الأحد, 06 ديسمبر 2020 00:58 مساءً 0 556 0
نقاط عبور : صديق الحلو
نقاط عبور : صديق الحلو

هل تعود ساره من جديد
حنين مستدام لساره التي لم يطو ذكراها النسيان.ومابرحت تقفز في نتوءات الروح تتسلح بذكائها وتنغرس في قلبي الذي لايتوقف من الحنين. طريق واحد الذي اعرف والذي يؤدي لدروب ساره.. نرقص معا ونغنى ولانعرف الفطام. لقد قضت على تلك الصبية الرائعة بعينيها المترقرقتين وشوقها المتفجر كالينابيع. وقتلتها شوقا وألفه حتى قالت آه... أشعلنا الحرائق وتوهج الشجن المتألق راكضا ظمئا لايتبدد. استانست تباشير قدوم ساره. اهتاج الحلم القديم. طارت ام بشار. انتفضت الأشياء كلها وانا اوقن بأن كل التجاويف يمكن ملؤها والتضاريس يمكن تسويتها وان ظلالا تسكن الجسد وإشارات تخاطب الروح وعلامات تدل على الطريق.
صديقي نبيل يقول :
دع اضابيرك الكالحة وأحاديثك المهترئه واستقبلها بصوت عاشق متهجد متبهل لايمل الانتظار. مازلت اذكر ان ساره مستغرقة في ترميم حب مدمر كادت تفارقه الروح. مازالت شامخة ساره كنخل الشمال ونور شفيف كالبلور يفيض من نفسها الاسيانه. طريا ينسكب من عينيها النور. مثل الاماسي الشجيه وتطير إليها لهفتنا تنزلق بين الطرقات. تحلق في سماء عميقة الزرقة صافية وموشاة بالحنين. الآن نحن في حضرة ساره في ميناء جدة الجوي. بروق ورعود ومطر. تهب ساره واقفة فيتوقف الكون عن الدوران. وصوت الضجيج... تتآلف الأشياء كلها تنسحب الكآبة من الوجوه. ترحب أرصفة المدينة المتشابهه بقدومها. ساره تخرج من قوارير عطور الفترينات ومن صهيل الخيل. ومن بتلات الزهور وشوق العذارى ومن ضحكة الأطفال. ساره توزع الحلوى للعابرين ولاتتراجع. تسبل عينيها يشرق نور. ينبثق الضوء يهدي التائهين. تنبت وردة من البنفسج. تهتز سنابل القمح ويتمدد الخصب. التفتت إليا ساره ظللتنا غيمة. قالت لي أن زمن الكساح قد ولى وان الزواحف لامكان لهم بيننا. كيف لكبار السن أن يحقنوهم بمصل شلل الأطفال. وان يدفن كل هذا العدد من معتصمي القيادة في حفرة واحدة. قلت ساره دعينا من تزييف التاريخ. لقد تداخلت المحن. وقل الحياء ماتت القيم والمبادئ. هذا زمن التفسخ. الأكاذيب. والفساد. وانهيار ماتبقى من حقائق ومثل. قالت ساره بصوت جهير وماذا عن ايام قحت ومتلازمة الحرية والتغيير. قلت يكفينا اننا افلتنا من عطن المستنقعات الانقاذية. دعينا نتنفس الآن ونعيد بعض وهج الايام الخوالي... غاصت ساره في صمت مريب. ساره تعرف كيف تشحذ الأمل وتصقل ايامي عند المنعطفات. لقد اكتسحني حبها الجارف وهاهو يغمر وجداني من جديد. معها لاتعرف اليأس ولا اهتراء الحروف. قلت دعينا نرقص الآن وننطلق رغم الصعاب. الحواجز والمنزلقات. إلا أن هناك أشياء يمكن معالجتها... واعطاب يمكن إصلاحها. ساره لاتعرف المستحيل تتحدى الصعاب بالتسامح والصفح الحسن. لم تتركني كطائر منتوف الريش يطوي المسافات يبحث عن رفيقه. ولكنها آبت عند المغيب... انتظرها لنعيد تلك اللمسات والهمسات.. الضحكات والحكاوي. امتلكتني الحيرة برهة وهاهي النار تستعر من جديد أشد ضراوة. قال نبيل : انك تحلم بالوعد المستحيل. قالت لي ساره لنرتقي معا إلى الفردوس هناك نتلاشي ونسلم الروح

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق