثرون على الاحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية

 كان يجب  علي  تحالف الحرية والتغير العمل بمبدأ  اذا هبت رياحك فاغتنمها  لكان ذلك خير لها  وللشعب السوداني  ولكن بعد ذلك الرفض للتطبيع سوف يشتد الكرب والضيق علي الشعب السوداني في اكل العيش ولن تتحرك  الحكومة ولن تستطيع فعل شي ومع ارتفاع  أسعار المواد الغذائية  سوف ينفجر الشعب باحث عن حلول ويختلط الحابل بالنابل موكب هنا من المهمشين  ضد الجوع واخري هناك للثوار ضد الجيش وثالثة هناك من الكيزان ضد الجميع  حينها  لا تدري  الحكومة ماذا. تفعل  وحتي الاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة لن يحل المشكلة ويكون الجميع في انتظار بيان صادر من الجيش باستلام  السلطة  وحتي هذا لن يحدث ولن يقع  انقلاب عسكري  حينها سوف يقف المجتمع الدولي  يشاهد ويراقب مايحدث في السودان فنحن نعيش في عالم لايعرف الا المصالح فقط. واحترام الكبير

 تلك كانت قراءة لمستقبل الفترة القادمة علي ضوء رفض تحالف الحرية والتغير للتطبيع مع إسرائيل

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق