الأحد, 22 ديسمبر 2019 02:31 مساءً 0 281 0
بذرة الحياة
بذرة الحياة

وفاء جميل

 

 

يستاهل البرد من ضيّع عباءته ..!!

أرجو أن يسمح لي القراء الأعزاء أن أسطر اليوم أحرف العتاب و اللوم لشريحة معينة بالمجتمع السياسي المحلي ، لأنهم و للأسف الشديد أصبحوا أصحاب عقول خاوية ، و أتباع أسرِبة ضالة ، و أنصار شعارات وهمية ، و رؤى مثقوبة السجيّة ..تنطبق عليهم مقولة : يستاهل البَرد مَن ضيّع عباءته ، و هم قد أضاعوا عباءتهم و أصبحوا عراة الأذهان و العقول تنهشهم موجات الصقيع القارصة و تلتهم أفكارهم و توجهاتهم التي لطالما تذوّق المواطن السوداني الأمرّين منها ، و عانى ما عانى مِن الفِتن و الإِحن و المآسي و الأحزان و مرارة العيش الغير كريم ، و إذا أراد أحدهم أن يتسّتر مِن موجة قدره المشؤوم التي ضربته ضربة معلم ، لم يجد سوى أن يغطى ما جاءت به أفعاله مِن طمع و جشع و حُبٍ للسُلطة متجهاً لرفع الشعارات و التظاهر الغبي في الوقت الأغبى بإسم الدين أو بإسم الوطن و كله عبثاً حيث لا ولاء لدين و لا إخلاص لوطن ..ما يؤسفني و يثير إشمئزاز المواطنين الوطنيين الشرفاء هو إرتفاع الأصوات المنادية بالخروج بدافع الوطنية أو غيره ، هل أصبحت الوطنية هتاف يُهتف ، أم شعار يُرفع ، أم تظاهر للظهور فقط ، أم تلاعب بإسم الأديان لصالح أحزاب سياسية فشلت أن توحِد الشعب السوداني و تحقق مطالبه طِوال سنوات حُكمها ..!!لا أريد أن أطيل الحديث في أمرٍ مفرغ منه لأن الشعب السوداني ذكي و لمّاح جداً و يعرف ما يُحاك به مِن مؤامرات مُحكمة الغرض منها إثارة الحرب الأهلية بينهم مِن جديد بعد أن توحدوا للبناء و النهضة و الإقتراب مِن جعل المستحيل واقعاً و هو إشاعة السلام في ربوع البلاد ، لذلك المكر الذي يُحاك ضد الشعب في الوقت الراهن هو تدعيم أفكار لبرامج سياسية لإستقطاب إيديولوجي تمهيداً وتجهيزاً للشروع في إنتهاكات فادحة لها ما بعدها ، لتتوالى القرصنة على الأفكار لتهيئة الفرص لشمولية أخرى تجدد عهد لكل أفلام التهميش و الإقصاء و نبدأ في منوال تعنُتي تراوغي لفساد مستدام ، لذلك ينبغي أن يدرك الشعب أنه وحده مَنّ يستطيع تحديد مصالحه و مراقبة وطنه بعين الحِكمة و عدم المساومة في أمنه و إستقراره و بناءه و هو ضامِن لذلك ، و مِن الأهمية بمكان ألآ يلتفت الشعب للشعارات التي تُرفع لأن تحتها مآلات و حكايات أخرى ، و أن يتريث قليلاً و لا ينجذب لها ، و ليس مَنَ أغراك بالعسل حبيباً بل مَن نصحك بالصدق عزيزاً ..رسالتي للحكومة الإنتقالية نرجو منها عدم التقاعس و التباطؤ في تحقيق متطلبات الثورة مِن تحسين معاش الناس ، و توفير الأمن و إرجاع الممتلكات المنهوبة أينما وُجدت ، و واجباً عليها تحقيق العدالة التي خرج مِن أجلها الشعب ، و أزاح الغباش عن العدالة ، و ضروي أن تجعل الفترة الإنتقالية تأسيسية للديموقراطية المسلوبة و عدم جعلها فترة لتصفية حسابات سياسية قديمة ، لأن المرحلة لا تحتمل مزيداً مِن التعارك ، و المواطن يريد بها إرجاع الثِقة و المواطنة بين كل أنباء السودان و بكل إختلافاتهم الدينية و الإجتماعية و السياسية و غيرها ، بأن يجعل الشعور العام هو السلام و الإحساس بالعدالة الإنسانية ، لذلك ينبغي أن تتفهموا خصوصية المرحلة و دقتها ليتمكن الجميع مِن العيش الكريم تحت رعاية السلام و العدالة ، لكي لا تضيع العباءة و يجد البرّد فيكم سبيلا ..رسالتي للسياسيين و لجميع الأحزاب و أنصارها يجب أن تقِروا بالإخفاقات و تعملوا على تداركها لاحقاً و كذلك يجب أن تعلموا جيداً أن راية (لا إله إلا الله) لا تمثل حزب و لا يحق لأي حزب أن يخدع نفسه بأنه مخّول مِن الله سبحانه و تعالى بأن يتحدث و يستقطِب الناس لحزبه بإسم الدين بل هي شهادة على وحدانية الله عزّ و جل و هي ملكاً للجميع ، و أنها ليس وسيلة لعملية جذب و إستقطاب سياسي ، بل ما يجب عليكم فعله في هذه المرحلة أن تعملوا على ضبط النفس و التراجع عن طرح ما يثير الجدل و يزيد (الطين بلّة) ، هذا ليس مخافةً مِن أحد و إنّما رحمةً بهذا الشعب الذي ما زال يأمل في حياة آمنة مطمئنة ، و لكم أن تتخذوا مِن هذه الفترة (إستراحة محارب) و تعدوا أنفسكم مِن جديد لخوض معركة إنتخابية ، و تأكدوا إن للإسلام ربّ يحميه .. و نحن كشعب لا نرضى بما يفعله بنا مِن لا يحترم الأديان ، و يجهل بأن السودان دولة إسلامية بالأغلبية غير متطرفة ، و يجب إعطاء كل زي حق حقه كاملاً مِن الإنسانية ، و لكن لا يجب أن تعملوا على التنافس الإسقاطي الذي يبخس دور الآخرين في خِدمة الوطن ، و قدِموا الدعم مِن أجل الوحدة الوطنية ، و ألآ تدعوا الناس للخروج بإسم الدين نصرةً لأحزابكم ، لأن هذا فيه جور و تسلُط على الدين نفسه إن كنتم لا تعلمون ..رجاءاً الوطن لا يحتمل المزيد مِن الخراب ، و يجب أن تجتمع السواعد لأن إجتماع السواعد يبني الأوطان ، لذا كونوا يداً واحدة على قلب رجل واحد على الأقل في هذه المرحلة (الإنعاشية) مِن عُمر البلد التي تتطلب مِنا الدعم اللوجستي و الإستراتيجي لنعبر لِفضاء أرحب و نسير سوياً في خطٍ واحد ، فلا تسير ورائي فقد لا أعرف الطريق و لا تسير أمامي فقد لا أتبعك و لكن سِر بجواري فقد نصبح أصدقاء أو إخوى يجمعنا وطن واحد يعترف بأن المواطنة أساس الحقوق ..للحديث بقية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق