الأحد, 31 يناير 2021 04:21 مساءً 0 585 0
سيناريو: أبرار الغازي كشان
سيناريو: أبرار الغازي كشان

الإنحدار الاخلاقي

مجموعة من الشباب يدرسون بإحدى الجامعات بالعاصمة يذهبون آخر الدوام لتناول الوجبة والقهوة في احد المطاعم ويجلسون يسخرون من العامل في المطعم العم منصور ويجرحونه بكلامهم.

والعم منصور رجل كبير في السن صاحب اسرة صغيرة مكونة من سيف ونورا والخاله سعاد ويعمل والدهم عامل نظافه المطعم لإعالة اسرته من عرق جبينه اما الخاله سعاد ممرضه في إحدى مشافي العاصمه تخرج كل صباح لعملها ، والابناء يصطحبهم والدهم الى المدرسه في طريقه للعمل وفي نهايه الدوام تعود معهم الخاله سعاد للبيت وتبدأ في تجهيز اغراضها ومراجعه دروسهم.

وبينما العم منصور يقوم بعمله يدخل عدد من الشباب للمطعم ويخاطبه احدهم قائلاً: ايها العجوز أغرب عن وجهي وأجلب لنا القهوة.

العم منصور : تحدث معي بأدب.. انا في مقام والدك

الشاب: ماذا قلت؟ ابي؟ ويضحك بإستهتار ويقول له: لا يشرفني ابي اذا كان يعمل عامل نظافه .. ويسخرون منه ويدفعه أحدهم.

العم منصور يبكي ويقول له : سامحك الله انا اعمل بعرق جبيني حتى لا ادخل مالا حراماً على اسرتي.. واتصل بالشرطه وفتح فيهم بلاغ بالتعدي عليه

العم خالد صاحب المطعم ينادي العم منصور ويتحدث معه قائلا: لا تحزن وانا بجوارك دائما دعك متذكر هذا الشئ

العم منصور:انت رجل طيب للغايه رغم تقصيري في عملي وتقف بجانبي وبجانب اسرتي دائما واذا أصبحت مستلقي الفراش ذات يوم يصبح راتبي كما هو.

العم خالد: لا لا تقل هذا فأنت في مقام والدي رحمه الله عليه واحترامك واجب .. ويقبل رأسه ويده ويطبطب عليه لا تحزن وابتسم.

العم منصور يبتسم ويفرح من قلبه على طيبه العم خالد ويرجع لعمله.

عاد العم منصور لاسرته نهاية اليوم وهو فرح بالعم خالد وجلس مع صغاره لوقت متأخر قبل ان يخلدوا للنوم.

وفي يوم آخر كعادته ذهب إلى عمله في المطعم في وقت مبكر وهو يحدث نفسه قائلاً : لابد من تحضير مفاجأه صغيره للعم خالد.

 ودخل بالفعل لتحضيرها واذا به يلتقي بالشباب ويصطدمون به بكل قوتهم حتى يسقط ارضا في مشهد يوضح ماوصلوا إليه من إنحدار إخلاقي في التعامل مع كبار السن ، ويواصل الشباب الاستهزاء بالعم منصور  ويعايرونه بعمله ويعتدون عليه بالضرب بالعصا في ظهره ورميه بالحجاره على وجهه انتقاماً منه بسبب البلاغ الذي قدمه ضدهم.. ويدخل في تلك اللحظه العم خالد ويطلب الشرطه لهم والاسعاف له لانه كان ينزف دماً وبعد اخدهم لقسم الشرطة اتضح انهم يتعاطون الكوكايين.

 بينما العم خالد اتصل بالخاله سعاد وطلب منها التوجه لاحدى المشافي دون ابلاغها بشئ وفي طريقها تعرضت لحادث مفاجئ واصابتها خفيفة وواصلت طريقها للمشفى ورأته في حاله يحزن لها القلب وبعد عمل الاشعه والفحوصات اللازمه اتضح انه تعرض لكسور في ضلوعه وسلسلته الفقريه وبعض الجروح العميقه وان وضعه حساس وخطر للغايه.. ولابد من تواجده في المستشفى ومراقبه حالته الصحيه حتى اذا تعرض لشئ يتم التدخل الطبي الفوري..

قام العم خالد بدفع تكاليف علاجه وإعانة اسرته واصبحت الحاجه نعمات زوجه العم خالد لاتفارقهم طيله فترة مرضه وتعامل صغاره كما تعامل ابنائها..

الخاله سعاد تسأل العم خالد: ما الذي حدث لكم ؟

العم خالد: لقد تعرض اخي للضرب من قبل شباب يتعاطون الكوكايين وابلغنا عنهم الشرطه واتخذوا جميع الاجراءات معهم..

ويتوقف قلب العم منصور عن النبض ويتدخل الاطباء على الفور لاسعافه ولكن للاسف لم يستطعوا انقاذه ويتوفى متأثراً بإصابته وقبل وفاته اوصى العم خالد على اسرته.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق