الخميس, 06 ديسمبر 2018 01:23 مساءً 0 279 0
كلام أهل البيوت
كلام أهل البيوت

التحرر من الجلابة

 

في لقاء للرئيس سلفا كير ميارديت بالمواطنين بمنطقة (لو بو نوك) بدولة جنوب السودان قال الرئيس سلفا (لم نتحرر من الجلابة  لكي نموت بالجوع) .
الحقيقة أن أهل السودان ما كانوا  يستعبدون أهل جنوب السودان أو يستعمرون الجنوب  بل كانوا يقومون بخدمتهم وتقديم مطالب الحياة لهم في أطباق من ذهب ومعلوم أن الجنوب لم تكن له موارد لا زراعية ولا ثروات حيوانية وهنا لا نريد أن ننكر أعداد الأبقار التي يملكها الدينكا والنوير ولكننا نتكلم عن القيمة التجارية لهذه الأبقار التي لا تتعدى المنافع منها أكثر من التفاخر بعددها وتبادلها في الزواج مهر للبنات وهي قليلة اللحم نادرة اللبن تميزها ويزيد الفخر بها طول قرونها حتى الأخشاب رغم توفر أنواع جيدة منها بالاستوائية فهي لا يمكن أن تكون ذات فوائد تجارية لصعوبة نقلها ومعروف أن الأخشاب في كل البلاد التي تستثمر فيها يتم نقلها بتيارات الأنهار لأماكن التصنيع ولسوء الحظ أن النيل الأبيض نهر إنسيابي لا ينقل كتل خشب التك والمهوقني  ولا يمكن أن نتحدث عن الفائدة من ثمار الفواكه المانجو قلة قيمتها الصالحة لتصدير الأنناس صعوبة جمعه وغيرها من الثمار الاستوائية المتوفرة بلا جدوى اقتصادية .
كلمة الجلابة التي تعني من يجلبون الأشياء والتي يحاول البعض من جعلها عبارة  للاستخفاف بالتجار الذين كانوا يوفرون كل ما يحتاجه المواطن من غذاء وكساء .
المعلمون ينتشرون في كل أنحاء الجنوب ينشرون العلم والمعرفة ويصل طلابهم لجامعة الخرطوم وينالون الدرجات العليا ويتولون ارفع المناصب وكذلك الكوادر الطبية والمهن الصحية وبوجود جنود القوات المسلحة والشرطة كانت المدن واغلب القرى آمنة و يلجأ إليها المواطنون عندما يضيق عليهم المتمردون وينهبون ممتلكاتهم .
في حوار أجريناه والزميل معاوية أبوقرون لصحيفة السوداني بفندق اكربول بالخرطوم  قال لويجي ادوك بونق  عندما قلنا له ألا ترى إن الانفصال يحقق الاستقرار في الجنوب قال أهل الشمال بالنسبة للقبائل الجنوبية مثل مساعد الياي للعربة يحميها من الصدمات أو مثل الورق والكرتون الذي يوضع بين الكبابي الزجاجية حتى لا تكسر بعضها بعض  ولو ذهبوا لتقاتلت القبائل لا تفه الأسباب ولو ضلت أربع بقرات من اللاو نوير وذهبت عند المورلي  لقامت الحرب وقد حدثت كل توقعات الراحل لويجي ادوك  وقامت الحرب ليس بين أهل الشمال والجنوب ولكن بين القبائل الكبيرة في الجنوب والتي لم تبق ولم تترك حياة في الجنوب بكل أسف وجعلت أهل الجنوب الذين ينتقلون للسودان لاجئين .
السؤال أين التحرر من الجلابة يا سيادة الرئيس والحرب الأخيرة قد قضت على المدن والقرى ودمرت كل البنيات الأساسية التي بناها الجلابة بل أن ضحايا الحرب فاق عدد الذين ماتوا أيام حرب التمرد بمرحلتيها الأولى والثانية
ستظل قلوبنا مع أهل الجنوب نتمنى لهم حياة مستقرة وآمنة ومتطورة وهم في اللجوء للسودان على العين والرأس فلا داعي لفتق الجراح.  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق