الأحد, 10 ابرايل 2022 02:41 صباحًا 0 864 0
أجراس فجاج الارض ..عاصم البلال الطيب .. جوانا أمل ...خواشن ونواعم
أجراس فجاج الارض ..عاصم البلال الطيب .. جوانا أمل ...خواشن ونواعم

خواشن ونواعم
الدخول للمقار الصحية مشاف ومساكن واستراحات يشوش عليك الحياة باستذكار الأمراض والموت، إلا الدخول لاستراحة جوانا أمل لاستشفاء الأطفال مرضى السرطان شئ مختلف ويوشوشك بكل أسباب الحياة، لاحس َلا خبر هناك للمرض والموت والحياة أمل وزينب وهالة  انسانات وطبيبات ومحمد وعلاء وشباب خواشن و نواعم، خلايا الحياة فى جوانا أمل تتجدد وتصرع  السرطانية اللئيمة، والمجتمع يثبت من أزل انه دوما يتقدم الدولة، حقيقة التقدم تتجلى داخل استراحة الطبطبة على الأطفال مرضى السرطان بالتربيتات الحانيات وبالجرعات المهدئات والمعالجات وفرص الإستشفاء من الداء الوبيل تشهق كما الجبل والأطفال إشعار بالأمل والحياة، مصعب محمود صديقى الحميم يدعونى لصحبته مُشونا من مجموعة معاوية البرير للإفطار مع شباب جوانا أمل، الإسم ليس بالغريب وصداه يتردد فى الفضاء والسهل وعند الجبل وفي كل ذرة امل ومضغة، فى مثل هذه الأيام الطيبات من عامنا المنسلف مصعب بين يدى كورونا وعند ذات حلول موعد وصولنا لاستراحة جوانا أمل بالخرطوم مغربية الخميس المنصرف نعى الناعى الكذوب فى عامنا المتولى مصعب وأشاع النبأ بين أمل ورجاء المحبين فى رب مصعب ليبقيه وان  يستبق بين جوانحه شيئا ليعطيه فاستجاب وكنت من بين المتأملين والراجين يقينا بأن مشاويرا مع مصعب بعد لم تنجز وضحكات لم تنطلق وابتسامات حبيسة الوجنات، يبلغنى النبأ وتعتصرنى لحظات تخيل غياب كبير غير وشوشات الوجع تنسرب من بين الضلوع وخبايا الروح تنبئ مصبرة بأنى سأرافق مصعب بعد عام سعياً فى خير، فها والحمد لله زرت واياه تابعه استراحة جوانا أمل لمشاركتهم إفطارا رمضانيا موائدة عطور مدلوقة وفرش مبسوطة أمام باحة الاستراحة وموائده آوانٍ مرصوصة وبوجوه صبيحة محفوفة مزدانة بين أولادنا السُمر وبناتنا الثَمر، لم ارهق نفسى صعودا وتخيلا عن جوانا أمل متجاذبا بعيدا عن مستودع الزيارة وحسنا فعلت، ففى انتظار طال لكانى لرؤية عروس حبيسة فى زخارف من الجمال والحُلى، لا علم لى لا بالطريق وسدرة جوانا أمل، وعند  إطلالة علي شارع الستين أرشدنى مصعب بالدخول يمينا فاستبشرت بالميمنة وبعد هنيهة بلغنا وأحدهم يشير بالتوقف ومصعب يناديه علاء، طلق المحيا مرحاب، اصطحبنا للداخل بين صفوف موائد إفطار الخارج،فتبارى شباب جوانا أمل باخلاء مواقعهم والآذان يرفع ولم نعجب وسيماهم مشرقة من اثر التطوع ومشرّفة، يتوسطهم الأطفال مرضى السرطان ومرافقيهم يحظون بذات الرعاية ولو مكثوا سنة ويزيد،لوحة يُعجز تشكيلها دافنشى الموناليزا للإبتاء بظفر منها، سوداناوية اللوحة تبدت بالازديان بالتركية والتيكا اسم ومقر ومستودع الإنسانية فى بلاد  الأتراك، زرتها في زمن مضي، ألوان العلم التركى تتوشح بأجواء استراحة جوانا أمل  التسع نجوم، ولم أعجب وبالفراسة الصحفية أدركت الرعاية التركية للإفطار وأكبرت فى القوم رغم مشاغل الدنا التواصل مع شباب جوانا أمل مسترقا غير النظرات والجمال يضوع عذريا  وعطريا الحوارات بينهم والسفير التركى وطاقمه المرافق تارة بانجليزية وأخرى بتركية وثالثة بسودانية لسانيتها تركية، شباب جوانا أمل خاطبهم بما شئت من اللغات وبينهم من يتحدث ربما لو شئت العبرية، شباب مفخرة والرصيفات مَعجبة، يقفون علي الخدمة وقسمات الوجوه منفرجة لتزداد على ما هى عليه من طلاوة َ وجمال وحلاوة تنسيك كل الأدواء، كل شئ داخل الإستراحة يوحى بالحياة حتى السرطان بين الأطفال إيذانا ببداية جديدة ونسب الشفاء وفرصه تزداد والصغار خلايا تتوالد وهمٌ مضروب بالأمل البرئ وبهبة شباب جوانا أمل الأنقياء من يستحقون نصبا لنحت الأسماء بحروف الشفاء، تتبعت أعين سفير الاتراك ومرافقيه منشدها بين انسانيتهم ومندهشا بأبنائنا وهم يسرقون الإعجاب والإنتباه. 

