ليس هذا هو المريخ

{ من غير مطرود خرج المريخ الزعيم كما يقول عنه كُتّابه من بطولة الأندية الإفريقية أمام بطل أوغندا.. ولم نكن نتوقع أن يخرج المريخ لأنه واحد من أبطال أفريقيا وقد حقق من قبل ما لم يستطع حتى اليوم أن يحققه الهلال.. ومن دون شك هناك فرق كبير بين المريخ زمان والمريخ اليوم.. عندما كنت في الكمرون مع المريخ لملاقاة كانون اجتمع المرحوم حسن أبو العائلة بفريقه وقال لهم جملة واحدة: أريدكم أن تلعبوا لعب المريخ.. ولعبوا لعب المريخ بقيادة بشارة لكنهم خسروا نتيجة المباراة بهدفين لأن كانون كان أفضل من المريخ وفاز ذلك العام ببطولة الأندية الإفريقية بعد أن أخذ المريخ الثأر منه عندما التقى به ويومذاك فعل كمال عبد الوهاب البدع وأحرز المريخ أروع الأهداف وبصعوبة استطاع كانون أن يحصل على التعادل.. أما اليوم فالحال في المريخ قد اختلف ولم تعد بالمريخ جسارته التي كانت أيام زمان وصار المريخ هيناً ليناً بدليل أنه حصل بعد جهد على التعادل في مباراته مع (الخرطوم 3) في الدوري الممتاز في الموسم الجديد وهذا لم يكن يحدث في الماضي أيام كان بالمريخ رجال أشداء أقوياء يملئون العين وزة وجقدول وعبد الله عباس وزيدان وقاقارين وحسنين جمعة.. وماجد وبشرى وبشارة وجاد الله وكاوندا وكمال عبد الوهاب وحتى على أيام العجب كان المريخ مدرسة في كرة القدم واليوم صار المريخ سهلاً ويمكن هزيمته ويتقبلها الجميع بصدر رحب.. وفيما مضى هزم المريخ مرة أمام الهلال فجاء رئيس المريخ المرحوم حسن أبو العائلة إلى النادي بعد المباراة ووجد اللاعبين جالسون يشربون عصير الليمون الذي أعد  لهم فقال للاعبين: (كمان تشربوا ليمون؟) وقام بدلق الجردل وطلب منهم أن يذهبوا إلى منازلهم وقال لهم إنهم لا يشبهون المريخ.. والمرحوم حسن أبو العائلة هو الذي اتخذ قراراً بشطب كبار اللاعبين من كشوفات المريخ.. وهو من شطب سليمان ساعة السفر إلى المغرب وأوقف معتصم حموري  (حموري الصغير) عامين لأنهم حضروا متأخرين.
قلت إن الحال اليوم في المريخ يختلف لأن المريخ لم تعد به الإدارة القوية القادرة على اتخاذ القرار بدليل أنهم هزموا في الإمارات من الهلال بهدف واحد أحرزه لاعب منهم واختلفوا بعد ذلك على الكيفية التي كان من المفروض أن يتعاملوا بها مع المائة ألف دولار التي حصلوا عليها وأمين الخزينة الذي فصلوه واستبدلوه كان على حق لأنه من المفروض أن يسلموه المال ليضعه في حساب المريخ ثم بعد ذلك تصدر من مجلس الإدارة القرارات التي تدعم صرفه والهلال يا سادة معه حق في أن يفرح بخيبة المريخ وفشله وعقوبات اتحاد الكرة الدولي التي يصدرها ضده أو يهدد بإصدارها بسبب اللاعبين الأجانب الذين يتعاقد معهم وفي الماضي لم يكن ممكناً أن يجد هؤلاء اللاعبون الفرصة ليلعبوا للمريخ.. وفي الماضي لم يكن بالمريخ لاعب يمكن أن يطالب علناً بالمال لكي يعيد توقيعه للمريخ ولاعب المريخ الذي دفعوا له ثلاثة مليارات وأخذها إلى منزله قبل توقيعه عاد بها وقال إنها ناقصة مليون جنيه.. ولو كان المرحوم حسن أبو العائلة موجوداً في فريق المريخ لاتخذ قراراً ضد هذا اللاعب بشطبه من الكشوفات.
{ المريخ بحاجة إلى هزة وإعادة النظر في أشياء كثيرة ومن يريد أن يعمل في إدارة المريخ يجب أن يتم الترحيب به ومن لا يريد أرجو أن يذهب ويظل الباب في المريخ مفتوحاً أمام من يريدون إنقاذه.. ومرة أخرى أكرر القول بأن المريخ فقد حقيقة جمال الوالي والنتيجة هزيمة المريخ أمام بطل أوغندا.
{ نحن نقف بدون شك مع المريخ في محنته ونرجو أن تزول كل صعابه وتعود له قوته لأن قوة المريخ من قوة الكرة السودانية وليس الهلال وحده هو من نعتمد عليه.. أرجو أن تكون جماهير المريخ واعية وهي تتابع كل شيء يحدث فيه.
{ خسارة المريخ في أوغندا مؤلمة ومؤسف جداً خروجه المبكر من بطولة الأندية الإفريقية.. وأخيراً نقول الحمد لله على ما حدث ويجب أن نفتح صفحة جديدة ليعود المريخ كما كان أيام حسن أبو العائلة وحجوج وجمال الوالي.