شورى مكوكية البوادرة بالقضارف تلاحم إجتماعي وأنموذج راشد للإدارة الأهلية !

       قبل الدخول في تفاصيل الخبر أعلاه لابدَّ من التطرق لدور الإدارة الأهلية الفعّالة لبناء ورتق النسيج الإجتماعي فكم من مشكلات يستصعب حلها نجد أن الإدارة الأهلية حاضرة وهذا يدلُ على المكانة العالية التي يتمتع بها الزعماء وسط العشائر والقبائل وعند ذكر ولاية القضارف نستذكر مكوكية قبائل البوادرة بالسودان التي تُعتبر إحدى المعالم البارزة في تاريخ القضارف والبطانة تحت قيادة الشاب المهندم المك متوكل حسن دكين عبد الله مادا الذي سطّر تاريخ بأحرف من نور في ولاية الخير والعطاء مَنَّ الله بالقبول وهذه إحدى الخصائل التي ينبغي أن تتوفر للقائد فأستطاع المك متوكل حسن دكين توحيد أهله البوادرة تحت مظلته مدعوماً بحب الناس له فأجتمعوا جميعاً على كلمة سواء حيث أقامت قبيلة البوادرة مجلس شورى المكوكية في ظاهرة تستحق الثناء حيث أوصت الجلسه الأولى لمجلس شورى مكوكية البوادرة لقطاع القضارف والتي إنعقدت بمدينة القضارف بمنتجع الجاسر السياحي في يوم السبت الثالث عشر من مارس الحالي برعاية مك عموم قبائل البوادرة بالسودان المك متوكل ودمادا ورئاسة السيد علي محمود محمد عيسى رئيس مجلس شورى مكوكية البوادرة قطاع القضارف أوصت بضرورة تلاحم أبناء المجتمع السوداني لتثبيت قيم الأمن والسلام وتعميق معاني الإنتماء للوطن وأكد مك البوادرة المك متوكل حسن دكين حرص الإدارات الأهلية على رتق النسيج الإجتماعي والسلم وأن الجلسة قد عُقدت تحت شعار التواصل الإجتماعي أساس السلم والتعليم أساس البناء ودعا المجتمع للإهتمام بالتعليم والمعرفة والتدريب والتأهيل كما أكد مساندتهم القوية للقوات السودانية المرابطة في الحدود الشرقية وان قبيلة البوادرة ستجود بالارواح والمال من أجل الحفاظ على تراب الوطن الغالي وان أهل البوادرة سيكونون سداً منيعاً لن يؤتى الوطن من قبله معضداً على دور الإدارة الأهلية في الترقي بالمجتمعات وبناء قدرات أبنائها فيما أكد السيد علي محمود محمد عيسى رئيس مجلس شورى المكوكية بالقضارف انَّ البوادرة هم جزء من مجتمعات السودان وأهله وأنهم يحملون هم الوطن الكبير ويعضدون من قيم التواصل والعفو والصفح والتسامح لبناء أمة مترابطة ووطن قوي ودعا أعضاء مجلس الشورى للإلتفاف حول قياداتهم وعدم السماح للخلافات للدخول بين المجتمعات وان قبيلة البوادرة ستكون صمام أمان الشرق بإذن الله تعالي فيما دعا الأديب الأستاذ جعفر عبدالله هجانا مقرر المجلس إلى تعميق قيمة الشورى والتراضي والتعاضد والحفاظ على أمن وسلامة الوطن من خلال السلام الإجتماعي ونبذ التفرقه هذا وقد حضر الجلسه لفيف من أعضاء مجلس الشورى من أبناء المكوكية مباركين هذا العمل وإجازة هيكلة مكوكية البوادرة قطاع القضارف هذا وستتواصل جلسات مجلس الشورى في ولايات كسلا الجزيرة والخرطوم في مقبل الأيام ، وقد كان مجلس شورى مكوكية البوادرة بولاية القضارف أُنموذجاً فريداً للعمل الجماعي والإجتماعي في سبيل تفعيل دور الإدارات الأهلية بالسودان في سبيل قضايا الوطن العامة وقضايا المجتمع .

       نجحت مكوكية البوادرة في توحيد صفوفها لأنها أرادت ذلك و في ظل الأوضاع العصيبة التي تشهدها البلاد تكاتف أهل البوادرة معلنين دعمهم الكامل لقواتنا المسلحة وهذا ليس غريب عليكم وأنتم تكرمون كل من دخل داركم فألسودان يحتاج لكم جميعاً فرسالة المك متوكل الداعية لدعم الجيش هي بلا شك تنبع من عقيدة راسخة تدعو للتكاتف والتكامل والتلاحم مع جيشنا الذي يقود معاركه الختامية لإسترداد آخر المستوطنات الإثيوبية بالفشقة ، فألدور الحقيقي للإدارة الأهلية يجب أن يكون مثل ما فعلته مكوكية البوادرة فأنزل الله سورة كاملة وسماها الشورى قال تعالى ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)  يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) أَيْ: "لَا يُبْرِمُونَ أَمْرًا حَتَّى يَتَشَاوَرُوا فِيهِ، لِيَتَسَاعَدُوا بِآرَائِهِمْ فِي مِثْلِ الْحُرُوبِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ولهذا كان -عليه الصلاة السلام- يُشَاوِرُهُمْ فِي الْحُرُوبِ وَنَحْوِهَا، لِيُطَيِّبَ بِذَلِكَ قُلُوبَهُمْ... " إبن كثير (2/ 211)