الأحد, 23 أغسطس 2020 03:05 مساءً 0 579 0
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر
المتاريس : علاء الدين محمد ابكر

حميدتي بمثل ما كان فارس للحرب الان صانع للسلام

ادخر الله حميدتي للسودان ليلعب دوراً كبيراً في رسم مستقبل هذا البلد وربما بلاد اخري فمن كان يظن ان الحرب الاهلية التي اندلعت في دولة جنوب السودان ان تتوقف.

فقد كان الصراع في جنوب السودان يتخذ الطابع القبلي بين قبيلتي الدينكا والنوير وفشلت كل جهود الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد وبعض الدول الاوروبية في اقناع الفرقاء في جنوب السودان في طي صفحة الحرب ولكن سخر الله لهم القائد حميدتي الذي استطاع انهاء الخلاف بين فرقاء الجنوب بكل بساطة متسلحاً بطيبة الشعب السوداني الذي لا يختلف عن معدن اهل الجنوب فالدم والتاريخ واحد حتي وان صارت هناك حدود سياسية تسبب فيها نظام الكيزان المقبور الذي لم يحسن ادارة ملف مشكلة جنوب السودان وقد تحسر الجميع علي عدم وجود شخصية حميدتي في فترة مابعد السلام عقب توقيع اتفاقية نيفاشا في العام 2005م والتي بلا شك كانت تحتاج الي شخصية صادقة تستطيع زرع الثقة بين كل الاطراف انذاك خاصة بعد الغياب الصادم للدكتور جون قرنق من المشهد السياسي ذلك الشخص الوحدوي المشبع بحب السودان واذا كان قدر للسودان ان يتواجد حميدتي في ذلك الزمان ما كان للسودان ان ينقسم الي دولتين شمال وجنوب فهناك تشابه كبير بين الزعيم قرنق والقائد حميدتي كان سوف يصب ذلك لصنع وطن كبير يسع الجميع

استطاع حميدتي صنع سلام جنوب السودان وزرع الثقة التي كانت غائبة بين الفريق اول سلفاكير ودكتور رياك مشار ولذلك استحق ان ينال التكريم من دولة جنوب السودان فمن يصنع السلام يستحق يدون اسمه  في سجل العظماء وسوف يظل ذلك الانجاز خالد في صفحات تاريخ دولة جنوب السودان

لم يقتصر دور حميدتي علي ملف جنوب السودان بل كانت له ادور كبيرة في الجلوس والتفاوض مع حركات الكفاح المسلح فقد خبر الطرفين بعضهم البعض في ساحات القتال وقد ايقن الجميع ان المرحلة القادمة هي احلال السلام بعد غياب الكيزان السبب الرئيسي في بث الفتنة بين ابناء الوطن الواحد فنهج النظام المقبور كان هو تمزيق اواصل البلاد بهتك النسيج الاجتماعي فلايوجد اي سبب بعد الان في استمرار الحرب فالمعركة القادمة هي معركة البناء والاعمار كلنا من ادم وادم من تراب ومايجمع بينا كشعب سوداني اكثر من ما يفرق ولا نعرف تلك الحقيقة الا عندما نغترب خارج البلاد عندها نكتشف محبة بعضنا  فنحن في نظر الشعوب الاخري شعب واحد فالعادات والتقاليد النبيلة هي حصريا علي شعبنا السوداني فهل هناك  اكرم من الانسان السوداني؟

وهل هناك اشجع من الانسان السوداني ؟

وهل هناك اصدق امانة من الانسان  السوداني؟

تشهد لنا بلاد الخليج العربي وغيرها من دول العالم فتلك الصفات النبيلة موجودة  فقط، في صفات ابناء الشعب السوداني بما فيها ابناء الجنوب الذي انفصل عنا سياسياً ولكنه متجزر فينا اجتماعياً فالبرغم من مرور سنوات من الانفصال ولكن لا يعامل الجنوبي المقيم بالشمال علي انه وافد اجنبي رغم وقوع العديد من المعارك في الماضي بين الشمال والجنوب فالشخصية السودانية نظيفة القلب يمكن ان يتشاجر معك السوداني اول النهار وقد يصل حد الضرب ولكنه لن يتردد في دعوتك لتتشارك معه الطعام اخراليوم علي ذلك المنوال استطاع حميدتي طي خلافات الجنوب والان يسعي لتكرار ذلك الانجاز مع فرقاء الشمال وقبلها كان هو راس الرمح في التفاوض مابين قوي اعلان الحرية والتغير والمجلس العسكري الانتقالي ان القبول هبة من الله وهو القادر علي ان يمنحك قبول ومحبة لدي الناس فالبساطة وعدم تعقيد الأمور هي اسهل الطريق لحل كل المشاكل وحميدتي صار اليوم اقرب وجدان لدي حركات الكفاح المسلح والرجل يعمل في صمت لاجل اقناع الاطراف التي لم تلحق بقطار السلام وقد حرص السيد حميدتي. علي  انضمام حركات دارفورية كانت  خارج الجبهة الثورية السودانية بقيادة كل من خميس أبكر ومنصور أرباب وأحمد إبراهيم يوسف إلى مسار مفاوضات سلام دارفور بمنبر جوبا وذلك يعد انجاز كبير فيجب ان لا يكون التفاوض مقتصر على الحركات المسلحة المعروفة فقط وتجاهل الحركات الاخري بل يجب ان يكون سلام شامل يعالج. جزور الصراع. الذي في راي الشخصي لا ينحصر السلام في تقاسم السلطة والثروة فحسب وانما يجب ان يعالج السلام قضايا الصراع الاجتماعي وذلك ببث الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي بين الناس وفرض القانون وهيبة الدولة ونزع السلاح من المتفلتين ويجب ان تشهد الادارة الاهلية تحديث. لتواكب نمط العصر فقد كانت الادارة الاهلية في زمن المستعمر الانجليزي تعمل لاجل ان تكون امتداد لفرض النفوذ الاستعماري بين الناس وذلك بتمكين شخصية الناظر ماليا واداريا حتي يجمع الضرائب ويعاقب الخارج علي سلطات القانون الاستعماري لدرجة كان لايسمح للشخص بعدم السفر او حتي الزواج بدون مباركة الناظر او من يتولي امر الادارة الاهلية في المنطقة وهذا ما لا يمكن ان يتحقق اليوم في عصرنا الحالي لذلك اقترح ان تكون الادارة. الاهلية عبارة عن برلمان شعبي محلي لتندمج فيه كل مكونات المنطقة من قبائل مختلفة ولا تكون العضوية فيه حصر علي زعماء القبائل وانما يسمح لغيرهم من المثقفين والشباب ورجال الدين من نيل عضوية ذلك المجلس الذي اقترح ان يستبدل الاسم من الادارة الاهلية الي اسم اكثر مواكبة ليتخذ اسم مجلس الشيوخ ليتفرع الي مجالس شيوخ محلية واقلمية وقومية لتكون تلك المجالس حارس للسلام القادم لاحباط اي مخطط يستهدف هتك النسيج الاجتماعي

ان القائد حميدتي يستطيع لعب دور الوسيط مابين الحكومة والجبهة الثورية فقد حقق نجاح كبير عندما كان وسيط بين فرقاء جنوب السودان

ولا شك في ان المجتمع الدولي يراقب الاحداث في السودان والمنطقة بالرغم من انشغال العالم بجائحة فيروس كورونا والاكثر.تركيز واهتمام علي ملف السلام هو الاتحاد الاوروبي فقد استطاع حميدتي من الحد من موجات الهجرة الغير مشروعة نحو اوربا من افريقيا ويكاد يكون قد قطع الماء والكهرباء عن تجار البشر واختفت اي مظاهر للهجرة انطلاق من شرق افريقيا مرور بالسودان اذا فالرجل موفق اينما حل وارتحل

ان المواطن السوداني يتطلع الي الاستقرار بعد سنوات من الحرمان والجوع والفقر وقد استبشر خيرا بتوافق مجلسي الوزراء والسيادي واعلان قوي الحرية والتغير علي اختيار السيد حميدتي لتولي رئاسة الالية العليا لمعالجة قضايا الاقتصاد بجانب شقيقه الدكتور عبد الله حمدوك ليعمل الجميع لاجل ارجاع العافية للاقتصاد الوطني والضرب بيد من حديد علي كل مفسد يريد تخريب الاقتصاد عن طريق تهريب الذهب او التلاعب بالاسعار او تخريب المنشات وحرق المحاصيل الزراعية وغيرها من الاعمال الاجرامية والتي تستحق عقوبة الإعدام ذبحا ان الاحكام المخففة لا تمثل رادع لهولاء وليس شرط ان يكون العدو حامل للبندقية بل الذي يدمر الاقتصاد اخطر من ذلك بكثير

 اتمني من القائد الفريق عبد العزيزالحلو الرجوع الي طاولة المفاوضات فمعركة السلام اهم من هدير المدافع وكفي ما لحق باهلنا من دمار وخراب بسبب الحروب التي فرضها علينا النظام الضلالي المقبور

ترس اخير

نبقي حزمة كفانا المهازل

نبقي درقة وطني العزيز

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق