الأثنين, 07 يونيو 2021 10:24 مساءً 0 724 0
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة
اجراس فجاج الارض : عاصم البلال الطيب .... تلة نيل الغرقى الشهداء... حقنة نهر النيل من الف ليلة وليلة

حقائب الخيال
امتعة الخيال أحزمها حقيبة وأحملها خفيفة،فاحزموا واياى أمتعتكم منها لسفرة كما رقصة الفيتوري بلا بص ولا قطر ، حتى نبلغ الحقنة المحاذية النيل، نقف لدى تلة الغريق المائية واتذكر فى معيتكم تلة الصراخ الترابية بالجولان السورية، زرتها فى تسعين القرن الماضى وصاحبى  صديقى الأعز ملك صحافة السخرية والفكاهة المثمرة الحلفاوى اللذيذ زكريا حامد من نتيتم بعد رحيله شهيدا مبطونا، فى تلك البقاع تحتل إسرائيل جل السهول منذ حرب ٦٧ قاصمة ظهر التراحم قاسمة البلدة بالأسلاك الشائكة لنصفين لتبقى تلك التلة شعرة التواصل بين الأهل تحت نير الإحتلال ومن نجا منهم سوريا، تلة الصراخ يتناوبون طلوعها احدهم من سوريا وذاك من جهتها المحتلة ويتخذونها جهاز إرسال وإستقبال ليتبادلوا بالصياح آخر الأخبار وبقايا من الأحاسيس والأشواق المستعرة والأشجان، بينهم سهل وسلك وتسامع بالصياح ورؤيا عن بعد يحتسبها المشتاق بالسراب، يقف أحدهم منادياً مصيحاً مبلغا عزيزا هناك مرة خبر رحيل عزيز هنا وأخرى نبأ وفاة،يا لله من احاسيس ترهق هناك لو مددت يدك تحسستها وملأت منها قبضة قلبك ونبضة كفك، هذا نهشا من لُحمة تلة الصراخ الترابية السورية، ربوة المشاعر الفياضة والأشجان الدفيقة والأحاسيس الدفيئة، اما تلة نيل الحقنة المائية بولاية النهر العظيم فأمرها ورب الكعبة عجب.

شاطئ الموت
غرق إبن إبن عمنا طالب الثانوية أحمد كمال النعيم فى النيل قبالة الحتانة غرب أمدرمان وهو إبن عرضتها ومريخيتها وهلاليتها بالميلاد ومربى سوقها العتيد وعترة عمنا جادين، إستقر جثمانه فى أحشاء النيل لايام ثلاثة محمولا شمالا علي أكف الموج الهادئ إستراحة وإستعدادا للدميرة، دميرة السد العظيم وما ادراك ما السد! الحقنة، حقنة نهر النيل ترقد فى أحضان براري وسهول منبسطة قبالة تلته المائية شاطئ ثالث، شاطئ الموت، ولكأن بالحقانيين أوائل المستوطنين هذه البقعة المباركة وقع إختيارهم عليها بعد حل وترحال وجثامين الغرقى المدفوعة من الجنوب مصلية جهة القبلة والشمال لا حول لها ولاقوة بدفع الأمواج وانسياب التيارات تعلق فوقها وتستريح، عند تلة الحقنة يعلو ويرتفع مجري النيل حضّانة لجثماين الغرقى الشهداء لتتلقفها أيادى الحقانيين بحنو ولطف بعد إبلاغ يذيع خبره وينساب عبر النيل ويعم شرقا وغربا، ومن ثم يقومون بالتنسيق مع السلطات وذوي الغريق بكل شئ عطائيين غير مستبقين إلا ذات المشاعر والأحاسيس والأيادى الحانية والنيل لا يكف عن حمل جثامين الغرقى من الجنوب مهدهدة علي راحات أمواج الموت.

مغسول النيل
الحقانيون بعيدا عن اضواء الرياء يقومون بادوار إنسانية لا يؤديها إلا من هو منهم ومثلهم حقانيون فى سوداننا غيوث من اللطائف،بالأعواد الخضراء الطرية وبحزم الجريد الندية وبشوالات الخيش المتين يجهزون جثمان الغريق مغسول النيل بين طى موج النهر قرب التلة بمهارة وعناية عبادة خالصة لوجهه الكريم مصطفى الشهيد وتحت أسماع وأبصار ذوى الغريق عن بعد والمشهد صعب وللمضطر فقط بغية التأكد، غير بعيد عن التلة اقام الحقانيون مقبرة شهداء النيل بلا زعيق وضجيج، يوارنوهم فيها الثرى ولا أرطب ندى عرسان لبنات الحور فيحتار ذووهم أيبكون أم يزغردون وكما الطيور بما رأوا يشقشقون فرحين بالحقانيين وتجردهمَ وطغيان إنسانيتهم التى يسترون بها جثامين الغرقى ويتحملون عن ذويهم تجشم حمل أعباء أصعب المشاهد و اللحظات غير منتظرين جزاء وشكورا، يا لهم من حقانيين يفاجئون ذوى الغريق الشهيد بفراش عزاء قرب تلة الغرقى، يذبحون البهائم ويقيمون الولائم و يقسمون على المكلومين وقد خفت الأحزان بالإطمئان ويقين الإيمان بين هؤلاء الحقانيين.

طوبي للحقانيين
ابن عمنا كمال النعيم الجعلى قبل العثور على جثمان صبيه أحمد يحدث صابرا كدأبه محتسبا المعزيين عن الواقعة وعن طوبة يشير إليها قام الإبن البار بوضعها حاجزا وراء إطار عربة الوالد مخافة من غدر الفرملة بمارٍ قبل تواريه عن ناظرية وإقباله مودعا على النهر القريب من بيت دنياه، وبعد العثور يعمر كمال مجالسة معزييه محدثا عن أهيل الحقنة وما لاقوه عندهم انساهم جلل المصاب، أهيل الله من عثروا على جثمان ابنه أحمد عالقا بأحد أشجار التلة المائية مغسولا دانيا من الموارة بين ندى مقبرة الشهداء سر إختيارها مستقرا ومقاما،يبدى كمال عرفانا و َإمتنانا يشاركه فيه أهلنا من رافقوه للحقنة وما يفعلوه فطرة عظيم لمن ليس بينهم سوى رابطة الإنسانية والدماء السودانية، أنهى كمال وأهله مراسم العزاء من الحقنة مرتاحين والعوض كما الفقد عظيم، تعظيم سلام لاهل الحقنة لمن ينتشلون دواما من عقر النيل قيمنا وفضائلنا السمحة فلن تغرق ابدا.

قائمة الشرف
دس قائمة شرف بين  يدى هاتفى، إبننا المحامى عمر عوض الكريم وقد كان من بين الفازعين للحقنة، قائمة بما تيسر من أسماء مجرد امثلة لأناس حقانيين يبددون الأحزان ويشعلون الأفراح وبمنحون الأمل للمكلومين،قائمة ها هى تستحق التدوين بماء الذهب: اسماء أبناء منطقة الحقنة الذين ادهشوا أهل كمال بكرمهم منذ الحلول بينهم ولم يفارقونهم لحظة واحدة حتى ستر الجثمان قائمتين بكل المراسيم ومن ثم اكرموهم كرما حقانيا محمد بابكر صديق _ صبري الحسين محجوب _ محمد عمر الفكي عبدالله _ سيد علي عثمان الصديق_ وكل أهل منطقة الحقنة كافة فرسان جدعان شجعان بكل معاني الكلامات

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق