الأحد, 14 مارس 2021 03:25 مساءً 0 586 0
رأي صريح / ياسر قاسم
رأي صريح / ياسر قاسم

إلى وزير الشباب والرياضة

*مر شهر ونصف منذ اختيار الدكتور يوسف آدم الضي وزيراً للشباب والرياضة في الحكومة الحالية، وظللنا ننتظر الخطوط العريضة وخطة الوزير الجديد لتصحيح الخراب الذي حدث في هذه الوزارة خلال العهد البائد مروراً بفترة الوزيرة السابقة ولاء البوشي، ولكن للأسف الشديد لم نشعر بأي خطوات تلهمنا التفاؤل وتعطينا انطباعاً بأن الوزير الجديد يختلف عمن سبقوه في هذه الوزارة التي حولتها الحكومات المتعاقبة إلى وزارة للمجاملات والمحاصصات.

*نعلم ان فترة الـ 44 يوماً منذ تعيين الوزير الجديد ليست كافية للحكم عليه وعلى عمل وزارته، ولكن هناك مؤشرات تقود للتقييم، خاصة ونحن في عهد تغيير ثوري قوامه في الأساس الشباب الذين تسمت بهم الوزارة (الشباب والرياضة)، ومعلوم للكافة ان التغيير لا يبدأ إلا بقرارات ثورية، ولكن للأسف الشديد رأينا دولاب العمل يسير بعد اختيار الوزير يوسف الضي بذات الكيفية السائدة.

*ليس مطلوباً من الوزير يوسف الضي فعل المستحيل وتغيير الخراب بين يوم وليلة أو بعد أسبوع أو حتى بعد سنة، ولكن الجواب يُقرأ من عنوانه، فحتى الآن لم يتفضل سعادة الوزير بإصدار قرار بتعيين شخصية رياضية معروفة ومؤهلة تعبر عن الوسط الرياضي في منصب قيادي مثل منصب وكيل الوزارة الذي يمثل رأس الرمح في إدارة العمل التنفيذي.

*كان مطلوباً من الوزير يوسف الضي، مراعاة التمثيل القوي والمناسب للرياضيين، على أقل تقدير، لا سيما والمنصب الوزاري لم يتشرف به الرياضيون في وزارتهم على مر السنوات، ففي كل تشكيل وزاري ظل منصب وزير الشباب والرياضة بعيد عن الرياضيين وخاضع للمحاصصة رغم ان الرياضيين يمثلون شريحة لا يستهان بها في السودان.

*لقد عاصرنا وزراء الشباب والرياضة لعشرات السنين وجميعهم جاءوا بمعايير لا علاقة لها بوجودهم ضمن شريحة الرياضيين، فيهم من استوزر تمثيلاً لحزب صغير أو لمن كان يحمل السلاح وغيرها من المعايير البعيدة عن الكفاءة الرياضية، كل ذلك تقبله الرياضيين خلال عهود الديكتاتورية وحكم الفرد بالحديد والنار، ولكن من غير المعقول استمرار هذا النهج في عهد جديد كالذي نعيشه الآن ودفع ثمنه الغالي خيرة أبناء الوطن من شبابه.

*نقدر للحكومة الحالية، الظروف التي جعلتها تختار الوزراء بالتمثيل الحزبي ومن بينهم الوزير يوسف الضي (حزب البعث)، ولكن ليس كثيراً على الرياضيين أن يكون وكيل الوزارة من بينهم، نقول ذلك لأن الوزيرة السابقة هي من جاءت بوكيل الوزارة الحالي، وبالتالي فأن اختيار وكيل جديد ليس بدعة، بل بالعكس هو تصحيح لوضع خاطئ وانصاف للرياضيين ليضعوا بصمتهم في الوزارة المعنية بنشاطهم.

*والكوادر المؤهلة من الرياضيين لمثل هذا المنصب، متوفرة والمسألة لا تحتاج غير إرادة حقيقية من الوزير يوسف الضي ومن بعده الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء لاختيار أياً منها في منصب وكيل الوزارة، وشخص مثل الكابتن محمود جبارة (السادة) لاعب المنتخب الوطني والهلال السابق، نموذج ومثال حي في عدم استفادة البلد من خبراته وتأهيليه على المستويين الأكاديمي أو الرياضي زيادة على انه من الكوادر الشابة.

*هل يعلم الوزير يوسف الضي ان آخر قيادي في وزارة الشباب والرياضة، كان الكابتن المرحوم محمود الحاج أبوبكر حبشي الذي كان وكيلاً لوزارة الشباب والرياضة عندما حدث انقلاب الإنقاذ المشؤوم، وتمت الإطاحة به مثل جميع الكوادر المؤهلة، فهل نعشم خيراً يا سيادة الوزير بأن تعيد للرياضيين جزءاً من حقهم باختيار شخصية رياضية تكون عنوان حقيقي ومعبر لوزارة الشباب والرياضة.

آراء سريعة

*من غير المعقول، أن يستمر العمل في وزارة الشباب والرياضة بعيد عن هموم وأفكار الرياضيين، فالوزارة هي وزارة مجتمعية وتخصصية في المقام الأول.

*نقدر ظروف اختيار الوزير حتى وإن كان من غير الرياضيين، ولكن ليس مقبولاً تهميش الرياضيين بهذه الكيفية.

*لا فرق بين العهد البائد والوضع الحالي بالنسبة للرياضيين وهم بعيدين عن الوزارة المفترض فيها تدير العمل برؤيتهم وأفكارهم.

*نصيحة ورسالة إلى سعادة الوزير يوسف الضي، ابتعد كثيراً عن الطريقة التي كانت تدير بها ولاء البوشي هذه الوزارة.

*معالجة غياب الرياضيين عن الوزارة لن يصلحها اختيار زيد من الناس كمستشار في منصب شرفي، ومنصب وكيل الوزارة هو أقل تقدير لتمثيل الرياضيين.

*يُحمد لك السيد الوزير يوسف الضي، حرصك على ترميم العلاقة بين الوزارة واتحاد كرة القدم السوداني، ولكن عليك أن تبحث فيمن أفسد تلك العلاقة.

*ولأجل ذلك نقول لك .. يجب أن يكون وكيل الوزارة من الرياضيين.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق