السبت, 23 فبراير 2019 03:48 مساءً 0 413 0
من جهة اخري
من جهة  اخري

حول الخطاب الرئاسي

{الكلمة التي ألقاها الرئيس عمر البشير مساء أمس من القصر الجمهوري تمثل مرحلة جديدة لها ما بعدها ، وإن كانت الكلمة قد استعرضت مسيرة الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخراً ، فقد وضعت أسساً للمعالجات المرتقبة ، من خلال إعلان حالة الطوارئ وحل حكومة معتز موسى والطلب من البرلمان لإيقاف النظر في التعديلات الدستورية التي تتعلق بفترة الرئاسة ، وغيرها من القرارات المهمة ، خطاب الرئيس أكد أيضاً على التمسك بالحوار وقال أن الاستقرار هدف استراتيجي ودعا لاستيعاب أطروحات الشباب عبر آليات جديدة وإشراكهم في البناء الوطني .
{الشاهد أن حكومة رئيس الوزراء (المقال) معتز موسى واجهت كثير من الصعوبات منذ تشكيلها على خلفية المشاركة في الحوار الوطني ، ويمكن وصفها بدون تردد أنها كانت من أضعف الحكومات في تاريخ السودان الحديث وافتقدت للتجانس المطلوب والفاعلية تجاه الأحداث التي اعترضت مسيرتها ، وكان اعتقاد رئيس الوزراء القومي أن تفاعله مع الشباب والجيل الجديد عبر (تويتر) يمكن ان يحقق نتائج ايجابية ، لكن للأسف ظلت (تغريداته) بأحلامها وآمالها ووعودها تصطدم بآليات مفقودة للتنفيذ في مواقع أخرى ، كما أن (ضعف) أغلب وزراء المؤتمر الوطني و(سلبية) كل وزراء أحزاب الحوار أفقدت الحكومة صلابة المواقف وحيوية القرارات .
{حكومة الكفاءات التي أعلن الرئيس عن تشكيلها ستكون آخر فرص الخروج من الأزمات التي تشهدها البلاد ، ومسئوليتها وتحديها الأكبر في اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير معاش الناس  ، وكبح جماح الدولار المتصاعد بجنون في مقابل تدهور العملة الوطنية ، وإعادة الثقة في الجهاز المصرفي والتحرك العاجل لتوفير الكفاية الضرورية من الوقود ، تلك كانت المشاكل العاجلة التي واجهت حكومة معتز موسى وتسببت في المظاهرات الاحتجاجية على الغلاء والتي شهدتها مدن الولايات المختلفة وتحولت فيما بعد إلى مطالب سياسية بعد اختطاف توجهها العفوي عبر تنظيم وتخطيط سياسي معلوم .
{وضع خطاب البشير بالأمس حداً لحالة الاحتقان التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية ، وأوقفت محاولات التصعيد نحو المجهول ، وأعتقد أنه من واجب الجميع متابعة ومراقبة نتائج القرارات التي تم إعلانها بالأمس بدلاً من الاستمرار في ذات النهج بالدعوة للمظاهرات في الأحياء والمناطق ، والمؤسف أن تتواصل الدعوات للخروج حتى قبل أن يتم الاستماع لخطاب الرئيس مما يشير بوضوح أن البعض لم يكن ساعياً لأي معالجات تحفظ الاستقرار وتحقق الأمن وتخطو نحو الإصلاح المطلوب .    

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة