الاربعاء, 11 ديسمبر 2019 01:15 مساءً 0 123 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

ديم قراي جدنا رواب الموية

القراى،جدنا، سم الساعة، الخواض، لكل اسم حكاية ورواية ودواية، وديمه، ديم القراى بلدنا، قريتنا الوادعة بظلالها الرامية فوق القيف ومياه النيل،فذة بأهلها ولحمتهم وترابطهم وتواثقهم سراء وضراء، بركات جدهم القراى عليهم تترى منذ لدن حياته وبعد مماته، جدنا هذا له قصة مع المصحف عجيبة، أما اسمه سم الساعة، سم زعاف،هامةُ أرضٍ إن لامست لعابه ماتت حالا، على استحياء جاءته تمشى عمته من صداع شاكية ولعزمة منه ناشدة، فمس رأسها تاليا عن ظهر قلب من آى الذكر الحكيم، لما فرغ، نهضت العمة مستبطنة مستنكرة عدم تفل ابن الأخ على رأسها، فخرجت ضامرتها في نفسها فناداها جدنا القراى خواض البحر بالفروة ولمن يستنكرها فإن الفلك إنما تجرى بأمره وليس بكثير علي الله ان يمنح جدنا القراي مصنعا غير مرئي لترويب المياه ، والطائرات تحلق بجناحي قدرته ولطفه، جدنا القراى نادى العمة المستتفهة تفله، فلما عاودته حمل حجرا جنبه وتفل فيه فشقه نصفين، فهرولت العمة مستعتبة، ليست خوارقا الإيتاء بها حكرا على السحرة، فالعبدة سراى الليل لهم حالات وشؤون ظاهرية ومخفية مولدها ومحولها بديع السماوات والأرضين وخالق الإنس والجن، بالله تصوروا جدنا القراى أربعة عشرة عاما قضاها عاكفا ذاكرا تاليا كاتبا  قرآنا بخط يده، كل آية أقسم معاصروه دونها بوضوء وركعتين، كم مرة يا ترى توضأ وركع  خلال خطه للمصحف، أحسب وعد، من شدة ولهه بقراءة القرآن أطلقوا عليه القراى.
والتوثيق فى حينه ليس سودانيا، نحن قوم شفويون لا ندون ولا نحتفظ بمفكرات فيضيع علينا إرث عظيم، مؤرخون مروا من هنا كراما ولم نعرهم اهتماما، أذكر منهم ابن عمنا، ابن الأتبراوى، الطيب محمد الطيب الراحل المقيم الذى أرخ لاهثا وحاضا، معلوماتنا سماعية متناقلة وليست محققة ولا أستطيع شخصيا الجزم بما أوردت قولا وخطفا، والتوثيق للأحداث المعاصرة وطرحه للأشهاد تحقيق للأحداث والوقائع، هذا يراجع وذاك يصوب وينهض من يضيف فتكتمل خارطة حياتية بتجاريبها  لفائدة الإنسانية، ابن عمتي الراحلة زينب الطيب البدوي وعمى سراج  البدوى "طلال"  من طينة الكبار مولع بخدمة بلده وأهله مذ كان فى المهد صبيا وحتى يومنا شابا فتيا، عاش بين أهله وبلده وكما قضى تجربة سكنى وعيش بمصر الحبيبة انتقل بعدها للغربة مجاورا الحرم المكى مؤديا صلواته الخمسة معتمرا فى اليوم مرات واهبا الأجر للأحياء والأموات. يسعى باستمتاع، ربطته علاقة وثيقة بمتدين مسيحي، يحدث عنه بانبهار وإعجاب يخالجه شعور بأنه مسلم، لم يتردد طلال ابن زينب العمة العزيزة فى الخروج من مقر عمله بمكة المكرمة صوب الحرم بنية أداء عمرة ألحت عليه ليهبها لروح صديقه المسيحي الراحل، طلال فاجأنا نحن الديامة بسفر توثيقي لأبناء قريتنا من الرموز الأموات منهم والأحياء الذكران فيهم وكذلك الإناث، تتبع وتقفى آثار وسير الرواة فى التحقق، قدم شخوص سفره شموس قريتنا ممن بدأ بهم فى قوالب تعريفية جامعة بين المعلومة حاوية لخصال وسجال رموز قريتنا، عكف على الإعداد ببكة الأرض العالية، ارض النفحات والإشرافات والطيبات، واجتهد فى استخدام وسائل الدردشات والتواصل الإجتماعي، فنشر فى قروبات الواتس وكذا فى صفحته فى الفيس، وينشط طلال بطبعه فى أعمال الخير متأسيا  متشبعا بروح الأجداد الوثابة ملتقطا قفاز التوثيق والتدوين المهم فى الحياة الإنسانية، شكرا طلال وأنت تتأهب للعودة للبلد الحرام محتطبا متعبدا معتمرا وحاجا واهبا الأجر حتى للصديق المسيحي الذي ربما أسلم  بنطق الشهادتين لدى الممات.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة