الجمعة, 29 ابرايل 2022 03:40 مساءً 0 490 0
واقعنا ... نجاة الحاج ...دارفور (كلاكيت ) اخر مرة
واقعنا ... نجاة الحاج ...دارفور  (كلاكيت ) اخر مرة

 

لمن لا يعرفون معنى كلاكيت فهو لفظ فرنسى Claquette يستخدم فى تصوير لقطات الافلام بالطرق على خشبة عليها اسم الفيلم قبل ان يصيح المخرج بكلمة "اكشن " لبدء احداث ذلك الجزء من الفيلم ويتكرر ذلك مرات طالما ان الممثلين لا يجيدون اداء دورهم وفى النهاية حين يبلغ المخرج قمة ياسه يصيح " كلاكيت اخر مرة معلنا قراره الاستسلام بالنتايج التى توصل اليها بممثليه الذين ابتلى بهم .
اخترت العنوان لهذا العمود للتعبير عما يجرى فى دار فور لاحساسى بعد احداث كرنك وغرب دار فور الاخيرة وكمية ضحايا تلك الاحداث المؤسفة التى راح نتيجتها العشرات من القتلى والجرحى من الرجال والشباب والنساء والاطفال الابرياء واصبح الامر غير محتملا لا وطنيا ولا حتى انسانيا وان الروح قد وصلت الحلقوم  ولابد من نهاية لهذه الماساة ولا يكفى التعبير عنها بانه " قد بلغ السيل الزبى" كابلغ ما يمكن ان يقال تعبيرا عن الرفض للاحداث فهذا يناسب ردة فعل المسؤولين الحكوميين خلف مقاعدهم الوثيرة فى مكاتبهم المكيفة وفى تعاملهم اللا مبالى السلحفائي بعيدا عن ساحة المشكلة الملطخة رمالها بدماء اهلنا الذكية فى دار فور وقد تتماشى مع احزابنا  التى تعيش فى غيبوبة سياسية تاريخية ومشغولين بكيفية اعادة المحاصصات لمقاعد لم يكتسبوها بانتخاب ديمقراطى قال الشعب فيها رايه فيهم ويعبرون عما يجرى فى دار فور وغيرها ببيانات صفراء هزيلة لا تناسب مع حجم الحدث او خطورته ، بل ان ذلك قد يناسب اولائك الافراد الذين اجتمعوا فى جوبا باسم السلام فى غفلة من شعب الثورة وغياب من اهل دارفور اصحاب المصلحة الحقيقية فى السلام  بحثا عن مكاسبهم وحين قلنا حينها انه اتفاق " فطير " لن ياتى بسلام مستدام لانه لم يناقش جذور القضية  ولا يمثل اهل مناطق النزاع قال البعض اننا ضد عملية السلام وسارع بعض قيادات الفصائل المسلحة التى عسكرت فى ميادين العاصمة بدلا من تحمل مسؤولياتهم بين اهلهم فى الاقليم يهددون بالويل والثبور  والعودة للحرب اذا مست كراسيهم الشخصية واعلنوا الجهاد فى القضية " بالكيبورد" وبالمراسلة عن بعد بدلا من الانشغال بالحضور على الارض للتعامل مع جذور المشكلة
ولكن التهوين بما يجرى فى كل مناطق النزاع وفى دارفور بصفة خاصة لم يعد يحتمل  ولم يعد يناسب راى الشعب السودانى الذى يعبر عنه شبابه الثائر فى كل بقعة من الوطن و على الكل تحمل مسؤولياته بكل شفافية فالقضية الان وصلت نهاياتها وضاقت الخيارات على الجميع واصبح المخرج يتوقف على مدى ادراكنا بالمخاطر التى تواجه الوطن بكل جغرافيته ونسيجه الاجتماعى واقول لكم ان هذه التراجيديا التى تتكرر بنفس الاسلوب باداء ممثلين فاشلين ويذهب ضحيتها الاف الابرياء من شعبنا ان لها ان تتوقف وبايدينا قبل ان يتدخل من بوابة فشلنا مخرج اجنبى ويصيح فينا: " "ستوب "دار فور كلاكيت اخر مرة " وعندها يفرض علينا فيها نهاية لا نتمناها ،

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق