الأحد, 03 مارس 2019 03:18 مساءً 0 441 0
من جهة اخري
من جهة  اخري

سلطان أفريقيا

{ من بين الملفات التي بذل فيها نائب رئيس الجمهورية السابق حسبو محمد عبد الرحمن جهداً كبيراً ونجاحاً لافتاً ، كان ملف العلاقات الأفريقية ، وعندما تولى المنصب سعادة نائب الرئيس د.عثمان محمد يوسف كبر ، أشفقنا عليه من المسئوليات الكبيرة التي تنتظره ، لم يكن إشفاقاً عن ضعف ولا شكا في قدراته القيادية  ، ولكن إشفاقا عليه من تقاطعات مصالح دول القارة ، الدول القريبة والبعيدة على مستوى علاقاتها بالسودان ، وكان الاعتقاد أن د.كبر لن يجد الطريق في الغابات الأفريقية مفروشاً بالورود ، لكن ثقتي كانت كبيرة في معرفته بكثير من الواقع بالدول الإفريقية بجانب السمعة الجيدة التي تسبقه هناك من خلال تجربته في شمال دارفور وخبرته في قيادة السلطة الإقليمية والتعامل مع قوات تمثل معظم دول القارة ، بالإضافة لإسناد خبراء الشأن الأفريقي في رئاسة الجمهورية .
{ وظللت خلال الفترة الماضية متابعاً أخبار جولات سعادة نائب الرئيس في العمق الأفريقي ، والذي لم يعرف الهدوء ولا الراحة ، فهو ما يكاد يعود من زيارة دولة افريقية حتى يتوجه في جولة جديدة لعدد من الدول بالمحيط الأفريقي وحقق من خلالها اختراقات واضحة وملموسة في ملف أفريقيا المضطرب ، وكان من بين جولاته الأخيرة زيارة تاريخية سجلها لأبناء العم في دولة تشاد التي تتمازج وتتصاهر قبائلها بقبائل السودان ، ثم قيادته لوفد السودان لاجتماعات اللجنة الاقتصادية العليا المشتركة مع إثيوبيا الصديقة جداً .
{ لا أشك مطلقاً أن النائب الدكتور كبر قد مضى على ما بدأه سلفه النائب حسبو ، ولكن معرفته العميقة وخبرته المكتسبة في العلاقات مع دول القارة من واقع تجربته السابقة تمنحه الأفضلية ومساحات النجاح للعلاقات مع دول الإقليم الإفريقي من أجل مكاسب السودان المشروعة وقيادته لمبادرات استقرار وأمن أفريقيا ، وإن كان د.عثمان محمد يوسف كبر قد سطر حروف اسمه بألوان الوطنية في كتب أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة ، فانه قادر على أن يفرض هيبة الموقف السوداني وقراره في المجتمع الإقليمي ، ندعو لك بالتوفيق سداداً وقدماً سلطان أفريقيا القادم بقوة .      

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق