الأحد, 29 مارس 2020 02:00 مساءً 0 752 0
اللفة الأخيرة
اللفة الأخيرة

يسرية محمد الحسن

البراق.. وليلاه

.من اعظم قصص العرب في الجاهليه قصه العشق والشجاعه....قصه الحب والحرب .....قصه البراق بن روحان  وليلي العفيفه ...!!..البراق بن روحان من قبائل ربيعه الدهماء  من نسل عدنان  وابنه عمه ليلي العفيفه .....البراق بن روحان كان من اشجع شجعان  قبائل ربيعه الي درجه  ان العرب  تكتب في التاريخ  ان اليه  ينتهي  مجد  ربيعه ..البراق  بن روحان  هو ابن عم  وائل  بن ربيعه (كليب )والزير سالم  وهو اكبر منهما عمرا  واقدم منهم  في الفروسيه  وكان هو  قدوتهم  في الشجاعه ..ولان  البراق  اكبر منهما عمرا  فلم يكن كليب  والزبير يخرجان  عن امره ...في ذلك الوقت  كان هناك  في الجزيره العربيه مفهوم السياده المفروضه  من القبائل  العدنانيه ..فكانت القبائل العدنانيه  تدفع الجزيه  للقبائل اليمنيه بمعني ان العرب العاربه  كانو ا يفرضون سيطرتهم  علي العرب المستعربه  اي العدنانيين  الي ان جاء يوم  اجتمعت فيه  القبائل العدنانيه  كمضر واياد  ونزار  تحت رايه  ربيعه بن الحارث  والد  الزير سالم  وكليب ..وقررت القبائل  العدنانيه  وضع حد  لتجبر  القبائل اليمنيه عليها ..ودارت  بينهم معركه  السلان ..وفي معركه السلان هذه  اشتهر  فيها البراق ابن روحان  بانه الفارس الاول  بين قبايل العرب ..وبعد  المعركه  اصبحت  سياده القبائل العربيه  لربيعه  وفارسها الاول البراق ...كان للبراق  ابنه عم  اسمها ليلي ..كانت ليلي  تحب البراق  والبراق يهيم بها عشقأ ..وفي يوم من الايام  جاء البراق  الي عمه  وقال له  بان ليلي. لي  لا تعطيها لغيري ..فقال  ..له عمه  واين  نجد مثلك زوجا  لها. فانت احق  بها وهي لك   عم البراق. كان رجلا تاجرا  واسمه اللكيذ ..وكان صديق  لملوك اليمن  وكان يذهب اليهم  بقوافله التجاريه  في كل عام ..وذات يوم  من الايام  وكان لكيذا قد وصل قصر ملك اليمن ببضاعته...فقال له الملك..يا لكيذ  سمعنا  ان لديك  ابنه اسمها ليلي  تامه الحسن  وكامله الجمال ..فقال له لكيذ  صدقت فلي ابنه  اسمها ليلي. وهي كما وصفت ..فقال له ملك اليمن  انا اريدها  زوجه لابني  فلنجعل من صداقتنا نسبا  بيني وبينك ...لم يستطع لكيذ  رفض  نسب الملك  واستحي  ان يقول له  بانه اعطي كلمه لابن اخيه  البراق ..وامام الحاح  الملك وافق  لكيز  بتزويج ابنته ليلي  لابن ملك  اليمن ..رجع لكيز الي نجد  وقابل بن اخيه  البراق  وقال له  ماجري بينه  وبين الملك ...حاول البراق ان يثني عمه  عن قراره  لكن عمه  رفض  واصر  علي تزويجها  لابن الملك ...فخرج البراق غاضبا  من مضارب عشيرته  وفي الطريق قابل  ابنه عمه ليلي ..فقال لها  يا ابنه العم...اانت راضيه  عن قرار والدك ؟.. فقالت له والدموع تنساب من عينيها.  لست براضيه يا البراق  لكنه قرار ابي  وليس باليد حيله !!.....فقال لها البراق بعد ان ترجل عن فرسه..  اسمعي يا ليلي...بالليل خذي  حوائجك  وانتظريني عند البئر   لأتي  واخذك  واهرب بك  من القبيله ..ولن يلحق بنا احد  من العرب  فجميع العرب  تخشاني وتخاف مني ...رفضت ليلي  وقالت له  ان ما قاله ابي  الذي هو عمك  سيمشي علي.  وعليك  يا براق ..واذا كنت تحبني حقا  فتمني لي السعاده  مع  من كنت  واينما  كنت ..فلن اهرب  معك  وافضح ابي  بين العرب ....ومنذ ذاك اليوم سميت  ليلي العفيفه  لانها رفضت  الهرب مع بن عمها ...غضب البراق  وكره قبيلته  واعتزل  العرب كلها  فخرج الي الجبال  وهام علي وجهه ..وعتب علي  قبيلته  التي لم تثن عمه  عن قراره  وحز في نفسه  ان القبيله  تحتاجه فقط  في الحرب  وعندما يحتاج  هو قبيلته  للتدخل ومؤازرته لدي عمه. لم يتدخل احد !!.. ولم يسانده احد ...ومرت الايام.  والراق في عزلته بين الجبال وحيدا.  هائما.  لا يعرف نهاره من ليله.  وقد اشتد عليه الوله والضني.  وحب ليلي ابنه العم هزم رباطه جاشه وقوه عزيمته.  وباس شكيمته !!... وهو بهذه الحاله المزريه من سيطره عشقه لليلي عليه.  اذا بالحرب تنشب  بين قبيلته  وبين قبائل  طي  وقضاعه  وهي من القبائل الاقل شانأ من قبيلته   وكان يقود قبيله ربيعه  في المعارك  وائل ( كليب) واخوه الزير سالم ..فكانت الغلبه  لقبائل طي  وقضاعه  واستنزفوا  قبيله ربيعه ...فكانوا اكثر عددا منهم.   وسمع البراق. بكل ذلك. من الرعاه   ولم يحرك فيه ساكنا !!..رغم سماعه ان  قبيلته وابناء عمومته  يقتلون  ويموتون يوميا ...لكنه كان غاضب  من قبيلته  ولم تحدثه نفسه بالتدخل  ولم تحثه رجولته  للتحرك لنجده اهله    فتعبت  قبيله بن ربيعه  وزاد فيها عدد القتلي  ولم تستطع ان تتحمل اكثر من ذلك ...فقرروا  الارسال في طلب البراق  وقالوا له  ان لم نعد  نتحمل اكثر  فانجدنا  يا براق  قبل ان نهلك ...فطردهم  البراق ورفض العوده معهم وهنا  ارتكبت قبائل طي  وقضاعه  غلطه عمرها  فكتبوا الي البراق  رساله يشكروه فيها لعد تدخله  في الحرب  ووعدوه بان يرسلوا له هدايا  ثمنا لموقفه  المحايد !!.. لكنه البراق ...وقد استفذته رساله العدو له  بانه تخلي عن اهله وقبيلته وعشيرته. وقت الشده  والحوجه  وبان المال الموعودبه ثمنا لخيانته تلك..!!... ركب البراق فرسه  الشبوب  وعاد الي قبيلته  ليقود الحرب بنفسه  وهو يردد ابيات الشعر التي يقول فيها ؛ اذا لم اقد خيلي  الي كل ضيغم ..وأاكل  من لحم  العداه واشبع   فلا قدت  من اقصي  البلاد طلائعا ..ولا عشت  محمودا» والعيش  موسع !!.فاصطف الجيشان  وصاح فرسان ربيعه  وهم يرددون : براق  سيدنا  وقائد خيلنا ..وهو  المطاع  في المذيق  الجحفل ...بدات المعركه  وبحث البراق عن زعيم قبيله طي  واسمه النضير  الذي كتب له الرساله  وقال له تقدم. وهات لي بالهدايا  كي اتخلي عن  ابناء عمي ؟..ساقطع راسك  واقدمه هديه لعمي ..وبالفعل  قدم البراق  راس النضير  زعيم اعدائهم  هديه  لكليب ...كسرت طي  بعد مقتل  قائدهم النضير  وفرت قضاعه  وغنمت ربيعه  منهم غنائم  كثيره   ورجع البراق  مع قبيلته  وعينوه زعيما  لهم  لكن ليلي التي احبها  كانت قد ارسلوها  الي ملك اليمن  ولكنها وهي في الطريق  تم خطفها  من قبل فرسان لقبيله  اياد  من عدنان  واهدوها  جاريه  لاحد ابناء  الاكاسره  ملوك فارس !!..فاحبها  ابن كسري  لشده جمالها ..حاول معها  الفارسي فرفضته ...فاغراها بالزواج  ورفضت ايضا  فعذبها عذابا شديدا  واستمرت في رفضه ...في ذلك الوقت لم تكن قبيله  ربيعه تدري  ان ليلي  مخطوفه ..وكانوا يعتقدون  انها في اليمن   وملك اليمن يعتقد  انها ما زالت  في قبيله اهلها ..فكل طرف  يعتقد انها عند الاخر !!.. لكنها في الحقيقه كانت في بلاد فارس   فحدث ذات يوم  انها صادفت  راعي  علي اطراف  القصر  الذي كانت اسيره  فيه  في بلاد فارس  فسالته انت عربي؟ فاجابها نعم  انا عربي  فقالت له  هل تعرف البراق بن روحان ؟..قال لها ومن لا يعرف البراق  اشهر فرسان العرب  واشجعهم  فقالت له  ساقول لك قصيده  وانقلها للبراق ...فانشدت ليلي  علي مسامع  الراعي قصيده  تستنجد  بها نخوه  البراق  وكليب  والزير سالم  وجساس  وفرسان العرب كافه !!...فنقل  عنها الراعي  القصيده  التي تقول ليلي فيها .. ألا  ليت للبراق  عين  فتري ..ما ألاقي  من بلاء  وعني  يا وائلا   يا سالمأ  يا اخوتي ..يا جساسأ  أسعدوني  بالبكي  عذبت اختكم  يا ويلكم ..بعذاب في الصبح  والمسا عذبوني  غللوني  أهانوني ..ضربوا العفه  مني بالعصا  هيهات  الأعجمي  أن يقربني ..ومعي  بعض حشاشه الحيا !!..اصبحت ليلي تغل أكفها مثل  تغليل  الملوك  العظما وتقيد  وتكبل جورأ ..وتطالب بقبيحات الخنا  واياد  خسرت صفقتكم ..ورمي المنظر  من برد العما!!..الي نهايه القصيده  التي استحثت فيها  نخوه قبيلتها  وشرف  ابناء عمومتها  الفرسان  وبالذات هي موجه بالدرجه الاولي الي حبيبها البراق !!.. فلما وصل الراعي  الي قبيله  ربيعه  والقي عليهم  القصيده  لم ينتظر الفرسان  انتهاءه منها  حتي ركبوا  خيولهم  وركضوا مسرعين  الي بلاد فارس  ولحقت بعم  قبائل مضر  من تميم  وهوزان  وغطفان وعبس  وقال وائل بن ربيعه (كليب)  في نخوه  قبائل مضر  قصيدته  الشهيره  التي يقول في مطلعها : وان  تتركوا وائلا  للحرب يا مضر ..فسوف يلقاكم  الذي  لاقيها  فأبلغوا  بني الفرس  عني حين  تبلغوهم ..وحييوا كهلان  أن الجند  عافيها ...فقاد البراق  فرسان  القبائل العربيه  حتي دخل  الي ارض فارس ..فبدأت المعارك  الطاحنه  بينه  وبين ابناء  الأكاسره  بين كر وفر ...وفي يوم من الايام  اثناء احدي المعارك  زاد الفرس الطين بله  فقتلوا  اخوه غرسان  وكان البراق يحب. اخاه غرسان  حبا عظيما  فاصبح ثأ ره  عند الفرس ثأريين !!.. فجمع البراق فرسانه  وكر علي  جنود الاعداء  كره واحده وهو ينشد قائلا :...صبرا  الي  ما ينظرون  مقدمي  اني  انا البراق  فوق ألادهم لأرجعن  اليو ذات  المبسم  بنت  لكيز  الوائلي الأرقم  !!...طحن البراق جيش الفرس  وكسر جنودهم  واقتحم اسوارهم  وحرر ليلي  منهم بالقوه ..هزم  الفرس وعاد منتصرء  محررأ حبيبته ليلي    وعندما عادوا  للقبيله  زوجوهو ليلي العفيفه ..ليلي التي رفضت  ان تهرب  معه حفاظأ  علي شرف  أبيها ...فذهب  الي بلاد فارس  وجلبها  عروسا له  علي جماجم الفرس !!... ومن هذه الحادثه سمت العرب  ليلي. بليلي العفيفه !!...انها قصه  من قصص  تاريخ العرب ...فصه الحب  والحرب ....قصه البراق وليلي !!.........

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق