الخميس, 06 فبراير 2020 03:13 مساءً 0 629 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

المهيب صدام حسين (2 ـ 3)

 علي مدي ثلاثة أيام  كانت تلك الطائرة  تحلق  فوق بن خلدون  علي ارتفاع منخفض  كنت اعجب  بل ويتملكنا  الخوف  وبخاصة وان الترسانة  الحربية لدول التحالف  الأطلسي تمركزت  بكاملها في خليج العرب استعدادا  لساعة الصفر  لتبدأ ام المعارك  !!...هكذا سماها  المهيب صدام حسين !!......مازال جرس  انذار الطوارئ  يرن بقوه ونحن نتسابق  علي السلالم الحديدية  الداخلية للسفينة  لنصعد الي الاعلي  حيث سطح السفينة  ومازال صوت المنادي ينادي ان أسرعوا الي السطح ......كانت  الساعات الداخلية  المثبتة علي جدران  بن خلدون  تشير الي الرابعة صباحا  وعند وصولنا الي السطح  كان الظلام يلف الخليج بأسره  عدا اضواء  خافته تظهر من بعيد حينا  وتختفي أحيانا ....امتلأ السطح  عن اخره بالنسوة  اللائي يمثلن كافه دولهم  بعضهن كن يحملن الإعلام العراقية  يلوحن بها  وحين رفعت بصري الي الاعلي  حيث جلبه عظيمه لمحركات الهيلوكبتر  فجأه شق ظلام المكان  أضواء باهرة جدا  كتلك التي في ملاعب كره القدم  سلطها علينا نفر  ممن كانوا في ثلاث مروحيات  بينما عشر اخر  تحلق في وضع دائري  حول السفينة  وتشكل حصارا مطبقا !!!......كانت الاباتشي تحلق  علي ارتفاع منخفض للغاية ...اذ يبدو انهم كانوا ينوون الهبوط  بها علي سطح السفينة  المتسع جدا  ويماثل ملعبا لكره القدم...بيد ان الخروج السريع للنسوة الي السطح  جعل من مهمة  هؤلاء عسيرة  اذ لا يوجد  مكان او حتي شبرا واحدا  لتحط عليه اي طائره !!!.......كن من يقدن  الاباتشي فتيات   .يلبسن ملابس عسكريه ويضعن علي رؤوسهن بوريهات  تحمل علم أمريكا شارة بها ...يبدو عليهن الرضا  وينظرن الينا  وهن يمضغن العلكه  ونراهم بوضوح شديد  حيث ارتفاع طائراتهم لايعدو ان يكون عشره أمتار فقط فوق رؤوسنا !!... مثبتته هي مكانها هذه الاباتشي محركاتها فقط تدور    لحظات  واذا بحبال غليظة جدا علي هيئه سلالم  تنزل من كل طائره  وبسرعة برق خرافية  تسبق البصر هبط علينا  ما لا يقل عن مائتين  من الجنود المارينز والكوماندوز  يحملون أسلحه حديث جدا  لم أرها من قبل !!  كانت وجوههم مدهونة بدهان اسود  وبوريهات الرؤوس  مثبت عليها  شاره صغيره الحجم للعلم الأمريكي  !!...اخذ هؤلاء  الجنود في ضربنا.  وبالأرجل  ومؤخرات السلاح الذي بأيديهم  وهم يصرخون في وجوهنا  ان نغادر المكان الي الداخل !!.. كانت شجاعة النسوة رائعة جدا  وهن يشتبكن  معهم ويبادلوهم الصراخ في الوجوه  بينما ذهلت انا !! وكاد قلبي  ان يشق صدري  ويفر هاربا !!...فجاه.  وقف امامي احدهم  يشدني من ذراعي  ان ادلف الي الداخل  وهم بضربي وانا اصرخ من شده الالم في يدي التي كادت ان تنخلع من مكانها !!! لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم !!...اي تدريب  تلقوه هؤلاء    واي طعام يتناولونه ؟؟!!..قوه خرافية  للغاية في أجساد  رشيقة  نحيله للغايه !!!...سقطت علي الأرض وانا اتلوي من الالم واصرخ  واذا بالأخت المناضلة الفلسطينية الأشهر  التي قبعت في السجون الاسرائيليه طويلا.   فاطمه برناوي  ترفعني بيد واحده  ودخلت في عراك مع الجندي الامريكي  بجواري وانا ما زلت اصرخ وارتجف !!!... فجاه استطاعت ان تجذب سلاحه من يده لينقض عليها جنديان من الخلف ويطيحون بها ارضا وانا معها !!!.....هرج ومرج  والأصوات مختلطة ببعضها البعض  وما زالت الاباتشي  في مكانها  ورهط الجنود الامريكان  ملا المكان  وتسيد الموقف  بعد حين !!!........الكل بالداخل بعد المعركه غير المتكافئة بيننا وقوات المارينز والكوماندوز الامريكيه  !!...والذين احتلوا بن خلدون بالكامل  واوقفوا محركاتها  وقيدوا بالسلاسل  قبطانها العراقي عماد  وطاقمه    وبداوا بالدخول الي الغرف  والقاء كل ماتصل اليه اياديهم  في مياه الخليج  ونحن نشاهد ذلكم كله من النوافذ الصغيرة للسفينة ...!!حتي الطعام  وصناديق الفاكهة قذفوا بها الي المياه  بما فيها قوارير مياه الشرب  !!!...احتلال بالكامل  ووقعنا في الأسر !!!.....خمسه عشر يوما بلياليها  تحيط بنا أحاطه السوار بالمعصم  خمسه عشره قطعه حربيه امريكيه.  بمن فيها حامله طائرات.  كنا نشاهد تدريبات طائراتها وهي تقلع.  وتحط !!......في صباح يوم  اذا بقوارب حربيه صغيره  ترسو جوار السفينة  ينزل من عليها  قاده عسكريون  امريكان  يحثوننا علي الرجوع من حيث اتينا     كان الرفض  والرفض الاكيد  من جانبنا هو  نهايه مفاوضاتهم معنا  ليستقر الامر  الي حل وسط  ان تفرغ  شحنه السفينه  من اي مواد غذائيه  كن نحملها.  هدايا شعوب بلداننا  الي شعب العراق  المحاصر. وكانت سفارة  العراق بسلطنة عمان  هي من استقبل  هدايانا التي تم افراغها من جوف بن خلدون في ثلاثه ايام متتاليات !!   بعدها وحسب الاتفاق المبرم بيننا وقياده  القوات البحرية  لقوي التحالف الاطلسي  سمح لابن خلدون  بالإبحار الي ميناء ام قصر  بدوله العراق الشقيق  وعلم  العراق الفخيم يرفرف علي سارية السفينة  في اباء وشمم  وتحد صارخ لقوات التحالف !!.....الزغاريد  والأناشيد التي ضجت بها حناجرنا.  شقت  سكون الخليج  وابن خلدون تكاد تصل بنا الي المياه الاقليميه  للعراق العظيم..........غدا.  نواصل الحلقة الثالثة والاخيره بإذن الله..........

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق