الكنداكات الملكات!

حيّا الله قراءنا أجمعين وشكر لهم ما يتحفوننا به من إضاءات أدبيّة وموضوعية. وكانت خاطرة الأسبوع الماضي محل الرضاء عن  كتابات القارئين والقارئات.قدمنا حديثاً ادبياً عن رائعة الكابلي (القومة ليك يا وطني) . ولقرأنا جميعا قوله
يا قمر دورين أنا شفتك وين
طبعاً في اللّيل في ضفاير النيل!
ذكرتني عبارة ضفاير النيل التعبير الوطني للشاعر عبيد عبد النور.
يا أم ضفاير قودي الرسن
و اهتفي فاليحيا الوطن
ومن الإضاءات الأدبية المصحوبة بالإشادة بالبيت الأخير وهو يخاطب الفتاة السودانية ذات الضفائر  (القائدة) مع الفرسان تقود رسن الخيول في الكفاح المسلح ودعا الشاعر لإرسال صوتها الوطني القوي لتهتف به قائلة فليحيا الوطن  الكلمة المعبرة يصعب  تبديلها بأخرى اهتفي ويحيا الوطن. وإني أبدي  شكري وتقديري لما سطرته إبنتي الدكتورة حنان محمد عثمان الأستاذة بجامعة الخرطوم ختمت حديثها الوطني بقولها (حيّا الله كنداكات بلادي)ونحن نقول  (حيّاهن الله جميعاً) وكلمة كنداكة (السودانية)  من دلالاتها ما اوجزه الدكتور عون الشريف في كتابه قاموس اللّهجة السودانية يقول(الكنداكة لقب الملكة الأم في مملكة مروي القديمة ومعلوم أن الملكة ذات قوة تدفع بها كل شرّ عن الوطن وفي التعبير الأخير صاروا يطلقون الكنداكات على الوطنيات الثائرات. والدكتورة حنان تختم حديثها بقولها حيّا الله كنداكات بلادي. حياك الله وحياهن جميعا مصداقا لقول الشاعر  و اهتفي ليحيا الوطن. هذا و عدد من المؤرخين يرون أن كلمة كنداكة جاءت من اصل اوروبي هو كانديس- مؤنث- لقب الملكة في مملكة كوش  هذا وللدكتورة الباحثة دولت يوسف احمد ابراهيم حديث موثق ذكرت فيه اسماء بعض الملكات الكنداكات جاء ذلك في كتابها ( الدور السياسي و الديني لملكات كوش ١٥٧٥ ق.م _ ٢٠م)  منهن الكنداكات أماني ريناس٨٤٩٩ق . م والملكة الكنداكة كور اماني ٢٠٢٦م ) حيا الله الدكتورة حنان محمد عثمان على إشادتها بكل الوطنيّات عبر الأزمنة والأمكنة. ويقيننا أن كفاح المرأة السودانية بطابعه الوطني ظل قويا وسيظل قويا يواكب كل تطور سوداني. لك التحيات يا دكتورة حنان وللآتيات الرائدات في كل عمل سوداني وطني اصيل. وبعد.اخي الاستاذ محمد مبروك فإنني إعتدتُ أن يكون ختام ما اقوله شعرا يناسب المقام فإليكم جميعا اقدم بعض ابيات يوسف مصطفى التني إذ يقول
في الفؤاد ترعاه العناية
بين ضلوعي الوطن العزيز.
مالي مال تاريخ القبيلة
نحن شُعبة واحدة وأصيلة
علّمونا جديدة و قِبيله
كأمة واحدة بوطن عزيز
وإلى لقاء
النوراني الحاج الفاضلابي