الأثنين, 10 فبراير 2020 01:55 مساءً 0 492 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

ارفعوا الدعم.... وابسطوا هيبة الدولة!

عاد المتظاهرون مجددًا لإضرام النيران في إطارات السيارات في الشوارع بعد إغلاقها وتتريسها.... شهدت ذلك عدة مدن سودانية   والأدهى والأمر ما جاءت به الأخبار من ولاية نهر النيل بأن تجمع المهنيين  قام بعزل والي الولاية وشغر المنصب تبعًا لذلك.. بقي ده اسمو كلام؟ في حين توقفت عدة مخابز عن العمل نهائيًا بسبب نقص كمية الدقيق المصدق بها... كيف نستطيع هضم كل هذه الفوضى  التي يقوم بها أفراد ينتمون إلى تجمع المهنيين وأخذهم القانون بأيديهم  وعزل من يريدون عزله وفعل ما يرونه مناسبًا. هل الشرعية الثورية التي يتدثرون بها تعطيهم هذا الحق؟
يجري كل ذلك تحت سمع وبصر الحكومة بينما تحتضن جوبا مفاوضات السلام السودانية التي تتقدم حينًا وتتراجع أحيانًا.... بافتراض أن تعيين الولاء وأعضاء المجلس التشريعي رهن ببلوغها غاياتها لتستكمل بعدها هياكل الحكم....... العاصمة الخرطوم لم تكن أسعد حظًا من الولايات فقد عادت إلى الواجهة وبقوة صفوف الخبز  في ظل انعدامه كليًا في بعض الأحياء.. في مدينة الخرطوم بحري ظل المواطنون بأحياء المزاد وشمبات والشعبية  بل وامتد ليشمل أحياء شرق النيل يقفون الساعات الطوال أمام المخابز ليحظوا بقطع صغيرة الحجم والوزن لا تكاد أربع منها تسد جوع طفل في مرحلة الأساس... بينما شمل الإغلاق عددًا كبيرًا من المخابز بمختلف الأحياء التي لم تشهد منذ أمد بعيد أزمة في الخبز بهذا التطاول والتداعي واستعصام الحل بعيدًا عن أيادي المسؤولين. في وقت تشير فيه أصابع اتهام إلى فلول نظام الإنقاذ بتعميق الأزمة والعمل على استفحالها بدفعهم أموالًا  لموظفين بشركات للغلال للإضراب والتوقف عن العمل  حتى لا تراوح الأزمة الطاحنة مكانها.... توزيع الدقيق المدعوم ارتفع في الخرطوم والولايات في الآونة الأخيرة من 53 ألف جوال  إلى 73 ألف جوال يوميًا بينما أعلنت قوى الحرية والتغيير عن تسلم وزاره التجارة  والصناعة 73 ألف جوال دقيق من الشركات وقدرت حاجة البلاد الفعلية من الدقيق يوميًا بنحو 80 ألف جوال...... أزمة الخبز بالبلاد مفتعلة  بالدرجة الأولى  ويقف وراءها  من يريدون  لي عنق  الواقع والعودة إلى الوراء حيث جف الضرع لديهم وتوقف الضخ في الشرايين النتنة التي أذاقت الناس كؤوس المذلة والهوان والانكسار والمسغبة  طوال ثلاثين عامًا...... ما يسمى بالدولة العميقة  لفلول النظام البائد  تعمل بكل ما أوتيت من مكر ودهاء وسوء خلق لخنق الحكومة وتركيعها وإفشال فترة الانتقال يساعدها في ذلك بطء تحرك الحكومة  باتجاه إزالة التمكين وفقد البوصلة في أحايين كثيرة باتجاه الحل....... إذا كان المواطن  يقف  معظم وقته بحثًا عن الخبز ويدفع دم قلبه في قطع لا تسمن  ولا تغني من جوع فلماذا تكابر الدولة وترفض اللجوء  للخيار الصعب شكلًا  والمقبول موضوعًا....... رفع الدعم عن دقيق الخبز يصب في مصلحة الوطن والمواطن بشكل كبير وينهي معاناة الناس في السهر والوقوف ساعات طوال أمام المخابز ويأتي الفرج للكل حيث يحد ذلك من تهريب الدقيق إلى دول الجوار وبالتالي يرضي اتحاد أصحاب العمل قطاع المطاحن الذين هددوا مرارًا بالتوقف عن العمل في ظل خسائر مادية باهظة يتكبدونها....... فرض هيبة الدولة من أبجديات وأولويات المرحلة كيلا يطمع الذي في قلبه مرض...
 على قوى الحرية والتغيير ألا تتجاوز الخطوط الحمراء  وتعمل من حيث تدري أو لا تدري مع أعداء الثورة لتقويض الفترة الانتقالية..... أخذ القانون باليد يجب أن يجد المحاسبة الفورية والرادعة من قبل الحكومة فالحرية لا تعني الفوضى التي نراها تتمدد وتتسع في ظل عدم وجود كوابح لها.
 أبسطوا هيبة الدولة يا هؤلاء وارفعوا الدعم ليتوفر الخبز ويسد الطريق كليًا على الطامعين والمتلاعبين بقوت الشعب وأمن الوطن.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق