الأحد, 09 ديسمبر 2018 01:43 مساءً 0 303 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

عودة الإمام

 

{ تبقت أيام قلائل على الموعد المضروب، لعودة الإمام الصادق المهدي، إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي، لوطنه عزيزا مكرما، بعد غياب امتد لأكثر من عامين.
وتعود معرفتنا من بعيد ، إعجابا ومتابعة، واهتماماً، إلى منتصف الستينات ، وكنا طلابا بالمرحلة الوسطى وقتها، وكان الإمام زعيما سياسيا شابا، وبالرغم من خلفية والدنا الشيخ الراحل البلال الطيب رحمه الله، الاتحادية والختمية والوطنية الاتحادية ( الحزب الوطني الاتحادي)، وصداقته الحميمة  بالزعيم الخالد إسماعيل الأزهري، والذي حببنا فيه منذ صغرنا وهو يحدثنا عن وطنيته، وعفة وعزة نفسه ويده ولسانه.
{ بالرغم من ذلك كان الوالد عليه رحمة الله يحرص ببورتسودان حيث تربينا وترعرنا، على حضور الليالي السياسية للإمام الصادق، ورغم صغر سني وقتها ، كنت احرص على مرافقته ، وحضور تلك الليالي ، الثرة، والقوية حتى نهاياتها، وكان كعادته دائما ومازال ، أمد الله في عمره، خطيبا مفوها، ومثقفا، وجاذبا، للاهتمام والسمع والفهم.
{ والإمام الصادق المهدي ، منذ شبابه الباكر وحتى اليوم، ظل كتلة حية من النشاط والعطاء الثر والجديد ، وفى كل المجالات، منافحا ومكافحا من اجل الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية، وكتبت ذات مره بهذه المساحة أن إيمان الإمام الصادق بالديمقراطية، دائما وفى كل المرات وراء الإطاحة بحكمه الديمقراطي، وهو لايمكن أبداً أن يقبل بتولي موقع، بدون انتخاب من الشعب، ولقد حدثتني مصادر سياسية رفيعة بالإنقاذ أنهم عرضوا على الإمام المشاركة في الحكم مناصفة وان يتولى رئاسة الوزراء.
{ وبالرغم من ولوجي للعمل الصحفي منذ منتصف السبعينات، إلا أنني إلتقيته ولأول مره في حياتي وجهاً لوجه بعد منتصف الثمانينات ، وانتفاضة أبريل وهو رئيس للوزراء، وكنا نصدر وقتها صحيفة الأسبوع، وكانت متخصصة في نقده، ذهبنا إليه ، أنا وصديق وزميل العمر د.محي الدين تيتاوي رئيس التحرير وقتها وكنت أتولى إدارة التحرير.
{ استقبلنا يومها أحسن استقبال، وأجاب على أسئلتنا بصدر رحب كعادته دائما، ولم يسألنا مجرد سؤال عن الحملات التي كانت صحيفتنا المتهمة يومها بالانتماء للجبهة الإسلامية القومية،  توجهها ضده، هذا هو الإمام الصادق حاكما كما رأيناه يومها.
{ وعام ١٩٩٢ بينما كنت اعد كتابي أسرار ليلة 30يونيو١٩٨٩، زرته بمنزله العامر أكثر من مره، وتناولت معه الطعام بمائدته الخاصة ، وتعرفت عليه من قرب أكثر ، عرفت الأدب في أرقى مراقيه ، عرفت التواضع في أعلى درجاته، عرفت الكرم في اكبر معانيه.
{ هذه مقدمة يسيرة، عن هذا الرجل الرمز، ونحن نترقب عودته لوطنه ونتطلع أن تقوم الحكومة بإلغاء البلاغات المفتوحة ضده، وإذا حاولنا ان نقرأ ساحة المعارضة الخارجية لحظة خروجه، كان صوت السلاح والعنف هما الأعلى، ومنذ انضمامه لإجتماعات المعارضة، بشقيها السياسي والمسلح، ظل يؤكد دوما تمسكه بالعمل المعارض السلمي ويحذر من مآلات التغيير العنيف، وبعد خروجه تم التوقيع على خارطة الطريق بأديس أبابا، بعد ان وقعت عليها الحكومة من جانب واحد، وإذا راجعنا، خريطة العمل المسلح المعارض اليوم، فها هي اجتماعات أديس حول المنطقتين
ستستأنف يوم الأحد، وهاهما حركتا العدل والمساواة بقيادة د. جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان برئاسة منى أركو مناوي، قاما بالتوقيع مع الحكومة بألمانيا على اتفاق ما قبل استئناف المفاوضات لإكمال سلام دارفور، وإذا أضفنا لذلك مبادرة رئيس جنوب السودان، لتحقيق المصالحة بين حركة تحرير السودان شمال بشقيها والحكومة، فإننا نجدد أن جهود الإمام نحو الحلول السلمية قد تكللت بالنجاح التام. وهو أمر ينبغي ان يتم التنويه إليه والإشادة به .
ولنا عودة

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق