السبت, 03 نوفمبر 2018 02:51 مساءً 0 288 0
(أخبار اليوم) تطرح ظاهرة الإلحاد «2-2»
(أخبار اليوم) تطرح ظاهرة الإلحاد «2-2»

دق المجلس القومي للذكر والذاكرين ناقوس الخطر بازدياد نسبة الإلحاد وسط الشباب وطلاب الجامعات حيث بلغت (8%)، ووصفها المجلس بالخطيرة في بلد مسلم يحكم بالشريعة الإسلامية.  وأثارت الإحصائية حفيظة المجتمع السوداني، وأحدثت حالة من القلق وسط الأسر خاصة بعد أن أرجع انتشارها لوسائط التواصل الاجتماعي.  
ورحب عدد من أولياء الأمور بالاتجاه الذي سوف يتخذه المجلس للحد من انتشار الظاهرة وذلك بتكوين أجسام تتبع له بمواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوعية وسط الشباب، (أخبار اليوم) طرحت القضية والتقت بعدد من خبراء علم النفس والاجتماع والقانونيين وكانت هذه الحصيلة.
الخرطوم: قمر فضل الله ـ عبير محمد

 

صدى واسع
النسبة المعلنة عن انتشار الإلحاد وسط الشباب والطلاب وجدت صدى واسعاً خلال الأيام الماضية، حيث عقد بمنبر وكالة السودان للأنباء يوم الإثنين الماضي منبر إعلامي أشار فيه رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد جابر عويشة  إلى دراسة أجريت بسبع جامعات عبر 1200 استبيان لم تورد نسباً محددة لأعداد الملحدين وسط شباب الجامعات، وقال «من الظلم أن نوصم شباب الجامعات بالإلحاد والانحراف»، وتابع» شبابنا واعٍ وتمتلئ بهم المساجد في مظهر لا ينكره الجميع، وانتقد تحميل الحركة الإسلامية هذا الأمر».
وأعلن عن عودة وتراجع 80% من الذين تطرفوا من قبل عبر الحوار، ولم ينفِ وجود تطرف هنا وهنالك، كما قال، ولكن بنسب ضعيفة أغلبهم من الذين جاءوا من الخارج، واعتبرها مفاهيم وافدة.
يستتاب ثلاثة أيام
التقينا بالدكتور مجدي سرحان المحامي الذي استهل حديثه قائلاً: قال الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فالأساس لخلق البشرية عبادة الله التي تقوم على الإيمان بالله والرسل والكتب السماوية والملائكة والقضاء والقدر، وهذه مطلوبات لإتمام الإيمان.
وقال سرحان إن أي مسألة لعدم قناعة بوجود إله تعتبر كفراً وشركاً، وأوضح أن القوانين الجنائية السودانية وضعت حدوداً  للردة عن دين الله، حيث تنص المادة (126) من القانون الجنائي السوداني يعد مرتكب جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الإسلام أو يجاهر بالخروج عنها بقول صريح أو بفعل قاطع الدلالة.
يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل ثلاثة أيام  إذا رجع لصوابه وعاد فالحمد لله وإذا أصر على ردته يعاقب بالإعدام، وتسقط عقوبة الردة متى عدل المرتد قبل التنفيذ.
وأرجع سرحان انتشار الإلحاد وسط الشباب لغياب دور الأسر، مؤكداً أن الأسر أصبحت بعيدة كل البعد عن أبنائها سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، وقال: الجيل الحالي  أضحى لا يحب التقييد.  
وعاب على مؤسسات الدولة الدينية ضعف دورها، مؤكداً أن دورها لم يصل لمرحلة الكفاية في نشر الوعي الديني بصورة مقنعة تمنع دعوة الإلحاد، مشيراً إلى توفر كل الإمكانات لهذه المؤسسات.
وانتقد سرحان بشدة دور الإعلام بكافة أشكاله المقروءة والمسموعة  والمرئية والنشر الإلكتروني ووصفه بالضعيف الذي لا يبلي الحاجة إذا تمت مقارنته بالإعلام العالمي،  مؤكداً أن ذلك انعكس في ضعف الوازع الديني وسط الشباب.
ودعا الدولة للقيام بعمل قوي لمواجهة التيار الإلحادي، وطالب الإعلام الرسمي بعكس كافة النشاطات الدينية وقيادة مبادرات لنشر الوعي الديني وسط الشباب والطلاب.
فكر خطأ
ويقول الشيخ محمد الفاتح ـ إمام وخطيب ـ  إن الإلحاد في الأساس ينتج من فكر خطأ في تكوين  المعارف  والعلوم الدينية،  ونصح الشباب بالابتعاد عن الفكرة وعدم الانتماء لها لأنها مبنية في الأساس على  خطأ، وقال إن خطورتها تكمن في ضعف الدين والشعور بالنقص وضعف الإيمان.  
 وشدد على أهمية معاقبة الملحدين، موضحاً أن عقوبة الملحد دخول النار باعتبار أن الإلحاد إنكار لعدم وجود الله والإشراك به، مبيناً أن الإشراك بالله من السبع الموبقات.  
وتقول المحامية حرم البشرى إن الإلحاد هو ابتعاد الناس عن دين الله والإشراك به، وتتعدد أسبابه أهمها  اتباع النظريات الغربية واليهودية التي تتحدث عن ما وراء الطبيعة والتي ترى أن الكون تفاعلات فيزيائية وتنكر  وجود الله،  والسعي وراء الإشباع  اللامحدود  للنفس البشرية واتباع هواء النفس الذي يجعل الشخص ملحداً لإشباع رغباته، إضافة إلى اليأس الموجود داخل نفوس الملحدين  بجانب تناقض الأفكار ومعاداة الأديان وانتشار السلوكيات التي لا يقبلها الدين، أيضاً يثير الإلحاد القلق في نفوس  الملحد ما بين تصديق  الأفكار  التي استنبطها من عدمه.
المناقشة بالمنطق
وتؤكد أستاذة حرم أن محاربته بالمناقشة بالمنطق والدليل بوجود الله وقيام الساعة والإيمان بخلق الله للبشر والإيمان بالقضاء وتسليح الشباب بالحجج العلمية لمواجهة الأفكار الإلحادية؛ لأن العقل البشري لا يتقبل إلا الحقيقة المدعمة بالدليل والبرهان.
وترى الأستاذة محاسن آدم أن الملحدين هم الذين ليس لهم هوية دينية ولا يحكمهم قانون ولا يهتمون بالدين ولا الدولة وينكرون وجود الله سبحانه وتعالى.  
والإلحاد يؤثر  نفسياً على حياة الأشخاص والمجتمع  ويحدث خللاً  في التربية والسلوك والاستخدام  الخطأ  لمواقع التواصل الاجتماعي  والتقليد الأعمى للثقافات الخارجية  المختلفة وعدم الالتزام بالتقاليد الإسلامية  وغرس القيم الدينية والسلوك الإسلامي القويم منذ الصغر.
وناشدت محاسن وسائل الإعلام بتوعية الشباب لأنهم الهدف الرئيس للغرب وعدم مشاركة الملحدين احتفالاتهم.
ضعف إيمان
من جانبها تؤكد مفيدة بشرى أن التربية والتعليم هما السبب الرئيس في انتشار ظاهرة الإلحاد، والاختلاط بالملحدين  يؤثر في نفس الشخص ويعمل على جرفه نحو تيار الإلحاد لأنه يتم  إغراء الأشخاص ضعيفي الإيمان بالأموال والمناصب والمراتب العليا، مؤكدة أن محاربته بالتربية السليمة منذ البداية وإقامة الندوات والمؤتمرات الدينية  والتوعوية بكل الطرق الصحيحة والسليمة حتى عن طريق مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي.
تميز بالغباء
ودعت هاجر حمزة إسحاق ـ خبيرة علم النفس ومديرة روضة الريان الخاصة ـ إلى عدم التعامل مع الملحدين لأن الله سبحانه وتعالى لعنهم في القرآن الكريم، وهم عاجزون عن إدراك الحق لأن الله طمس قدراتهم  على الإدراك.
وقالت إن الملحد يتميز بالغباء لأن الإنسان العاقل يدرك قدرة الله سبحانه وتعالى،  وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يولد الإنسان على الفطرة  أبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، موضحة أن الأثر النفسي على المجتمع  يتم عن طريق الإنسان إذا كان إيمانه بالله قوياً يمكن أن يؤثر على الملحد ويهديه إلى طريق الحق والعكس صحيح، ويتم تغيير الديانة من أجل أغراض  دنيوية كالهجرة العشوائية لأنهم يحبون الحياة والدينا.
وأكدت هاجر أن مكافحة الإلحاد بالتوعية الدينية  والإرشادات  التربوية وغرس القيم في نفوس الأطفال منذ الصغر لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
وترى مهلة محمد طاهر أن الإلحاد لابد من طرحه والتوعية بمخاطره، ويجب تكرير الطرق عليه بجميع وسائل الإعلام ونشر الثقافة الإسلامية بطريقة سهلة  ومبسطة لأن الدين يسر وليس عسر.
ويجب القضاء على فكرة الإلحاد وإبادتها، مشيرة إلى ظهور بعض الملحدين في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وتم وقف نزيف الظاهرة، مؤكدة أن شباب اليوم لا يجدون الرقابة اللازمة سواء من أسرهم أو من المؤسسات التعليمية.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق