الأثنين, 21 نوفمبر 2022 11:14 مساءً 0 310 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب ..شي لله يا حسن ...عودة مولانا الميرغنى هي الخبر
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب  ..شي لله يا حسن ...عودة مولانا الميرغنى هي الخبر

لم التق بمولانا محمد عثمان الميرغنى عن قرب ومصافحة يد إلا مرة واحدة وعن بعد وبحكم المهنة مرات،والمرة الوحيدة فى منزل الصحفى الفذ محمد سعيد محمد الحسن مقدما العزاء فى فلذة كبده علاء من به سريعا لحق أبيه لدار البقاء والخلود، سبقنا لهناك مولانا الميرغنى من تربطه علاقة مميزة بالأستاذ محمد سعيد،مصافحة مولانا وتقبيل يده لحظة تاريخية لا أنساها،ولولا عجلت بسحب يدى لفعلها مولانا واحدة بواحدة وهذه بتلك، واشهد لأهلينا ختميينا المحبين بعدم التأثير علينا لنستختتم أو نستنصر وليس فى أعرافهم وقواميسهم مفردة التجنيد تقديسا للحرية الذاتية وإفساحا لأحقية الإختيار مستقبلا عقلا ومنطقا،لكنهم بخلقهم وأدبهم وظرفهم يؤثرون،والولاء لديهم والإعتقاد للزعامات الروحية، إيمان بأهمية وجود قيادة روحية بمثابة عصا يتوكأون عليها وبها على أغنام مصالح الحياة يهشون،المراغنة رضوان الله عليهم جد عن أب وأم وحفيد أنسال وذريات بعضها من بعض، والدين لأنه عماد وقوامة المراغنة للقيادة الروحية، نأى كبارهم عن تولى المناصب ولم يركنوا وإليهم مرات انقادت ومرة أُقتيدت ، والنأى ،نأيهم مقصود للفصل بين قيادتيهما الروحية والسياسية الإدارية وهذا سرهم العلى للإحتفاظ بهيبة وجلالة القيادة الروحية وعدم تأثرها بتقلبات السياسة وردود فعلها السفاسف وان لم يسلموا من ألسنتها الغلاظ الحداد على قلتها زمانا وتكاثرها آواناً وجلبها للإتهامات بالعمالة والفساد والإرتزاق واكتناز الأموال وهلم سلسلة من الأقاويل والحكايات الطائلة حتى الرجل الرمز والأمة مولانا على الميرغنى الإتحادى الفكر المتقدم سياسيا،فالإتحاد فى عالم اليوم وسودانه ضرورة ملحة ليس بين مختلف مكونات أية ساحة داخلية بل مع كل دول الدنيا والعالمين المنجاة للبشرية من الهلاك العظيم،طائفة مولانا الختم كصنوتها الأنصارية وحدتا القبلية السودانية بانصهار مختلف أشكالها وألوانها روحيا وعقديا فى إحدى الطائفتين كأنجع وسيلتين لكفل وحدة مضت وسرت سنوات حتى أوقدت إوارها الخلافات والصراعات والحروبات،ويسير كبيرا من فوق أشواك  وبأشواق على الدرب النجل الأكبر القطب محمد عثمان الميرغنى الوحيد عن جيل قدم وما استبقى،جيل نجح فى محطات وأخفق لدى مطبات،قدسية  الطريقة الختمية حاضنة الحركة السياسية ممثلة فى الحزب الإتحادى منحتها وقارا لا عصمة مطلقة تقيها من الوقوع فى المزالق وما أكثرها فى السودان المأزوم،وبذات صبر المراغنة الكبار، يتحمل السيد محمد عثمان سوءات وتداعيات تدنى الممارسة السياسية غير مترجل عن صهوة القيادة الروحية بلا شهوة فى تولى منصب فخيم أُتيح له بإمرة جماهير الأغلبية الإنتخابية بيد أنه دفع به لغيره متفرغا لإدارة شؤون أرحب من أمور الحكم أملا فى إرساء بنيان وقواعد الديمقراطية التى دافع عنها بشراسة متخليا معها عن قدسية السجادة بتولى أكبر منصب معارضة للإنقاذ رئيسا للتجمع الديمقراطى المعارض أكثر التكتلات تأثيرا فى خلخلة حكم الإنقاذ،فالثورة التى أسقطت حكومة الإسلاميين هى سلسلة من الثورات التراكمية مختلفة المشارب والألوان والتجمع الديمقراطى كاد أن يفلح غير مرة فى إقتلاع الإنقاذ تحت قيادة مولانا الميرغنى لولا مقاومتها بطرائق قدر مولانا خطرها على  البلاد والعباد  ولتجنبها إرتأى خيرا المشاركة دونما انفرادية واستخلص قرارها الصعب فى إجتماع مشهود بالجنينة مع قيادات وقواعد الحزب الإتحادى،إجتماع شهد جذبا وشدا ومغاضبات ومغادرات تلته انشقاقات،قرار المشاركة وان ام لم يكن بحجم حزب أحد الأغلبيتين التاريخيتين ولكن ارتضاه مولانا بتقديرات حفاظا على البلاد من الإنهبار لاستعصاء اسقاط النظام وقتها بالقوة،ومن أشد المتضررين من الإنقاذ هو مولانا الميرغنى،اذ تعرضت ممتلكات المراغنة والختمية والإتحاديين للمصادرات وقياداتهم للإعتقالات والمضايقات وبعضهم اختار المنافي للمقاومة،سنوات مقدرة قضاها مولانا الميرغنى فى المنافى،جملة شواهد تنهض دليلا على التصاق الإتحاديين بقيادة مولانا الميرغنى وأخرى تدلل على الإحساس بنبض الجماهير والعمل بمرونة والفهم المتقدم للسياسة بأنها طلب الممكن والمستطاع،ولولا متطلبات متعددة بعضها صحية أرغمت مولانا،لما غاب لعقد من الزمان عن السودان فى أحلك وأصعب السنوات ومرحلة انتقال تتطلب وجود قيادة متمرسة مشبعة بالخبرات ومولانا معاصر ومعايش عن تفاعل كل مراحل الحكم منذ الإستقلال بين شموليات طويلة الأمد وانتقالتين وثالثة لازالت لاهثة وديمقراطيتين قصيرتى الأجل،ولم يخطف مونديال قطر 2022م بكل الزخم المستحق الأضواء عن عودة مولانا الميرغني واستقباله خير شاهد على مكانته وتأثيريته والإتحاديين الخلص من هم في كنف السودانيين من تدافعوا من الولايات والعاصمة لاستقبال مولانا بالمطار هذا غير الحشود الكبيرة المتعسكرة بمسجد السيد على عليه الرضوان،القيادة المصرية كدأبها تخصص طائرة لنقل مولانا للخرطوم بتوجيهات من الرئيس السيسي تقديرا للسودانيين فى شخص أحد زعمائهم التاريخيين باتفاق وانتخاب. والخير بحول الله  على قدوم مولانا محمد عثمان الميرغني هاديا ومرشدا ودليلا مقبولا انتقاليا من كل الأطياف، وحسبه ليحدث فارقا سودانيا توحيد آل البيت وحسم التفلتات الأسرية ومن ثم الإتحاديين وانهاء مظاهر خلافات مؤسفة فضحتها كاميرات النقل المباشر قبل ترجل مولانا لأرض المطار،ومنتهى الخشية سرقة مابدر من خلافات الأضواء عن العودة فإذ هى الخبر وما دونها الفرع لو تلافى كبير الإتحاديين فتنة داخل بيته لا تبقى ولا تذر.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق