الأثنين, 16 نوفمبر 2020 02:54 مساءً 0 646 0
قلم أبيض: د. عبد الله سعيد بن شماء
قلم أبيض: د. عبد الله سعيد بن شماء

سُكر .. مالح

هناك فرق كبير بين الجوهر والمظهر وكما يقول المثل "ليس كل ما يلمع ذهبا" فقد تكون بعض الأشياء وبعض الأشخاص بها ازدواجية في النقيضين في آن واحد وبات مصير الارتباط بأي علاقة قائم على الحظ والتجربة الخاسرة أو المغامرة الداكنة وأحياناً كثيرة نشبهها بـ(البطيخة).

السُكر والملح كلاهما أبيض بالتالي يجتمعان في الشكل لكنهما يتضادان في الطعم، كذلك اختفت المصداقية والشفافية في بعض العلاقات وانتحرت الحميمية وتصاعدت أدخنت الثقة إلى السماء مكونةً غيوماً بعيدة عن أرض الواقع ، حتى كاد البعض منا يرمي التهمة على الطيبة عند الهزيمة .

يتم توجيهنا باختيار الأنسب لنا وعندما نختار نصطدم بالمواصفات الشكلية، وأوتار العاطفة و الجنيه والدرهم الذهبي، ونريد في ذات الوقت إلى " كوكتيل " إنسان ولا نفقة أصل في ثقافة الاختيار، وكلٌ يدّعي المعرفة، ومن ثم يقع في حفرته هو والسبب " ما أريد الآن " بدون أدنى تفكير للمستقبل ويبقى المستقبل ( فيلم هندي) في مخيلتنا نغير به السيناريو كل يوم وعند أي منعطف، وكذبة وخدعة ونحن تنهشنا الأيام على صهوة الزمن الراحل إلى الندم .

( لو عاد بي الزمن لما) وهنا مربط الفرس يقول المثل العربي " الحرّ تكفيه الإشارة " ولكن هل تميز ماهي الإشارات؟.. أم الرغبات باتت المجس الذي هو معيارك لاختيار الأنسب من الأشياء والعلاقات المستقبلية...!  الحاضر شيء والقادم يحتاج إلى رؤية حقيقية لتخطيط المصير وإلا جرى وادي الوقت وجعلك تسبح مع سعفة نخل على موج الدموع.

وهنا الحق في مهارة الاختيار يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " تنكح المرأة لأربع لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " رواه البخاري، وهذا ليس للذكر فقط وإنما علمنا تميز الاختيار ووضع الهدف المستقبلي لأي شيء، فقد أصبحت العلاقات (سُكر مالح) .

دمتم سالمين 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق