الأثنين, 30 نوفمبر 2020 03:22 مساءً 0 440 0
قلم أبيض : د.عبدالله سعيد بن شماء
قلم أبيض : د.عبدالله سعيد بن شماء

دموع حامضة

يعد البكاء أحد ردود الفعل البشرية الطبيعية، فجميعنا يبكي من حين لآخر، وقد تنساب دموعنا لا إراديًا أحيانًا ،فقد أثبتت الدراسات وجود اختلافات في الطعم والمركب الكيميائي للدموع تبعًا لسبب نزولها فطالما بالعرف ربطنا مفهوم الدمع بالبكاء وأنه مالح .

تجلى الرحمن في عظمة خلقة سبحانه ، حيث أننا أكتشفنا من خلال البحث والدراسة أنه فعلاً للدموع طعم مختلف ويعود ذلك لسبب نزولها فعند الإنجاز والنصر والفوز والنجاح لو أستطعمتها لوجدتها ( عسل ) حلوة المذاق وتطري البشرة وتلمع كفعل العسل على الوجه ، ومن جانب آخر دموع الندم والحزن والخسارة والبكاء على ما فات تكون مالحة جدا وفعلها عكسي وتجفف البشرة وتنهك صاحبها ولا ترحمه فهي تستلذ في بقائها في وجه الباكي وتحاول جاهدة أن تبقى لتثير أعصاب الباكي لضعفة وأستسلامة للدموع المالحه .

كما أن هناك " دموع حامضة " تستخدم  في النفاق والنصب وتمثيل الأدوار وكثيرا ما نجدها كذلك عند الأطفال خصوصا عندما يصرّ الطفل على طلبة أو رفضة لشيء معين فتجده يُغرق نفسه في هذه الدموع الحامضة ولا سيما عند من يمتهن التسوّل والخداع ولكنها سريعة التطاير لكشف الحقائق ولا تعطي مصداقية و لكن حسب  مهارة الأدآء .

أمّا " الدموع المرّة " فهي مرّة في الطعم وهذه حقيقة ولكنها من أغلى وأغنى الدموع والتي تكمن عذوبتها في نتائجها ، نعم أنها عذبة بتفرّد ، يقول رب العزة جل جلالة ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ )) سورة الملك الآية ( 30 ) والماء المعين هو الماء الطاهر المطهر وهذه الدموع المرّة  هي التي تكون في صدق الخشوع وتنهمر عند السجود وتتساقط عند الدعاء وتطهر النفس اللوامة وتجدد صدق التوبة ، هي فعلا بطعمٍ مرّ لأنها تأخذ كل درن معها وتخرجه من النفس التواقة للمغفرة والإستجابة من المولى عز وجل ، من هنا فلنخط مجرى هذه الدموع بقلم أبيض .

Bin_shama@yahoo.com

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق