الأثنين, 02 مارس 2020 00:33 مساءً 0 364 0
تاملات
تاملات

جمال عنقرة

وزير المالية.. لماذا تدفع الإمارات والسعودية؟«2-2»

اليوم يتم إجلاء الطلاب السودانيين من مدينة ووهان الصينية الموبوءة بمرض كورونا الفتاك بمبادرة من ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، دون أن يطلب منه أحد ذلك، ولكنه الإخاء الصادق.
والدول الشقيقة التي تدعم السودان تفعل ذلك بلا من ولا أذي، بل يقولون أنهم يفعلون ذلك من باب رد الجميل، فهم يحفظون للسودان والسودانيين قيادتهم وريادتهم في مجالات عدة، ولا أكاد أحصى المرات التي أثني  فيها السفير الإماراتي المحترم حمد محمد الجنيبي علي أستاذنا البروفيسور علي محمد شمو، لدوره العظيم في بناء وتأسيس وزارة الإعلام الإماراتية، وكان الرئيس الراحل جعفر محمد نميري قد أكرم به شقيقه الراحل حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولقد حكي لي الشريف حسين الهندي قصة تؤكد احترام أشقائنا لتاريخنا وماضينا، والقصة رواها له الراحل المقيم المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، ففي اليوم الأول لدخول المشير القصر الجمهوري رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي بعد نجاح ثورة رجب أبريل عام 1985م، دعا المشير محافظ بنك السودان. ووكلاء الوزارات، وسألهم عن الوضع في البلاد، فأخبروه أن البلاد تعيش حالة أقرب للانهيار، فلا يوجد فيها شئ يمكن يسير الحياة فيها لأسبوع واحد، فامتلك المشير الهم والغم، وغادر الي بيته لا يدري ماذا يفعل، فصار يصلي لله تعالي، ويسبح ويناجي ربه، ويناديه، وفي صبيحة اليوم التالي جاء الي مكتبه في القصر باكرا، فاخبره مدير المكتب أن السفير السعودي يطلب مقابلته عاجلا، فلما وصل السفير السعودي أخبر المشير أن العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وجه بتوفير كل احتياجات الحكومة السودانية خلال عام الإنتقال كله، وفيما بعد علم المشير سوار الذهب أنه عندما اذيع خبر تشكيل المجلس العسكري الانتقالي الذي تولي رئاسته كان العاهل القطري آنذاك الشيخ حمد بن خليفة يجلس مع الملك فهد، فأخبر الشيخ حمد الملك فهد بأن رئيس المجلس هذا الفريق سوار الذهب كان له دور عظيم في بناء الجيش القطري، فما كان من الملك فهد يرحمه الله إلا أن وجه بهذا التوجيه الذي أشرنا إليه.
فأين نحن الآن من أولئك الذين كانوا يحترموننا ونحترمهم، فلا يستقيم يا سيادة وزير المالية أن نسيء لأشقائنا ليل نهار، ونتساءل عن المنحة التي كانوا قد وعدوا به، وكان أولي بالسيد وزير المالية أن يتدبر في حديث السيد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو  (حميدتي) الذي عاب فيه إساءة بعض منسوبي الحكومة للداعمين من الأشقاء والأصدقاء.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق