الخميس, 02 فبراير 2023 09:05 صباحًا 0 264 0
د. الشايجي: دور قطري مؤثر في مواجهة التحالفات العالمية:
د. الشايجي: دور قطري مؤثر في مواجهة التحالفات العالمية:

https://mail.google.com/mail/u/0/images/cleardot.gif

 
 

في ندوه نظمها المركز القطري للصحافة 

 

 أمريكا لم تعد حالياً بحاجة إلى النفط أو الطاقة،  لكنها تنظر إلى مصالحها  فى العالم  

الدوحة اخبار اليوم 

نظم المركز القطري للصحافة بالتعاون مع إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام،مساء أمس ندوة بعنوان «التحديات والتحالفات الإقليمية والدولية وانعكاسهم على الأمنالخليجي»، قدمها أ.د. عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت.

حضر الندوة،  الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، مدير إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسةالقطرية للإعلام. كما حضرها رؤساء تحرير الصحف المحلية، وعدد كبير من الصحفيينوالإعلاميين.

واستهل السيد سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة،الندوة بالتأكيد على أنها الندوة الثانية من سلسلة الندوات التي يقيمها المركز، معرباً عن أمله فيأن يكون المركز رافداً من روافد المعرفة في هذا الوطن العزيز.

وقال الرميحي: إن المركز على الرغم من أنه بدأ نشاطه متأخراً، نتيجة لظروف كورونا، إلا أنه أصبحيمارس دوره وبفاعلية في مسيرة هذا الوطن الغالي. لافتاً إلى أن الإطلالة السابقة للمركز، كانتبتنظيمه لندوة حول «الهجمة الغربية على قطر والدول العربية»، شارك فيها عدد من الإعلاميين. لافتاً إلى أن المركز ستكون له إطلالات أخرى مميزة، علاوة على حرصه على الدفع بالكوادروالطاقات الإعلامية المحلية إلى الساحة القطرية.

ومن جانبه، استهل د. عبدالله الشايجي الندوة بالتأكيد أن قطر والكويت قدمتا نموذجاً في الدورالذي تقوم به الدول الصغيرة تجاه الوساطات، وإنهاء الصراعات، على الرغم مما يتم تدريسه فيالعلوم السياسية بأن الدول الصغيرة ليست لها أوزان، أو أدوار، أو تأثير. موضحاً أن قطر والكويتنجحتا في كسر مثل هذه المقولات.

ولفت إلى أن قطر والكويت عكستا أيضاً أن الدول الصغيرة تستطيع بما تملكه من إرادة وجرأةوطرح وقرار أن تلعب دوراً مؤثراً، علاوة على مواجهة الكبار، بل واللعب معهم على المستوىالدولي.

أدوار بارزة

وقال إنه ليس غريباً على قطر، فهى تشكل علامة مميزة على مستوى العالم، وكباحث وأستاذ فيالعلوم السياسية، دائما ما يتم الحديث عن أن الدول الصغيرة ليس لها دور، غير أن الناظر لدورالكويت في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، يجدها لعبت أدواراًبارزة، وحينها لم يكن هناك وجود للقنوات الإعلامية الكبيرة، فضلاً عن عدم وجود مواقع التواصلالاجتماعي، كما هو حال اليوم، وأن الكويت مع ذلك كله خطت خطوات كبيرة، في حل الصراعات،والتوسط بين الأطراف المختلفة.

وأضاف أن دولة قطر أكملت هذا الطريق، ولهذا السبب رأيناها تتميز بالعديد من المواقف، والقيامبأدوار تقوم بها الدول الكبيرة، ما جعل لدولة قطر وزنا وتأثيرا ومساعدات ووساطات مهمة،وحظيت إثر ذلك بقبول الأطراف المتنازعة والمتناحرة، وذلك نتيجة قدرتها على الجمع بينالمتضادين.

ولفت إلى دور قطر البارز في إنشاء جسر جوي في أفغانستان، أجلت من خلاله قرابة 70 ألفشخص، الأمر الذي قدمت على إثره الإدارة الأمريكية الشكر إلى دولة قطر، والإشادة بدورها، عبرزيارة كل من وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، لتوجيه الشكر إلى دولة قطر، قيادة وحكومةوشعباً، على ما قامت به من دعم مهم.

كما أشار د. عبدالله الشايجي إلى توثيق التحالف القطري الأمريكي عن طريق ترقية دولة قطر إلىحليف رئيسي للولايات المتحدة الأمريكية من خارج حلف «الناتو»، ما جعل هذه الصفة توثيقاًللتحالف الإستراتيجي بين أمريكا والدول المهمة في العالم، ومنها دولة قطر.

وانتقل د. الشايجي إلى أحد محاور الندوة، فيما يتعلق بالتحالفات. مؤكداً أنه على الرغم من قيامعدة تحالفات في العالم العربي، فإنها لم تحقق نجاحاً يُذكر، في الوقت الذي أصبحت فيه هناكمطالبات لهذه التحالفات حالياً، لعدة أسباب، منها وجود انكفاء وتراجع أمريكي، وإن كان هذاالانكفاء لم يبدأ مع الرئيس السابق دونالد ترامب، أو الحالي الرئيس جو بايدن، ولكنه بدأ قبلالرئيس الأسبق أوباما، وخاصة بعد حروب الولايات المتحدة الأمريكية الاستباقية، والتي شنتهاإدارة بوش الابن في أفغانستان والعراق. وقال د. الشايجي إن التوجه الأمريكي آنذاك كان لخدمةأمن «إسرائيل»، والتصدي للأنظمة الثورية، أو غير التقليدية، فضلاً عن مواجهة التنظمياتالإسلامية المتطرفة.

أولويات أمريكا

وعرج على محور آخر، ارتبط بتراجع الدور الأمريكي في المنطقة، على عكس هذا الدور في السابق. لافتاً إلى أن أمريكا لم تعد حالياً بحاجة إلى النفط أو الطاقة، كما كانت في السابق، غير أنها كدولةعظمى، تنظر إلى مصالحها بشكل عالمي، لذلك فإن وجودها بالمنطقة، يأتي لمصلحة الأمن العالمي،وأمن الطاقة. لافتاً إلى أن أمريكا قد تقلص وجودها في دول الخليج، غير أنها لن ترحل عنه، وأنه لنيكون هناك بديل عنها، سواء في الوقت الحالي، أو في المستقبل.

وقال إنه من الممكن أن نرى خفضاً للقوات الأمريكية في المنطقة، دون انسحاب كامل منها، وذلكلتغير أولويات أمريكا. لافتاً في سياق آخر إلى استحالة دمج «إسرائيل» في أي تحالفات عربية،وذلك للرفض الشعبي الواسع لها في العالم العربي، ولذلك فإنه يستحيل دمجها في أي تحالفاتفي الوطن العربي، كما أن «إسرائيل» نفسها لا يعنيها ذلك، بقدر ما يعنيها أمنها، ومواجهة إيران.

وهنا، أكد د. عبدالله الشايجي أنه ليست هناك مصلحة في استفزاز إيران، مشيداً بجهود دولة قطرفي هذا السياق. مشدداً على أهمية أن يكون هناك تنسيق أمني ودفاعي بين دول الخليج العربية،والتغلب على كل ما يعيق التقارب، وأن تكون هناك ما يعرف بالإنذار المبكر، ورصد كل ما يمكن أنيهدد الأمن الخليجي، وعدم النظر إلى التحالفات التي أثبتت عدم فاعليتها، على نحو ما أثبتهالتاريخ.

وقال إنه لا بديل عن الحليف الأمريكي، وأنه يمكن التعامل مع الإدارة الأمريكية، عبر شراء صفقاتأسلحة واستثمارات، وكذلك عبر الحوارات الإستراتيجية، التي تعقدها الإدارة الأمريكية مع دولالخليج.

...

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق