الاربعاء, 19 ديسمبر 2018 04:21 مساءً 0 282 0
ضد الملل
ضد الملل

آفة عظيمة اسمها الاغتصاب!

 

 

* مشهد أول
قالت لي ودمعة تحاول السقوط غصباً عنها لكنها منعتها بفستانها الجميل وجزء مقدر من إنسانيتها الواضحة: أريدك أن تفسري لي ماذا حدث للمجتمع السوداني وماذا حدث للأسرة وتركت لي الباب موارباً حتى انظر في الأمر على طريقتها في النقاشات، قلت لها: عزيزتي لا أعرف ماذا حدث في مجتمعاتنا فقد حدثت تغيرات كبيرة على كل النطاقات وضرب الاقتصاد المأزوم على كل الجهات وأصبحنا نسمع كل يوم قصة محزنة.
والغريب أن هذه الأفعال تصدر من أعز الناس وأقربهم فهل أصبح الأقارب عقارب كما تقول إحداهن أم أن كفة العلاقات الاجتماعية والأسرة السعيدة المتماسكة قد أكلها غول الحياة القاسية والغلاء وصعوبة الحصول على حلة الملاح إلا بأصعب الطرق.. حقيقة نحن أمام غول اجتماعي يتربص بنا اسمه أزمة الثقة وأزمة العلاقات وأزمة التماسك الأسري والاجتماعي.. سابقاً كان القريب هو الحامي وابن الأصل البار وفتى القبيلة الذي تتغنى له الحكامات في أناشيد الرجولة والفتوة.
ربما لو لم اقرأ هذه الأخبار وسمعت بها (لوجعني قلبي) و(مصراني الأعور ذاتو) على مستقبل أولادنا أكبادنا التي تمشي على الأرض هؤلاء يتعرضون للاغتصاب بلا رحمة من مجتمع تفككت أوصاله بفعل الاقتصاد المأزوم وما تبع ذلك من تداعيات كارثية لحقت بمجتمعنا الآن.. لم تصدق عيوني الحروف وهي تشير إلى اغتصاب طفل مازال رضيعاً تخيلوا طفل عمره سبعة أشهر يغتصبه شاب بكل جراءة وغير هذه الحادثة كثير.. كل يوم نسمع قصة جديدة تدخل إلى قاموسنا السوداني وتجعلنا نتساءل ماذا حدث وكيف ولماذا؟
* مشهد ثانٍ:
صرت أحبذ ألا أسمع ولا اقرأ حتى لا أفاجأ بقصة محزنة تضاف إلى أحزاني.. قتل والد على يد ولده.. قتل امرأة على يد قريبها.. قتل ابن على يد والده.. يا للهول صارت الأمور (جايطة) لدرجة أنك من قسوة الجريمة لن تعرف من القاتل ومن المقتول.. والغريب في الأمر أن سبب الجريمة أو دافعها تافه لدرجة تسترعي الانتباه.. أقول وسأقول دائماً اللهم أحفظنا.. أمين.
* مشهد ثانٍ
في شتاء غريبة ملامحه وفي ليلة طويل حزنها فقدنا شاباً جميلاً شاعراً كتب أجمل الشعر وأعمقه لكنه رحل مبكراً عن دنيانا الفانية وترك لنا فراغاً عريضاً:
بهديك الفوضى.. شجار طفلين في ساحة روضة
بهديك الغربة هتاف الموتى وصمت التربة
بهديك حزنك وستات الفول أثناء الخمشة بعد إذنك
بهديك إحباطي.. لتحيا كلماتك في الخالدين.
نواصل

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق