الأثنين, 22 ابرايل 2019 02:22 مساءً 0 212 0
جنرالات.. في مواجهة الساسة
جنرالات.. في مواجهة الساسة

المجلس العسكري

الخرطوم: الهضيبي يس
ما تزال المقترحات والمذكرات والمبادرات السياسية تنهال على المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الخطوة فتحت الباب أمام العديد من القوى السياسية بالبلاد لطرح رؤاها لحل أزمات البلاد.
انفتاح المجلس العسكري على الأحزاب والاستماع لروشتة العلاج قرأها البعض بأنها محاولة سياسية لاستنساخ تجربة مبادرة الحوار الوطني للرئيس المخلوع عمر البشير إبان عهده وما تسببت فيه من محاصصات على صعيد السلطة.
الأمر الذي دفع بعض القوى السياسية المعارضة لتوجهات ونشاط المجلس العسكري إلى رفض ما يقوم به المجلس العسكري من خطوات سياسية بدءاً من استبعاد كافة الأحزاب التي كان لها سهم مباشر بالمشاركة في حكومات الإنقاذ.
فضلاً عن أن البقاء السياسي سيظل العامل الأقوى على الأرض في إشارة إلى التحالف الذي يضم أحزاب الشيوعي،  المؤتمر السوداني، الأمة القومي، وتجمع المهنيين السودانيين صاحب الفعل الحقيقي لإشعال نار الثورة.
ولكن يبدو أن قيادة المجلس العسكري تمضي في اتجاه مغاير لذلك الذي رسم من قبل الأحزاب السياسية، بتفهم مجمل التقاطعات والكيانات الموجودة وسط المجتمع السوداني بمن فيهم أئمة المساجد والدعاة والشعراء والفنانون ودورهم في إحداث الاستقرار باعتبار ما يحمله هؤلاء الأشخاص من أبعاد  ديمغرافية  وجغرافية بالدولة.
لقاءات رئيس اللجنة السياسية الفريق أول ركن عمر زين العابدين بكافة ألوان الطيف السياسي السوداني لم ترق لهوى البعض خاصة المعارضين والموالين لهم، فالرجل يواجه حملة إسفيرية شعواء رسمت خلالها صورة ذهنية بأنه شخص يقوم بلعب الدور السياسي لصالح بقايا النظام السابق.
مواقف زين العابدين المستمدة من موقف المجلس العسكري  والإصرار على تسليم السلطة في فترة انتقالية مداها عامين من تاريخ تكوين الحكومة المرتقبة وصفتها قيادات المعارضة بأنها مسعى لوضع المتاريس أمام التحول الديمقراطي بالبلاد والانتقال السلس للسلطة، فليس من اختصاصات المجلس العسكري الانفراد بالقرار وهناك شرعية ثورية موجودة على الأرض.
وطبقاً لما سبق فإن التنافس المحموم على نيل مقعد في الحكومة الانتقالية القادمة وكيفية تكوينها أحدث شرخاً بين الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تكن الولاء لنظام الرئيس السابق عمر البشير، والتنظيمات التي تعتبر نفسها صاحبة الفعل الحقيقي والأوحد بإحداث التغيير.
المجلس العسكري بدوره اتخذ من مسلك عدم الإقصاء السياسي لأحد درباً له، وهو ما ظهر جلياً عندما التقطت فلاشات الكاميرات من داخل القصر الجمهوري لقاء الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. علي الحاج برئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي والتفاكر حول مستقبل السودان، ذات الفعل تم أيضاً مع رئيس حركة الإصلاح الآن رئيس جبهة الخلاص والتغيير د. غازي صلاح الدين.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د. صلاح الدومة: يبدو أن المجلس العسكري لديه قراءة مختلفة لتلك التي يعكف عليها تحالف قوى الحرية والتغيير وبقية الأحزاب السياسية من وضع مجموعة قضايا نصب أعينه وذات أولوية.
ويضيف الدومة أن القرارات المتسارعة للمجلس في تتبع جميع الخطوات التي قام بها النظام السابق أمر جيد وإيجابي بصورة قطعية، ولكنه بحاجة أيضاً لمزيد من الجهود ممثلة في إقامة المحاكمات وتكوين الحكومة المدنية بالتوافق مع القوى السياسية، وتوقع الالتفاف حول النظام الائتلافي للفترة الانتقالية والتي حددت بعامين.
وبيّن أن المجلس العسكري ربما يعيش شكلاً من أشكال الضغوط التي تمارس عليه عقب رسم مجموعة من السيناريوهات الداخلية والخارجية وقراءة المسرح السياسي السوداني بأنه معرض لمخاطر مستقبلية حال عدم تحمل المسؤولية أمام الشعب.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق