الاربعاء, 25 يناير 2023 11:30 مساءً 0 402 0
أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب...الإحلال والإبدال فى الأسرة ليلا
أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب...الإحلال والإبدال فى الأسرة ليلا
أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب...الإحلال والإبدال فى الأسرة ليلا

لا لا

مررت على مشفيين لمعاودة مريضين شفاهما الله والعلاج لازال الهاجس والهم القاتل كما التعليم لتخلى الدولة موجودة ومفقودة عنهما كلية إلا من معالجات خجولة عبر صناديق كسيحة وبعضها يثير أغبرة كثيفة، ولدى افتتاح مشفى تعليمى خاص استراقنى تخصيص صالة حدادى مدادى لمرافقى المرضى ومعاوديهم شبه المرافقين من يقضون وقتا طويلا للمؤازرة والمساندة على الطريقة السودانية الفريدة، وفكرة انشاء مقرا لإيوائهم واحدة من المعالجات الحافظة لكرامتهم وآدميتهم وقيمنا وعاداتنا من الاندثار، ذلك أن شتاتهم مؤسف تحت رقراق ظلال أشجار متناثرة قائمة ربما ذاتيا أو مغروسة عشوائيا، لم يحالفنا النجاح فى تخضير حياتنا العامة نحن المحبين بالأرضين الخصيبة والمياه العذيبة ولم نفلح فى البستنة المنزلية لتغدو ثقافة محمية، يحدثنى باعجاب صديق معايش لمجتمع أوربى ريفى سنينا عن تقدم جيران منهم بشكوى رسمية ضده للمحلية لإهماله حديقة عقاره المستأجر! سألت شابا صديقا يكبرنى عن سبب عدم تصافح الخواجات لدى تبادلهم التحايا، فأعلمنى بانهم مثقفون بأن الاكف من حواضن الجراثيم فلذا يتفادون تلامسها من باب الوقاية، طبيب صاحب مشفى كبير يحدثنى بأنه لايبقى لأى سبب داخل مشفاه او خارجها مباشرة لهنيهة بلا داع لكونها من حواضن الجراثيم رغم ما ينفقون على النظافة والتعقيم، حدثنى بهذا لتبرير التضييق على افواج المعاودين وتكدسهم مع المرافقين، فى دول يعيش فيها أو يزورها سودانيون ينفض مرافقو المريض حال تنويمه ويسمح بالمعاودة بضوابط، وهذا مما ليس بمقدورنا لقوة عاداتنا المجتمعية السمحة ولو مرهقة ومكلفة فتستحق تقنينها متى ما كان فيها ضرر بين، وعليه، ليت كل مشفى زواره كثر وفى ردهاته وحرمه متسع يلقى بالا ونظرة لأحوال المرافقين ليعمل على إكرام مثواهم ولتأمينهم ضد كل ما هو ضار فى البيئة المحيطة وقد أموها أصحاء بكل نبل السودانية فلا ينبغى عودتهم مرضى بما يعدى غيرهم ممن يخالطونهم هنا وهناك فى خواصهم وفى الأماكن العامة، هى ليست دعوة كالتى أطلقتها ماري انطوانيت لثوار ليأكلوا الباسطة ليكفوا عن احتجاجهم على انعدام رغيف الخبز، لا لا، لست مارى انطوانيت بل من بين صلب وترائب الإكتواء اتنفس بشق الانفس.

بالله بالله

ذلك أن الأزمةالاعظم والمعضلة الأعقد هى صحتنا طبا وعلاجا ودواء، وكلنا ان لم يكن الجل يساير أمور حياته ويسايسها وهو بمثابة قنبلة مرضية موقوتة. كدت شخصيا اخرج عن النص مع أحد الابناء من الحقل الطبى حاول إجراء كشف جماعى لمجلسنا بجهاز منزلى بحوزته للكشف المبكر وقد بد يعنينى لشكوتى من اعراض أتصورها من التعب بينما لديه قد تكون بوادر المرض، جميعنا لانقبل الكشف المبكر والمراجعات ونعانى من رهاب الأطباء والمشخصاتية ومع ذلك غير آبهين بطب صحة المجتمع الاهم لكونه وقائى واحترازى يجنب الوقوع فى شراك المرض الصعب ولو فى الزمن السمح وليس هذا الشين، والزمن نعنى ما هو من صنع أيدينا وما بأيدينا خلقنا تعساء، ليس من سبيل امامنا غير العمل على تعميق ثقافة الطب والصحة الوقائين لنتجنب التنقل بمرضانا من مشفى لآخر بحثا عن تنويم كلفته اقل لمريض قد بلغ الموت السريرى، بسودانيتنا وأخلاقنا لانستسلم ويوما رفضت نزع الأجهزة عن حالة جدا تخصنى بعد ان خيرنى لا حول لى ولا قوة الأطباء رادا الأمر لهم ولأخلاقيتهم الطبية وقد بدوا لى كالمشاورين لاختار بين الصرف والصبر وكلاهما كان امر! لنعود لدولة الرعاية الإجتماعية المفقودة بالتفريط السياسي نحتاج لمعجزة ولمن يبدأ الحلول من جذورها غير متعجل للكسب السياسي الأرخص والألعن، وليس من انذل إختلاف فقراء الساحة الإنتقالية السياسية من كل ثراء يعين على مكافحة المخدرات التى لم يوحدهم انتشارها للقضاء عليها،فهاؤم يتبجح نفرهم فردا فردا لنقرأ كتابه من خلافاته مع الآخر على مناهضة الخطر الداهم محشوا بالإتهامات لمن هو مثله بائس بالترويج للآيس وسط الشباب، ومن يطلق منهم حملة يجبها الآخر بمضادة ليشكلوا بذلك دوائرا للترويج يكفوا بها عن التجار مجشمة عناء الإعلانات! فكيف إذن ننادى ولمن نرن الأجراس لإصلاح بيئات المرافقين احتراما لقيم سودانية من أسباب إحترام الامة والعالمين لنا ومهما عنها حدنا، لا لا لن نحيد كما غنى العطبراوي مورثنا ما هو اقيم من المال والعقار، نحتاج لتجاوز هذا الواقع البيئس محاربة فرقاء وفقراء الإنتقالية من كل همة وفهم حتى نتفادى وقع موافر الم نقل مريضنا والليل يبهم من مشفى تخيرناه تفضيلا عند المبتدأ ولما طال خبر العلاج وتفاقم الصرف وقل الصبر بحثنا عن ما هو أدنى بعد يأس من رحمة بشر ملتمس لهم العذر لكون فعلهم دون إرادتهم، فكيف بالله لشفاء يتأتى لمن حل مريضا ذات ليلة فى مرقد ابيض عز على غيره فى ليل اسود بسبب الفاقة والفقر! وما بأيدينا خلقنا تعساء.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق