الأحد, 26 يناير 2020 01:50 مساءً 0 647 0
المتاريس
المتاريس

 خذوا الحقيقة من علي بلدو

أقرب المقربين إلى الإنسان هو طبيب الأمراض النفسية والعقلية، فهو يستطيع من خلال ما درس من علوم فسيولوجية أن يسبر أغوار أعتى الناس غموضًا فيستخرج منه بكل بساطة ما يعجز عنه محققو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية    (CIA) التي لجأت في الآونة الأخيرة إلى الاستعانة بخبراء في علم النفس وما وراء الطبيعة في تحليل بعض الأحداث والتنبؤ بالمستقبل؛ لذلك صار الاهتمام بعلم النفس شيء ضروري جدًا في حياة كثير من الشعوب، والشعب السوداني من أكثر الشعوب التي يعاني الكثير من أهله من الأمراض النفسية بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتفكير في المعيشة التي صارت عصية المنال.
هل تصدق قارئي هذا المقال أن ثمن (الكمونية) ولمن لا يعرفها من المنعمين هي أحشاء البقر أو الضأن ارتفع ثمنها حتى وصلت إلى ما يعادل دولارًا أمريكيًا، والدولار يعادل مائة جنيه سوداني. ومشكلات المواصلات التي تشطب الدماغ بسبب الوقوف لساعات طويلة في هجير الشمس وبرودة الطقس وغيرها من المشكلات التي لا تجد حظها في العلاج أو حتى مقابلة الطبيب النفسي الذي لا يكون متاحًا للجميع  بسبب ندرة عيادات الطب النفسي وارتفاع ثمن الدخول إليها لذلك ينتهي مصير البعض بالانتحار أو الهجرة أو الطلاق إذا كان متزوجًا، ويمكن من خلال الاطلاع على بعض كتب علم النفس أن يتعرف الإنسان على حالته النفسية، فالضغط النفسي هو السبب الرئيس في وقوع كثير من المشكلات، وعندما نطالع بعض الصحف نجد خبرًا عن مشاجرة في مركبة عامة تنتهي بالقتل وغيرها من القضايا التي يكون العامل النفسي قاسمًا مشتركًا فيها.
العبد لله حصن نفسه من الوقوع في الجدل والكلام الكثير وذلك بالانعزال عن الناس إلا في حالة التحدث مع الكمساري في المركبة العامة بكلمات مختصرة (يازول هات الباقي).
فكثرة الحديث تفتح بابًا لا يمكن إغلاقه لذلك انغمس معظم الناس في أجهزة الهاتف الجوال خاصة في برامج التواصل الاجتماعي مثل (الفيسبوك والوتساب)،  وفي اعتقادي الشخصي أن تلك التقنية الحديثة ساعدتهم على اكتشاف بعضهم بعضًا فظهرت مواهب كانت دفينة لأسباب عديدة منها غياب الشجاعة الأدبية.
الدكتور علي بلدور ظل يطل علينا عبر الوسائط الاجتماعية تقريبًا كل يوم، وصار يقدم وصفات علاجية مجانية للحياة اليومية السودانية، فمنهم من يتقبل تلك النصائح بصدر رحب، ومنهم من يعترض عليها، أنا شخصيًا أثني على آراء الدكتور علي بلدو وأطلب من الجميع الاستماع إلى هذا الرجل الفريد، فما أحوج المجتمع إلى أمثال دكتور علي بلدو ذلك الرجل الشامل والموسيقي البارع  والكاتب الدرامي المميز، حيث استطاع  في وقت وجيز استرداد هيبة مهنة الطب النفسي، تلك المهنة المنبوذة بسبب اقترانها بالجنون ولكنها تحمل في باطنها فنونًا من المعرفة العلمية، فقد كان الرعيل الأول لهذه المهنة من الأطباء حديث المجتمع، منهم الدكتور التجاني الماحي رائد الطب النفسي في أفريقيا والرئيس الانتقالي للسودان بعد ثورة أكتوبر، والدكتور طه أحمد باعشر الذي تم تعيينه وزيرًا للعمل في حكومة أكتوبر وأصبح وزيرًا للصحة في العام 1969_ 1970؛ لذلك كانت البلاد تعيش وضعًا اقتصاديًا طيبًا بسبب قرب أطباء علم النفس من صناع القرار في ذلك الوقت.
أتمنى من الحكومة المدنية الحالية الاستعانه بتحليل نفسي يساعد على كيفية التعامل مع الأوضاع في البلد، ولا أعتقد أن دكتور علي بلدو سوف يرفض تلك المهمة الوطنية  متى ما كلف بذلك، فالجن أحيانًا يمكن أن يحفز على الإبداع بشرط  أن يجد رعاية من طبيب متخصص، والكثير من الناس يظن أن الشخص المجنون هو الذي يقوم بتمزيق ملابسه ويجري في الشارع،  ولكن تبين أن هناك أمراضًا نفسية أصحابها يحبون ارتداء أنظف الثياب ومن الصعب كشف أمرهم، وداخل كل واحد منا مجنون ومجنونه.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة