السبت, 08 فبراير 2020 01:14 مساءً 0 633 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

يسرية محمد الحسن

المهيب صدام حسين (3 ـ 3)

لأول مره منذ شهر تقريبا  وهي المدة التي قضيناها  علي متن  السفينة تمخر بنا  عباب البحرين الأبيض والاحمر  وصولا الي الخليج  وذكريات تلك الاتكاءات  الرائعة  علي مدائن العرب  التي كانت تستقبلنا  شعوبها  بالورود والاهازيج  والكرم  الفياض  وتودعنا بمثل  استقبالها  ووفودها تتبعنا بهدايا  شعوبهم  الي العراق وشعبه ....لاول مره بعد كل هذه المده الطويله نري  طيور السمان البيضاء  والنوارس تحلق  في السماء  !!... يا الله.  كم كانت سعادتنا كبيره  وغامره  وهي تنبأنا  بقرب بلوغنا  ارض العراق !!...نزل  الدمع هطالا  من الاعين المشرئبة  الي السماء !! وكأنا بنا  وقد اتينا من غيابت الجب  لتلتقطنا اليابسه !!.....مشاعر الفرح الفياض  تختلط بحزن كبير ونحن نري بام اعيننا  ماذا  اعد وينتظر العراق  وشعبه من غدر ومكر  وسوء منقلب !!........فرحتنا ببلوغ اليابسة  قتلتها دموع  النسوة ....الكل يبكي   والكل يحتضن  الكل  وكاننا في تلكم اللحظات  قد تكشف الغيب امامنا  واستدبرنا من امر العراق  ما استقبلناه !!.......شق سكون الخليج  طلقات مدافع !!....ماهي الا لحظات  قليله  وحلقت مروحيات  عراقيه  حربيه علي ارتفاع منخفض  جدا. تلقي علينا  بوكيهات الورود والأزاهير  ورسل السلام.  من علي سفينة السلام  بن خلدون من علي السياج والسطح  يلوحون باعلام  العراق العظيم  واعلام بلدانهم  ودموع الفرح الغامر  والحزن الكبير  تختلط ببعضها البعض !!.. تاتلق مشاعر  دافقه !!  الكل يبكي  والكل  يحتضن الكل في مشهد درامي  مؤثر  يجسد  بكل العفوية والتلقائية  معاني التآخي  والتعاضد  والتآذر  الذي ترجمته تلك الرحلة  ونحتاجه كشعوب عربيه لتنهض بلادنا وتزدهر !!!......ضجت مياه الخليج  الإقليمية  لدوله العراق  بالقوارب  الحربية  وسماؤه بالمروحيات  وما زالت  طلقات المدافع  تدوي  وتزداد حدتها  كلما اقتربت  بن خلدون من ميناء ام قصر ....!! مياه الخليج  قرب الميناء العراقي  ازدانت بالورود  والأزاهير  التي ألقت بها  المروحيات ...مكبرات الصوت الداخلية  للسفينة تنبأنا  ان المهيب صدام حسين  كان  من اوائل مستقبلينا  علي ميناء ام قصر ...لكن طارئ  متعلق باستعدادات  ام المعارك  جعل من نائبه طه يس رمضان  ان ينوب عنه ....هكذا استقبلت  شارات لاسلكي السفينة ذلك  وبمشاركه  كبار قاده الجيش العراقي  وسفراء الدول العربية  والملحقين العسكريين  بها .....وعلي بعد امتار قلائل  من شاطئ ام قصر  زفت بن خلدون  كعروس ليله زفافها  وهي تطلق  صافرات النصر .....مجموعات كبيره  من القوارب الحربية العراقية  تحيط بنا من كل جانب  ونحن نلوح لمن عليها  بالأعلام  ويبادلوننا  قبلات المحبه  والوفاء  علي الهواء باياديهم  الملوحة لنا بعلامات النصر !!...  ما زالت الدموع الغزيرة ...دموع الفرح  تنزل من الكل  وأهازيج النصر  تمجد العراق وشعبه  والبطل  صدام حسين  وتنطلق الزغاريد  مع اخر لحظه  تستوي فيها بن خلدون  رسوا علي ميناء ام قصر .....أصوات  المدافع تدوي وهتافات الرجال  تختلط بزغاريد النسوة  والهتاف للمهيب !!.......كان احتفالا  كبيرا ورائعا  للغاية نحرت فيه  الذبائح  وألقيت الكلمات الرسمية  بدأها  نائب الرئيس العراقي  طه يس رمضان  الذي القي كلمه ضافية  انابه عن صدام ......كان التعب والرهق  قد بلغ بنا  مبلغه ....اقلتنا الطائرات  بعد انتهاء  مراسم الاحتفال  الي العاصمة بغداد  التي وصلناها  مع مغيب   شمس ذاك اليوم  لنجد استقبالا اخر  اكثر حفاوة وترحيبا !!..احتضنتنا بدفء  كبير غرف  فندق الرشيد  الفخمة  لنبيت ليلتنا  متخمين بحب العراق  وشعبه وصدامه  الأسد الصهور !!......صباح اليوم التالي  رئيسه الاتحاد النسائي العربي  ورئيسه  وفود السلام  علي سفينة السلام. الرفيقة منال يونس  تخبر البعض  منا برغبه  صدام في مقابلتنا  باحد قصوره  ببغداد ......وقفت  حافلات بدون لوحات  او اي اشاره  تدل عليها  ذات ستائر سوداء غطت نوافذها بالكامل ...حتي الزجاج  الأمامي للسائق  غطي بالكامل  بقماش اسود  اللون عدا  جزء صغير  ليتبين السائق طريقه  !!... قبل صعودنا غطت  اعيننا بعصابات  قماشيه  سوداء ايضا ...صعدنا بعدها  الي السيارات  التي أمضت وقتا ليس بالقصير  من فندق الرشيد  في قلب العاصمة بغداد  الي وجهتنا ....قصر صدام حسين !!......وقفت الحافلات  وكان هناك من يساعدنا  علي النزول  ويمسك بايادينا !!.. لحظات  وفكت العصابات  من أعيننا  لنجد انفسنا  امام فتيات رائعات  هنأننا  بسلامه العوده والقن علي مسامعنا  عبارات الثناء والشكر ......كان تفتيش دقيق للغاية  قمن به هؤلاء الفتيات.  من أخمص شعر رؤوسنا  وحتي أصابع القدمين  بعد ان وقفنا امامهن  الا من ورق التوت !!!!........تفضلن  قالتها بعضهن  بعد ان ارتدين ملابسنا  واذا برهط من رجال الامن   ونسائه  يحطن بنا من كل جانب  داخل احد الصالونات  الفخمة جدا التي سقنا اليها....اكثر ما لفت نظري  تلك الصورة الضخمة  والعظيمة  علي الحائط  تجسد شجره  العائلة للمهيب صدام  حسين....جزعها الاسفل  كتب عليه بماء الذهب الخالص  علي بن ابي طالب  كرم الله وجهه ... واخر فروعها العلوية  نقش عليها اسم صدام وولداه...عدي وقصي.  وحفدته !!...يا الله !!!... لم اكن اعلم  ابدا  انه سليل  بيت النبوة !!.......المهيب صدام حسين......صوت مجلجل  وكلنا انتباه نحو مصدره.  وقد قطع عليا  افكاري  وجميع من اصطف معي  لتأمل شجره  عائله صدام !!......الزغاريد انطلقت مجددا  والأهازيج ملأت المكان ....اطل المهيب  صدام حسين .......يا الله !!!...انه لمشهد يوم عظيم !!.. لم تستطع اي منا  ان تسيطر علي مشاعرها ...نحيب وبكاء.  ودموع ....فرح لا يوصف !!......انه هو بشحمه ولحمه  وهدوئه  ونور وجهه الصبوح الذي غطي وملا المكان !!!......استقبلنا ببشاشة كبيره وابتسامه حب عظيمه ترتسم علي محياه  سال عنا.  واحده. تلو الاخري ومن اي البلدان. وماذا نكون....الخ...ابدي حفاه اكبر بنا كممثلات لوفد السودان بل طلب ان نشاركه نحن فقط تناول الطعام معه علي الطاولة....تحدث لنا حديثا طويلا عن بلادنا وشعبها وقيادتها انذاك.....حديثا طيبا رائعة كروعته ...بعد ذلك القي كلمه للكل ...رزينة ضافية ...رائعة  ومن شده سكون  المكان ...ولا حركه  او حتي صوت أنفاس  تعلو او تهبط !!... فقط صوته الهادئ  جدا والرزين للغاية  يتغلغل  في مسم جلودنا  قبل ان يصل الاذان !!... تحدث طويلا !!!.... وقال كثيرا ....وكأني به  وقد انكشف الغيب امامه ....!!  كيف لا  وهو  سليل بيت النبوة !!...حفيد  الامام علي بن ابي طالب  بن عم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم .......حدثنا حديث العلماء   بل اكاد ان اجزم  بانه حديث الأنبياء !!... فقال. مما قال.  ووقر في القلب .......خذلان  الأشقاء من العرب مذله !!.. لكني موقن بعدالة السماء .........قد يقتلني الأمريكان   ولكني  اجزم ان قاده العرب  سوف تقتلهم شعوبهم !!...او هكذا قال !!!... .....ويبقي لقائي به  ووضع يده علي كتفي في حنو بالغ  وهو يستمع الي بعد ان زين صدري بنوط الاستحقاق العالي  الذي اخبرنا  انه يقلده لنا لشجاعتنا  وبإيمانه العميق ان شراره ام المعارك  انطلقت منا.   لحظه  مواجهتنا  لقوات الاستكبار العالمي  المارينز والكوماندوز  الامريكيه  ونحن عزل  الا من الإيمان بالله ورسوله والعراق وشعبه  ويبقي ذاك اللقاء  التاريخي  مع المهيب صدام حسين ...أسد العروبة الهصور. صفحه مضيئة في حياتي.......!!..

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق