الأثنين, 27 مايو 2019 11:20 صباحًا 0 441 0
بدويات
بدويات

لن تكسروا قلمي...! 

 

 يا بلدي ماذا يحصلْ؟
في زمن الثورة ومن يَقتُلْ؟
صوت الحرّية بالمِقصَل
من عُقرِ الدارِ من المعقل
في زمنِ الصب وبقيادة
والإنقاذُ لم يُلقِ ثيابه
لم تسقط ومن بعد الفَورة
فمشير اللعبة لم يرحل
وإعصار العزّة لن يحفل
لا أعرف من أين أبدأ
لا أجد لكلماتي مَغزل
قاموسي الأوحد والأعزل
أشعار وحروف تسأل
قراطيس وأوراق عُزّل
عفوا يا سادة
لم أجد التعبير الأمثل
أهي الصدمة؟
أم الكدمة؟
يا صوت أُخرس بالمِعوَل
ألعجز في التعبير؟
في زمن النكسة والتكفير
أوَ أحبارُ الحكمةِ لم نُجزل؟
الصدمة ها هي قصتها:
أرسلت قصيدتي في الخنساء
وقعدت ... لجوالي أنظر
أنتظر إجابة من يَنشُر
الصمت الدامغ والأوفر
عِدّة أيّام بل أكثر
ومن ثمّة ردود قائلة:
خبث في شعر قد أخثر
غثُّ الكلماتِ فما أشعر
لا لين فيه لِمن عَبَّر
وأخيرا لا رد يُذكر
قالوا ضمنيا لن تُنشر
نعم، ضمنيا
أحسبُ من قَبلُ وأتذّكر
أني أرسلتُ مقالا في الكيزان
سحبوا الأسماءَ
والألقابَ
والأنسابَ
خوفا أن تَرجَحُ في الميزان
أبحث عنهم بين الأسطر
عن هيئة جهلاء السودان
عن عبد الحي
حتما شُطبَ!
عن صالح أكبرهم
حتما شُطبَ!
عن عبد القادر
حتما شُطبَ
شُطبوا كما شُطبت روضة
شَطبوهم من كل الأسطر
أرجعُ وأناقشُ كالأهبل
كلمي قد كُسر ومن يحفل
حبري قد أُجهض من مِهبل
يا سيدي قارون الأكبر
فمفاتِح عرشك قد تصغر
وكلام الحق غدًا يظهر
فقلم الكاتب كالطوفان
لا يعبأ بحظر أو عصيان
لا يرعى نسب أو حُسبان
لا تنسى يا سيدي الإنسان
في ليال العشر وفي رمضان
لا تنسى ... فلساني ثائر
لا يركعُ لِكتاب جائر
ولا للكاكيّ بِبُوريه الأحمر
أو لصديق في أمرٍ حائر
لا يعرفُ في وقتِ الشدّة
أنّ الأقلام كما العُدّة
كالحيّةِ بألسنةٍ عِدّة
كمدادِ البحرِ لِمن عَدّه
لا تحمي هذا أو ذاك
إن كان الجار أو الإخوان
لا تعصم هذي أو تلك
إن كُنتَ مُحبّ أو هيمان
فطريق الحق هو البرهان
لا أقصد ... !
من جلس على هذا الإيوان
حسنا
ذُبحت أشعاري على مكتب
بفتوى من وحي المذهب
قبل الأعياد مع الموكب
فدع الخنساء لكم تكتب
والزوج بمدحكمُ يخطب
اخترتَ النسبَ وماءَ الوجه
ونسيتَ الشعبَ وهو الأنسب
لن ننسى حديث الخنساء الأصهب
لبشير بلسان أعطب
ألا يسقط أو يَنْكَب
أقدار الخلق بأيدي الرب
أشكركم لحظر قد أخصب
أشكركمْ
لصمتكمُ
لعزفكمُ
لرقابتكمْ
لجائزة تُكسبْ
الثورة تحتاج لتصحيح
في كل مكان
وبكل زمان
حتى تسقط ثالثة
والنصر هو الهدف الأنسب
والمجد حليفك يا عزّة
والعسكر لا بد أن يذهب.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق