الاربعاء, 05 أغسطس 2020 02:00 مساءً 0 507 0
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر

 من دخل بيته فهو آمن

ليس هناك شخص عاقل يقبل ماحدث من فوضي امام منزل الاستاذ الاعلامي  الكبير جمال عنقرة ثالث ايام عيد  الاضحي حيث تجمع بعض افراد مقاومة منطقة الحتانة  وبداوا في قرع الطبول والهتاف أمام بوابة البيت فليس من اختصاص لجان المقاومة التجمهر امام منازل المواطنين بحجة حماية الثورة كنا  في السابق ندافع تلك اللجان التي شاركت في اعمال التظاهر ضد النظام الضلالي المقبور ولكن بعد سقوط النظام السابق كنا  نطمع في احتواء الحكومة لهم ورعايتهم والاهتمام بفكرة لجان المقاومة نفسها حتي يقوي عودها وتنهض بمهام وطنية كبيرة في اصحاح البيئة و صيانة المدارس والمستشفيات وتفقد الاسر الفقيرة المتعففة وغيرها من الاعمال الانسانية الجليلة التي خرجت من اجلها جماهير الشعب السوداني ولكن بكل اسف انحرف مسار بعض اللجان عن جادة الثورة التي رفعت شعار حرية وسلام وعدالة  اذا ليس هناك مبرر واحد يمنح لجان المقاومة بان تنصب نفسها  حرس ثوري علي غرار ما كان يحدث في المانيا النازية  حيث لعب  الجيستابو  او البوليس السري الألماني. خلال الحرب العالمية الثانية، لعب دورًا رئيسيًا في الخطة النازية لإاعتقال المعارضين  لعل من أهم صور تعسف الغيستابو يتمثل في سلطة الجهاز السري في احتجاز الأشخاص بدون دعوى قضائية  وبما ان اهم شعار لثورة ديسمبر يتمثل في كلمة  العدالة اذا ينبغي الالتزام بها وعدم تخطي الحدود وعلي لجان المقاومة ينحصر دورها  في ابلاغ الجهات الرسمية في  حالة رصد اي حالة تمس امن البلاد او اي حركة مريبة لفلول النظام الضلالي المقبور .
وهنا نلقي اللوم علي حكومة السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بتجاهل لجان المقاومة كان ينبغي  احتواء هولاء الشباب والاستفادة منهم في كثير من الاعمال التي يمكن ان تخدم مصالح الشعب وتدريبهم علي كثير من المهام الأساسية التي يمكن ان تساعدهم علي كسب سبل العيش فالكثير من هولاء الشباب يعاني من انعدام فرص العمل  بالتالي يقع علي  عاتق الدولة واجب خلق فرص العمل لهم وكحل لذلك يمكن طرح فكرة الاستثمار الزراعي وذلك بمنح كل واحد منهم مشروع زراعي بواقع واحد فدان وتقديم دعم  لهم عبر البنك الزراعي من حبوب وتقاوي  حينها سوف تثمر تلك الخطة عن الالف من المساحات الخضراء التي سوف تنعكس خير وبركة علي الاقتصاد الوطني المنهار. فالبلاد تعاني من مشاكل عديدة في الانتاج حيث تبين ان الشعب السوداني بات مستهلك وليس منتج بالتالي ذلك قد يقود في المستقبل الي شبح الافلاس النقدي للعديد من المواطنين خاصة بعد تسبب جائحة فيروس كورونا في فقدان العديد من المواطنين لوظائفهم وزاد الطين بلة ارتفاع تكلفة المواصلات العامة بشكل لم يسبق له  مثيل  في ظل صمت القبور لدي الحكومة التي لم تحرك ساكناً اضافة الي ارتفاع الأسعار بشكل غريب تلك الاسباب الحقيقية هي من تقف خلف التفلتات التي تحدث هنا وهناك في ارجاء البلاد وماحدث في منطقة الحتانة  ماهو الا انعكاس للواقع المعاش  
ان لجان المقاومة نفسها  كانت ضحية   لطموح بعض الساسة الذين تسلقوا علي اكتافهم للوصول إلى مقاعد السلطة وبعدها سرعان ما تنكرو  لهم  والا لماذا لم تبادر الحكومة حتي الان  الي عقد موتمر لبحث قضايا لجان المقاومة اوتحويلها الي اجهزة رقابية تتمع بحماية الحكومة.
تظل السياسة لعبة قذرة  ولكن يجب التوقف كثير عند حادثة منطقة  الحتانة التي وقعت  بمنزل الاعلامي الكبير الاستاذ النور عنقرة الذي جمع منزله عدد من الضيوف في مناسبة اجتماعية خاصة به وكان ملفت للنظر بيان مجلس السيادة الذي ادان ماحدث وهو بلا شك تصرف مسؤول وقد اتي في وقته المناسب ولاسيما ان هناك تسريبات لهتاف من بعض افراد لجان مقاومة الحتانة تجاوزت حدود الادب مع الفريق الكباشي ضيف الاستاذ جمال عنقرة في منزله تظل العادات والتقاليد السودانية موضع احترام وتقدير وللبيوت حرمات وحتي القانون يمنع  دخولها الا بامر قضائي يمنح للشرطة ويكون ذلك برفقة عقلاء من سكان الحي وذلك لمكانة حرمات الناس ، لذلك علي الحكومة المدنية بحث مستقبل لجان المقاومة واحتوائها حتي لا تفلت الامور عن السيطرة
ترس اخير 
السودان في حوجة  الي عقد موتمر للتعايش السلمي والسلام الاجتماعي وقبول الاخر فهناك  بعض الناس من تسري فيهم  روح الجهوية والعنصرية والاستعلاء ولا شي يردعهم الا القانون لذلك ينبع  اصدار نصوص قانونية  تدين العبارات العنصرية وتغلظ العقوبة  فالسودان الان مثل كومة قش ومجرد عود ثقاب واحد كفيل بتحويل البلاد الي ركام وصدق  السيد النائب الاول لرئيس مجلس السيادة سعادة الفريق اول محمد حمدان دقلو عندما  قال محذراً من مجموعات لم يسمها تسعى لتدمير البلاد، حيث ابدي مخاوفه من ضياع الوطن وقال "البلد دي لو اتفرقت ما بتلم تاني".

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق