الثلاثاء, 11 فبراير 2020 02:56 مساءً 0 741 0
تأملات
تأملات

جمال عنقرة

من آل عبدالعزيز. .الي أهلنا في مصر شكرا جزيلا

قبل نحو عشر سنوات تقريبا أثناء اقامتي في مصر في تلك الفترة اتصل بي صديقي العزيز الراحل المقيم صلاح مطر، جد الشهيد محمد هشام صلاح مطر وأخبرني أن صديقنا الحبيب الفنان الجميل عبد العزيز المبارك يرقد مستشفيا في أحد مستشفيات ام درمان الخاصة، وأنهم لم يطمئنوا علي التشخيص، ولا يرضون عن تحسن حالة عبدالعزيز، وقرروا نقله الي مصر، ثم اتصل بي في ذات اللحظات الحبيب ابن الحبيب، الغالي ابن الغالي الزعيم ابن الزعيم، أخي وابن أخي الزاكي التجاني محمد إبراهيم، وقال لي ذات ما قاله عزيزي صلاح مطر، والحبيبان أحلامهما أوامر، ثم أن صلتي بعبد العزيز، وأفضاله علينا لا سيما ايام إقامته في السعودية تدفعنا لأن نكون في استقباله حفاة مشمرين، وهكذا استقبلنا عبد العزيز في مصر في تلك الرحلة الاستشفائية.
وما أن وصل عبد العزيز أرض الكنانة وبدأ مشوار العلاج بدأت صحته تعود الي أحسن حالاتها، ولم تكد تمر ثلاثة أيام حتى اكتمل شفاء عبد العزيز، والناس الذين كانوا يعودونه للاطمئنان علي صحته، صاروا يتسابقون إلي داره التي صارت ملتقي للأحباب والأصحاب، وكنا نلتقي في شقته بشارع أحمد عرابي في المهندسين بصورة يومية، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية في مصر السفير ادريس سليمان، والمستشار الثقافي الدكتور إبراهيم محمد آدم، والمدير الإقليمي لشركة الخطوط الجوية السودانية في مصر ياسر تيمو ثاوس  والكابتن عبد المنعم شطة نجم الكرة السوداني الأشهر في مصر في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ونجم الصحافة والمجتمع الراحل المقيم أخي وزميلي الذي افتقدته كثيرا زين العابدين احمد محمد، والعمدة بكري النعيم، ورئيس مكتب المؤتمر الوطني في مصر في ذاك الزمان الدكتور كمال حسن علي، ونائبه وليد سيد محمد علي، ورئيس الجالية السودانية في مصر الدكتور حسين محمد عثمان. وما لا أنساه أبدا أن عبد العزيز بعد أن اكتمل شفاؤه اقترح زيارة سيدنا الحسين رضي الله عنه، والصلاة في مسجده المبارك، فذهبنا معه برفقة زوجته مها، ولما فرغنا من الصلاة وهممنا بالعودة، غلبنا حيلة في عبد العزيز الذي صار يسلم علي السودانيين في الحسين وخان الخليلي والموسكي والعتبة فردا فردا، ويسأل كل واحد عن حاله وأحواله، والأهل في السودان، والأولاد وكل العقاب، حتى أن مها اجهشت بالبكاء من شدة الاعياء والتعب، ولكن هذا هو عبد العزيز، وهكذا كان يعامل جمهوره ومحبيه.
ويوم أمس الأول زارني في مركز عنقرة للخدمات الصحفية أخي وقريبي، وصاحبي، الحبيب محمد عكاشة، وأكثر ما أسعدني في حاله أنه يستخدم هذه الأيام الرقم 09123 وهذه دلالة فرح عندي، وزاد من سعادتي أنه شرع فورا في نقل عموده الصحفي المتميز (شروق) الي صحيفتنا الإلكترونية (المدنية) ولكن وكما يقول أهلنا المصريون  (الفرح ما يكملش) فرن هاتف ابو عكاشة لينقل إلينا الخبر الفاجع المحزن، وفاة حبيبنا الغالي الفنان عبد العزيز المبارك في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.
اتصلت بالأخ الزاكي التجاني فوجدت هاتفه مغلقا، فاتصلت بالصديق الحبيب شيخ العرب حق وحقيقة محمد شيخ العرب، (تكتك) فوجدته قد سمع بالخبر لتوه، وليس لديه أي تفاصيل، فاتصلت بصديقي وأستاذي الموسيقار الدكتور عبد القادر سالم نقيب الفنانين فلم يرد، وفي هذه اللحظات علم الأخ محمد عكاشة من عزيزنا مخرج الروائع شكر الله خلف الله أن الفنانين يقيمون عزاء في دارهم بأم درمان، فذهبنا الي هناك، وكان همي قبل العزاء الإطمئنان علي حال الجثمان والذين يرافقونه في مصر، حتى إذا كانت هناك مشكلة نسعي الي حلها، فأخبرني أخي وصديقي، ورفقة الدورة المدرسية، وصحبة ام درمان الفنان الإنسان نجم الدين الفاضل أن البلدوزر السفير الفخيم عبد المحمود عبد الحليم اتصل قبل قليل علي صديقنا الفنان الموسيقار الشاعر الدكتور العميد عمر الشاعر وأخبره ان كل الترتيبات قد اكتملت، والجثمان قد وصل الي مطار القاهرة، وسوف يغادر الي السودان بطائرة تاركو التي تصل الخرطوم الساعة الثالثة فجر امس الاثنين، فتقرر أن يكون التشييع الساعة الثامنة صباحا الي مقابر الشيخ حمد النيل، وقد كان.
وبعد ستر الجثمان والعودة إلى بيت العزاء وجدت الذين كانوا مرافقين للفقيد الحبيب في رحلة استشفائه في مصر، تلهج ألسنتهم بالشكر للسودانيين في مصر، فهم لم يفارقونهم لحظة واحدة، وظلوا مرافقين للحبيب الي أن فاضت روحه الطاهرة الي بارئها، وظلوا معهم لحظة بلحظة الي ان ودعوهم في مطار القاهرة، فباسم ابنتي راحلنا المقيم أمل وأمنية، وباسم أمهما مني، وباسم أمهما الثانية مها، وباسم عماتهن آمنة وسامية وسمية وسكينة ورابعة، وباسم أعمامهن الأمين ومحمد، ومحمد احمد، والحبر، وبابكر، وحامد، وأسامة، وعاطف، ومضوي، وبكري، وانور، وباسم كل الأهل والأسرة والأصهار والأحباب، وباسم كل أهل الفن والثقافة والإعلام والصحافة، وباسم كل محبي عبد العزيز ومعجبيه، وباسم أهل السودان الذين أحزنهم هذا الرحيل المر، نقول لأهلنا في مصر شكرا جزيلا، ونخص بالشكر السفير البلدوزر عبد المحمود عبد الحليم، ورئيس البعثة السفير خالد الشيخ، والقنصل العام الوزير المفوض خالد محمد علي، والمستشار الثقافي الدكتور مرتضي، ورئيس الجالية الدكتور حسين محمد عثمان، والعمدة بكري النعيم، والموسيقار الشافعي شيخ ادريس، ورئيس الجالية في العاشر من رمضان ابراهيم عز الدين، والمدير الاقليمي لشركة بدر للطيران في القاهرة معتصم عوض، والإعلامي الزميل المعتق صلاح حسن موسي غريبة، ونسأل الله لراحلنا الحبيب الرحمة والمغفرة.
وفاتني أن أذكر معلومة مهمة كشفها لي اخي الشقيق عادل ابراهيم حمد صهر الفنان الراحل، وهي أن لعبد العزيز يومان يحافظ عليهما، يوم في رمضان يجمع فيه أسرته الممتدة علي مائدة إفطار، وأمسية رأس السنة في كل عام يحيى فيها حفلا في منزله يجمع له كل أفراد أسرته، ويغني فيه كما لم يغن طوال العام، وهذا هو السر وراء اختفاء عبد العزيز عن حفلات طوال مسيرته الفنية، حتى في عز ايام مجده وسيطرته علي الساحة الفنية، فله الرحمة والمغفرة.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق