تجربتي مع كرونا
كل عام وانتم جميعا بالف خير وأعاد الله عليكم هذا الشهر انتم وبلادنا في خير وامن وسلام ورخاء. فقد انقطعت ولفترة اظنها طويلة جدا عن الكتابة وتوقفت قسرا بسبب الإصابة بفيروس كرونا الذي لم يمهلني لاتعرف على المملكة العربية السعودية في انحائها البعيدة والمختلفة وكنت رأيت بعضها قبل ٣٤ وثلاثين عاما ثم تكررت الزيارات بعد ذلك لتنخصر في أماكن الشعائر وبعض كبار المدن..
لم تمهلني أياما فباغتتني في يومي الرابع تقريبا ومن بعده لم أذق للحياة طعما لمدة تجاوزت الخمسة عشر يوم..
هذا الداء فاتك بمعنى هذه الكلمة ولايدع للراحة بابا تنفذ منه إليك.. الأم واوجاع مستمرة في كل الجسم لخما وعظما وأعصاب.
الصداع المستمر جزء من المرض ولكنه اكثر احتمالا من الحمى المستمرة وفقدان التركيز.
لا اكل ولاشرب ولا طعم أو رائحة لما تتذوقه في بعض الأحيان ولاتشم لتتعرف على الأشياء..
كل الامراض جربتها وانا ابن مابعد الستين فلا الأم الكلى ولا أمراض الدم ولا الملاريا والتايفويد ومل الامراض المعروفة عندنا يختلف عنها هذا الداء شدة والما حتى انك تتمنى الموت ليخصك مما انت فيه..
بعض الناس مازال يستهتر به ويظنه مرضا عابرا ولكن المقولة عندنا اسأل مجرب ولا تسأل طبيب..
قبل سفري بيوم وانا استلم نتيجة فحص الكرونا بأحد المستشفيات قال من كان يسلم النتائج وينادي على اصحابها انه سلم اليوم فقط ٨ نتائج إيجابية ولم ينتصف اليوم وقتذاك ثم اعترف بأنه سلم أحدهم نتيجته الايجابية ولم يقل له ان النتيجة إيجابية أو يرشده أو يرشد السلطات عليه..
من واقعة المستشفى نستطيع قياس حجم تفشي المرض عندنا فالفحص يتم لحوالي ٢٠٠ الايجابي منهم لايقل عن ١٥ ان كان الثمانية لنصف اليوم إذن التفشي يمكن أن يقاس على ذلك ونقول ان الاصابات تقدر ب٤ بالمائة فهل هذه نسبة ضعيفة أو عادية أو تحتمل مزيدا من الاستهتار؟
في الجانب الاخر وعدم اخطار المصاب باصابته الايعد هذا استهتار اكبر واخطر مايفعله عامة الناس؟
المؤسسات الصحية والمعنى بالفحص تستهين وتسلم النتائج سلبيها والايجابي وكان الحال واحد فيذهب المصاب دون علم ليصيب آخرين ويسافر كما حدث في قصة زوجة الوزير ذائعة الصيت والتي ذهبت الحقيقة فيها بين النفي والاثبات والاتهامات المتبادلة.
نسأل الله الايريكم هذا الداء والا يصيبكم به وان يقي بلادنا وان يدفع بمسئولينا نحو مزيد من التشديد في جوانب الاشتراطات والعمل بالمستشفيات.
وكان الله في عون الجميع
