خيركم لأهله
تعرفه انساناَ نبيلاً وكريماً، لايترك مناسبة إلا وتجده المبادر في الفرح ، تجده هاشاً باشاً وفي الحزن تراه متقدماً الصفوف، مواسياً ومتضامناً ،يخدم الجميع ويعطي بسخاء من وقته ،ودعمه ، وخبرته، هذا ماتراه!
ولكن مالا تدركه حينما تغلق الأبواب ،وتُخلع البدل، وتُوضع العمائم جانباَ ، ويلتقي بأقربهم إليه وأحوجهم له.
تَصطدم بمخلوق آخر ممتلئ بالتجهم والتكبر ، توارت عنه البشاشة بعيداً ، واختفت الشهامة وتلاشى الكرم.
مايلبث أن يتحول لآخرمتذبذب يتحرك بين نهايتين، لايستقر ولايقر له قرار، يتلون ويتصبغ ،يجيد الكلام ولايجيد ملائمته مع الفعل ،يعكس حالة من القلق وعدم الثبات والتوازن النفسي.
هو فقط يحمل هماً واحداً في هذه الحياة أن لايسقط هذا القناع و أن لايرى الغريب حقيقته .
حينها سترى كائن آخر متجرد من انسانيته مرتدياً ثياب وحشيته ، متأبطاً شراً .
ستفاجىء بتلاشي المسالمة ومصطلحات السلام التي لاتتجاوز واقعيتها اطراف لسانه .
مايهم هذه الفئة فقط أن يكون كامل الحلة مع الغريب وإن دعى الامر التصنع ونسي أن خير الناس خيرهم لأهله وأنهم أولى الخلق بحسن خلقة وأحقهم بإحسانه.
خيركم خيركم لأهله.