تيكا الأتراك
،استراحة جوانا أمل إلا تراها فالرسم بالكلمات عصى والحروف يجفلن وان كن الاقدر على نقل الوجدانية والإحساسية الطاغية والغامرة والكاميرا ساكنة ومتحركة وسط استراحة من المشاعر عاجزة، محمد من شباب جوانا أمل وكلهم محمد يحدثنى بصوت خفيض عن  البذرة الولود وعن صمود وكفاح شبابها ليبقى جوانا أمل للأطفال مرضى السرطان دواء وشفاء حتي يصير مركزا للوقاية من الإصابة وللفتك فى المهد بكل خلية انسانية جانبت الصف والسوية، جوانا أمل الحلم الكبير لبث الوعى لتجنب الأصعب العلاج بالجرعة والكى، تسامعت لما يدور بلا ترتيب عن بعد ، السفير التركى يشدد على أهمية بث الوعى مع إطلاق للوعد بالعون والتركى ان قال لك فعل، السفير ممن يعجبوك، يسمع كثيرا ويتحدث قليلا مؤمنا بعلو كعب الأعمال على الاقوال وان لم يخنى تسامعى فقد أوصى رفاق علاء ومحمد وزينب وهالة وبقية الرصة الجميلة بالإبتعاد عن قوم يقولون ولا يفعلون، جوانا أمل موعودة من تيكا الأتراك بما يمكنها لمواصلة المسيرة بعزم مجتمع سودانى أُهل لقيادة الدولة،محمد يخفض صوته مرعوبا مكتفيا بالاشارة لإثنين يجاوراننا المائدة صامتين متعمعين متجلبين بالخير متسرولين بالحياء، يكتفى بالاشارة بالعينين ليبوحنى بأنهما بعض من رجال اعمال بيد أنهما أكبر داعمين فى صمت قبلا الدعوة شريطة عدم إفشاء، يالله، تسارقت النظر إليهما خلسات،من أى طين هؤلاء من يدعمون فى صمت مكامن الخير فى محمد ورفاقه وزينب وهالة وعلاء، ومن ذاك الرجل المتكفل بأجرة القصر الاستراحة المؤسسة بكل المستلزمات النجمية، مصعب لايشبع من السعى وراء أهل الخير فاسمعه يوعد متوكلا بالذهاب لهنا وهناك لمد يد العون لتجديد خلايا الاستراحة الحية بايمانية القائمين عليها غير معتمدين على الدولة الرسمية آملين فى أن تدعهم واجتهادهم وتدعمهم بعدم الوقوف عقبة فى مساعيهم ليسدوا المناقص والفرجات بالمتاح والمباح حتى يقوى عودها دولة لعون جوانا أمل ورصيفاتها، دخلت الاستراحة مغمورا بالخجل والحياء كما غادرتها تلاحقنى الوجوه النيرة والبنيات الخيرة. شكرا مع وعد بالعودة مجددا ببشريات تعين على اتساع مساحات الأمل والرجاء وتجتذب الناس فراشات فوق أضواء منارات جوانا أمل فى كل الأصقاع والأنحاء.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة