الخميس, 09 يناير 2020 01:43 مساءً 0 390 0
بذرة الحياة
بذرة  الحياة

وفاء جميل

 التنوع نِعمة لا نِقمة ..!

 السودان بلد البلدان الأكثر زُخراً بالخيرات التي حباها له الله ، إذ به خيرات و ثروات طبيعية و بشرية و جغرافية بحسب موقعه بالأرض يكاد أن يكون السودان جنة الله على الأرض ! نعم جنة الله على الأرض و لماذا لا و هو يمتاز بأطول أنهار العالم ، و بأرض زراعية صالحة لكل أنواع الزراعة و على مدار الفصول الأربع ، و يتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي متوسط القارة السمراء تحفهُ دول متعددة الأطياف و مساحة واسعة شاسعة تحمل بين طيّاتها المورد الأكثر تأثيراً و الأجدر نفعاً و هو العنصر البشري الذي يُعد الآلية و المحرك الأساسي لعصب الحياة فهو المُفكِر و المخطِط و المدبِر لأمور الحياة ..
 و لكن هل إستثمرنا في النِعم و أدركنا أهميتها و عمِلنا على إستغلالها بمنهجية و عقلانية و سياسات رشيدة و ناجعة ..؟؟
هذا السؤال سيجيب عليه الواقع الذي نضايقهً و يضايقنا ! لذلك كان فرضاً علينا أن نعاني الفقر ، الجوع ، العطش ، الحرب ، الشتات و الصراعات ، هذا كله نتيجة لتخبطات سياسية و إختلاط الحابل بالنابل و سوء إدارة و عدم وعي و إجحاف و قِلة إحترام الدولة و التلاعب بالموارد و الغِش و إختراق السياسات الخارجية للشأن الداخلي و بيع الضمائر في سوق البخس و اللا كرامة و غيرها من أمور غدر الزمان و مكايدهُ ..
و للأسف إستغلال الطاقة الكامنة للعنصر البشري لا نجده إلاّ للحروب و كأن الإنسان خُلق مِن أجل عداوة أخيه الإنسان فقط ، لذلك يصيبنا القهر و نحن نرى ما يحدث الآن في ولايات السودان مِن حروب أهلية و هذه رسالة مناقضة و مناهضة لِما يجري الآن مِن مفاوضات لعودة السلام لأرجاء السودان ، و من واجب كل مواطن أن يعمل على ردع المتربصين بأمن و إستقرار المجتمع  و مِن صميم الوطنية أن يتدافع الكل نحو الوحدة المجتمعية و الدعوة للسماح و تجاوز الخِلافات ، و ألا يدعو للجهوية التي تفضي للفُرقة و العنصرية ، و العمل على ضرورة توجيه الإعلام بشتى منصاته ليعمل على دعوة المجتمعات بأهمية تضافر الجهود لِلم الشمل و البدء بمرحلة جديدة قِوامها النهضة المثالية لبناء وطن العدالة و السلام و المحبة ..
إذن على الدولة أن تعمل على توفير فرص العمل تبعاً لإهتمامات الأفراد لتبدأ مرحلة إستثمار الطاقات البدنية و العقلية لخدمة البلد ، و أن توظفهم حسب إمكانياتهم ، و قدراتهم ، و ميولاتهم و رغباتهم الفعلية ، فعندما يعمل الشخص في المجال الذي يُحبه و يهتم به فإنه يبدع ويُخرِج كل ما في داخله من أفكارٍ ، كما أنه يُصبح مخلصاً للعمل بشكلٍ أكبر و يزيد ذلك من رغبته في التطور و الإبداع ، و هكذا يستفاد مِن الفرد بنسبة كبيرة ، و بذلك ستفتح الدولة آفاق جديدة للأمن المجتمعي ، و بذلك تكون قد  عمِلت على الحدّ من البطالة التي تعتبر إحدى أسباب النزاع و الحرب لإحساس الفرد بأنه (مُهمش) و لا جدوى منه ..
دعوة بإسم الوطن أرجو منكم يا أبناء بلدي أن تتوجهوا للحِكمة ، و صوت العقل ، و التحلي بضبط النفس ، رغم محاولات التجريح و الإستفزاز و الإستقطاب و تجهيز الساحات للتعارك و حرث الأرض لزراعة الفِتنة ، و كل أشكال العنف السياسي ، أرجو منكم ألا تتبعوا خطوات الشيطان و تحسسوا أعدائكم بأنفسكم ، و تنتبهوا أن عدو اليوم يأتيك بألف لون و أن صديق اليوم هو الحق الذي لا لون له  ، فأنتم حاضر و مستقبل هذا البلد و أعلموا أن لا خير إلاّ فيكم و لا سلام إلاّ في وحدتكم و لا أمان إلاّ في تعايشكم السلمي الذي يحقق الإنسانية أولاً ، ثم الوطنية ، ثم التنمية ..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق