الخميس, 19 مارس 2020 00:19 مساءً 0 484 0
بذرة الحياة
بذرة  الحياة

وفاء جميل

من جوبا سلام ((8))

إكتملت فرحت السودان الجنوبي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية و إزدهت الدولة الوليدة بصرخة ميلاد عهدٍ جديدة يعمهُ التوافق و تجوب في ثنياه الإصطفاف حول الوطن بإعتباره القضية الأساسية للتحولات الجيدة من منصة الحروب إلى آفاق السلام و النهضة ، و لا يطيب الحديث إلاّ أن نبعث صوت الشكر الجزيل لدولة جنوب السودان على مجهودات الوساطة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة ، و نشيرُ إلى أن جوبا بداءت منذ الآن في ترتيبات خاصة للإحتفاء و الإحتفال بسلام السودان و هي في حالة تأهب قصوى و ترحاب لإستقبال الضيوف المشاركين الفرحة من داخل و خارج السودانيِّيِّن ..
و بهذا نبرهن بأن مفاوضات السلام السودانية التي قد شارفت على نهاياتها تسيرُ على محملِ الجِد و العزم على بناء الوطن بأيدي أبناءه الخُلص و على بساطِ الحريةِ و الديمقراطية و العدالة ، و نرى هذه الجِديّة على مستوى القاعدة و المجتمع ككل ، و هم أكثر تفاعلاً و متابعةً مع مستجدات التفاوض و ما يتمخض عنها عقب كل جلسة ، و من الأمثلة الواقعية أننا نشهدُ و بصورة دورية قيام ندوات دامغة و وِرش تفاعلية و منتديات ثقافية داعمة لعملية السلام و مفاوضات جوبا ،إذ يدور محور نقاشاتها حول السلام و سُبل الحِفاظ عليه و العدالة الإنتقالية و كيفية تأسيس بيئة تصلح على تطبيقها و إستمراريتها بدون تحامل أو معوقات ، و كل ذلك يصبُ في مدى أهمية الدعم الشعبي للمفاوضات و مدى الإيمان به كمبدأ قوي يجئ مكملاً لعمية البناء و التنمية ، و إذا نظرنا إلى الجزء الملئ من الكأس سنجد أن أكثر أهداف الثورة الشعبية مطالبة بتحقيقها هي العدالة و السلام لأهميتهم القصوى في تحسين الوضع العام بالبلاد بما فيهم معاش الناس بشكل مباشر..
بالرجوع للمفاوضات نجد أن الحكومة و الحركة الشعبية (الجبهة الثورية) بقيادة عقار ، قد توصلا لإتفاق مبرم على الأحرف الأولى على الوثيقة السياسية الخاصة بقضايا الحكم و السلطات و الصلاحيات في المنطقتين ، و نعتبر هذه خطوة جوهرية متقدمة في مسار تحقيق السلام في السودان ، و بهذا نؤكد أن السلام أصبح مسألة وقت ليس إلاّ ، و أن القضايا القومية المتبقية ستناقش ككتلة موحدة مع الوفد الحكومي فيما بعد ؛ فيما يخص مسار دارفور فإنه كما أشرتُ في متابعات سابقة بأنه الأكثر تعقيداً ، و كما معرف ينضوي تحت لواء الجبهة الثورية،  و لكنه بفضل الجهود المبذولة من كل الأطراف قد تقدم كثيراً و تم إختراق عدة ملفات و الإتفاق عليها منها الثروة و غيرها من الملفات الحيوية التي تعمل على التوزيع العادل للثروة التي لطالما ألحقت ضرراً بالشعب الدارفوري ، و بالتالي تبقى فقط ملف الترتيبات الأمنية قبل التوقيع النهائي للسلام في الوقت المحدد له و هو التاسع من أبريل القادم ، نرجو أن يستمر التفاوض على هذه الوتيرة و أسرع ليأتي الوقت الذي نقدم لهم فيه التهنيئة الخالصة بالوصول للسلام الدائم المستدام ..
و من المعروف أن السلام هو الطريق الصحيح المتفرع من العدالة و الحقوق لإرتباط السلام ببسط الحقوق التي تضمن العدالة ليستبين طريق السلام الموحد ، و من هذه الحقوق يجب أن نسارع بحلحلة قضايا النازحيين و اللاجئين و إرجاعهم لأرض الوطن ، لأنهم عانوا ما عانوا من ويلات التشرد خلال الحروب التي أبعدتهم من ديارهم بلا مأوى ولا أمن ؛ لذلك نجدد الدعوة للرفقاء الذين لم يلتحقوا بركب السلام ، أن القضية الأساسية واحدة ، و يجب التنازل و الترفّع عن الصغائر و النظر بعين الوطنية لتحقيق أهداف النهضة و إستتباب الأمن و تحقيق القومية التي تؤسس للإصلاح بشكل ديموقراطي عادل و شامل ..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق