بقلم : تيسير عثمان الحسن ابنعوف
ترجل الهمام الإمام الصادق المهدي ، نافضاً عن أكتافه رهق الدنيا ، كما كان وهو على قيدها سائراً دون أدنى اكتراث لقيل وقال ضلت سعيها إليه .
لم يغادر بعد إلا أنه زرع نفسه وحكمته ليس في قلب الانصار والمريدين فقط بل بمن اجاد فهم حكمته وفقه حنكته .
الا أن من غادرنا أحد رموز الإنسانية والفكر وأبرز كواكب السياسه السودانيه وماتبقى من هرم سادة الحكمه والأدب والفكر .
جاء الـ ٢٦ من نوفمبر يمطر حزناً على هذا الوطن بترجل السلام على هيئة المهدي الإمام
روح وريحان وجنة نعيم الصادق الصديق المهدي إمام الحكمة .
فقدت السياسة رجل استطاع أن يكون رمز موازنة وتقبل برحابة صدره المعتادة لمن ألفه في تقبل النقد بل وحتى الإساءة دافعا بحكمته المعتاده ضلالها عنه .
ماأن يدلو بدلوه حتى تضج الأسافير والألسن ويعلو علوه ، مجابهاً،فذاً، صلباً ،غير مبالي بصبيانية مايحاك ومايقال، ضارباً بذلك أرجح مثال للعقلانيه السياسية النادرة ، نسج في مؤلفاته ماهو جدير بأن تحتويه دور العلم والمدارس من ثراء فكري يبرهن لك حصيلته الفكريه والعلميه التي تجسدت في قوله وخطابه في كل سانحه سمحت لمن ينصت بسماعه .
معرباً ومغرباً جامعا بين الأصل والعصر .و شارحاً أدب اللقاء لمن إلتقاه ، ومنطق الدبلوماسية مع من خالفه ، مطبقاً للدمقراطيه لمن عاداه ، مسالماً ملائماً لا لائماً .
رحم الله الحكيم الغائب المقيم ، خاتماً مسيرته واسطره ، لقد شيعنا حقاني إلى الحق وإن الى ربك الرجعى .
# توت