الاربعاء, 25 نوفمبر 2020 06:41 مساءً 0 560 0
د. هناء على تكتب: النصري يقين وعزم لا يلين ... كنترول الابداع من قِبلَةٍ خامسة
د. هناء على تكتب: النصري  يقين وعزم لا يلين ... كنترول الابداع من قِبلَةٍ خامسة

(من صنعته التجارب، لا يخذل المبادئ)


وقد كان الملهم .. إقتنص من عزفه الخلود وأمطرنا عطاء فتخطي بإبداعه حدود مخيلتنا ..
نحن المحبطين من هدم المعاول التي تواتت هذا المعبد المقدس ولكن أثبت أن لإبهامه بصمة لا تشبهها البصمات ..
قدم النصري أغنيات خلصتنا من ترهات الطنين ورطانة الأنين ، بعد أن خاض لوحده معركة مع مدعي الوطنية الذين صوبوا إتجاهه كل الاسلحة المشروعة وغير المشروعة متناسين نضاله علي مسارح الوطن بأغنيات خطابية ومنشورات ثورية وافقت زهوهم المصطنع فتتطاولوا عليه حتي سقط عليهم ذاك الدرج الذي شيدوه من لمع السراب ..
قدم النصري ملاحم علي حقيقتها فشكل نقلة في تاريخ الغناء المناطقي وأعاد صياغة جدلية الهامش والمركز فجمع نواصي الوطن علي نقرشات إبداعه فشكل بمفرده نسيج رابط تلتقي عنده الركبان من أصقاع الأمصار ..
ذلك الإنفراد المتميز جعل من النصري فناراً تتجه الي سفن العاشقين والراصدين وظل يستقبل كل ذلك بوضوحه وعفويته وإنسانيته المفرطة فكان ذلك الصوت المختلف في زمن التشابه الرتيب ، ولم يكن إختلافه راهناً زائفاً فقد شكل الي الآن رغيف خبز الفقراء و ثروة الأغنياء فلم يغير نسقه بل حرص علي تقديم التوازن المطلوب ليطرق كل باب ويدلف وله إذن مسبق بالدخول والإقامة في أفئدة المخلصين ..
فلا غرو أن مشروعه الفني بلغ شأواً رفيعاً فاق توقعات العارفين فشكل بتجربته مؤسس وملهم وراع لمشروع ثقافي فني موسوعي لم تسبر أغواره بعد ..
سمة النصري الفنية والشخصية تنم عن أصالة وهوية مخلصه يعرفها المقربين جيداً فهو المقيم بذات أرض الميلاد مشبع بأحساس الأنتماء ضارب بجذوره في عمق الأرض .. يرمي ثماره علي مترامي الوطن أغنيات من الحب والخير والجمال ..
ورغماً عن الإرث المتكامل الذي أودعه النصري علي خارطة الغناء فلا زال يُنتظر منه الكثير ونحن علي يقين أنه أطلق عبر السنوات الماضية السهام الأولي في كنانته ومازال يملك منها المزيد ..
توقف النصري زهاء عامين عن الغناء في إستراحة محارب بقدر ما أسمتها الأقلام إعلان إعتزال فأحتفلت موائد الزيف بأنطفاء سراجه وإمتلأت الساحة بالغثاء ، ولكنه عاد ذات مساء فكانت عودة بمثابة صلاة قديسة ودعوة محتاج .. . نعلن زهونا بتجربة تزداد في عمرها صبا وحداثة وجمال .. هنيئاً أن صدحت في المآذن .. الصلوات.
دكتورة هناء علي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق