الاربعاء, 01 يوليو 2020 01:45 صباحًا 0 448 0
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس... حول مواكب ثلاثين يونيو أكتب لكم
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس...  حول مواكب ثلاثين يونيو أكتب لكم
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس...  حول مواكب ثلاثين يونيو أكتب لكم
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من بيت الحبس...  حول مواكب ثلاثين يونيو أكتب لكم

ورحلت الوالدة ولا زالت البلد فى غرفة الإنعاش


بصيص أمل انتهى لصيص


الامزجة الأربعة
أجوائى كلها وأمزجتى الأربعة تكتنفها ضبابية العنايات المكثفة الطبية التي لازمت أبوابها مرائر الإغلاق غير مرة، قريبا أخيرها وليس آخرها الملازمة الأمر، قضيت اياما صعيبات عصيبات مرابطا حول أحد غرف العناية الوسيطة بمستشفى فضيل العالم العلامة راجيا رحمة مولاى بشفاء والدتنا ظانا فى التنويم  بوسطية العناية بصيص امل أنتهى لصيص لم يكتمل، مارست الهروب بالبحث عن الذرائع، فانتشى بأمر طبى لجلب دواء غير متوفر، مفعم بالرجاء فى شفاء الله للوالدة مريم القراى، أطيل البحث عسي ولعل لما أعود يفرحنى حراس العنايات بفواق الوالدة وانتهارها كعادتها للطاقم المعالج وامره بالخلع الفورى لكل توصيلات الأجهزة الطبية وفراشاتها وانبوب التغذية وقصبة التنفس الصناعى، في رحلة بحث فى بلد الغرائب والعجائب عن دواء بالإمدادت الطبية لحقن نحملها كما الحمار محملا أسفارا نصدق أسعارها آلافا، فوجئنا بمجانيتها مهرولين قبال مستشفى فضيل وقلوبنا للحناجر مشرئبة ومخاوفنا بنا مستبدة،لو طبيب العناية يفرحنى مرة، فرح، اسمه فرح،، ولكن من اسمه لم ننل نصيبا من الفرح وللأسف يا لقدره للأسف متأبطا تخفى عويناته نظارته الطبية وتطبق الكمامة على بقية وجيهه، تعرف شبابيته من سواد شعره ونبرة صوته ووقع ارجله، ولد فارس يمارس المهنة من أصعب غرفها متخفٍ خلف النظارة والكمامة، أشبعنا وخالد ابن خالتى سلقا ببسطونة طبية، يطلعنا علي الحالة محتسبا للأسوأ خوفا ربما من تعديات المرافقين المتكاثرة بينما بيده لو تم تأهليه التهويل مع التهوين، دراسة واجبة لهذا السلوك، سلوك التعدى اللفظى والجسدى المرفوض قبل بلوغه الوشيك لمحطة الظاهرة، ليس عدلا تحميل المسؤلية لطرف دون الآخر قبل معرفة الدوافع والأسباب، بروتوكول مشترك سهل الهضم والفهم للحماية الإنسانية والنفسية مهم قبل فوات الآوان،بروتوكول يخفف على فرح ليهون من أمرنا، شكرا فرح.

مستشار البرهان
العميد الدكتور أبوهاجة،المستشار الإعلامى للفريق أول ركن البرهان،إستبق مواكب ثلاثين يونيو بتشخيص لحال البلد اوصلته نتائج تحليلاته المعملية لضرورة إستطبابه فى غرفة الإنعاش او بالأحرى انه فيها منوم وعن العقل غائب أو مغيب، أبوهاجة بالوصف يريد بالبلد خيرا، الغرفة الكئيبة الدال التنويم فيها على حرجية الحالة السودانية التى وإن عدت مرحلة مواكب ثلاثين يونيو بسلام أو خسائر طفيفة، لن تعدى ما بعدها حال عدم التوصل لصيغة بعيدة عن وقريبة جدا عن وثيقة الفترة الإنتقالية الدستورية، تكفل للعسكرية هيبتها وأحقيتها فى إمتلاك مفاتيح القوة حماية للمدنيةالحاكمة المطالبة بالصبر علي سلطوية الأجهزة العسكرية والأمنية حتي يشتد عودها ويخضر ويزهر دولة خالية من طفليات وسموم العنصرية والقبلية والكراهية وتقلبات الحالة السياسية والنزعة للإنقلابية باستغلال القوة العسكرية والأمنية فى غير مواضعها ليرتد فعلها وبالا لصدرها وللآخرين مقعدا بنا أجمعين عن لحاق أنفسنا دعك من الآخرين. تنويم مريض فى غرفة الإنعاش يستدعى وجود طاقم متعدد الاوجه والتخصصات ليتفق علي تشخيص الحالة او يتفق، ليس من خيار ثان لطب وعلاج الحالة، دواء فعال يصفه طبيب الباطنية لابد بالتشاور مع إختصاصى الصدرية خشية تضارب و إملاق فى صحة الحالة وخوفا من تعميتها عوضا عن تكحيلها،والبلد لو إتفقنا مع أبوهاجة فى غرفة الإنعاش وهى كذلك بلا مكابرة،فإن تنسيقا مثلا بين العسكريين والمدنيين الحاكمين فى مواكب الثلاثين من يونيو ضرورة ملحة وقصوى،ومما يبدو تناسقا قد وقع بمقتضيات الضرورة والمصالح المشتركة العامة بين مكونى الإنتقالية العسكرى والمدنى هون من وقع وهول هذه المواكب التى تفنن في تشخيصها وتحليل حالاتها ودوافعها والمعلنين عنها غير مختصين بطب غرف الإنعاش والعناية المكثفة، قمة التنسيق الإنتقالى تبدى فى التصريح الرسمى من المجلس السيادى رأس هرم السلطة الإنتقالية المقر بحق المواطن في تنظيم المواكب وتسيير المظاهرات وفقا لضوابط واشتراطات الوثيقة الدستورية رغم انف الكورونا التي إن لم تتفش كما لم تتفش من قبل قوموا لأعمالكم ومارسوا حياتكم واجعلوا من اشتراطات الوقاية من الكورونا منهاجا لحياتكم،ظننت ان موقف رأس هرم السلطة الإنتقالية يسد الباب بالضبة والمفتاح أمام غير المختصين بطب غرف الإنعاش والعنايات المكثفة السياسية التي تتمدد فيها بلادنا منومة لتحتمل شدة العلاج والتداوي لتفيق من إغماءتها وتستعيد وعيها بعد إغماضتها، حمدا لله ان غرفة الإنعاش حتى الآن حصرية دخولها على ضلعى السلطة الإنتقالية الممسكين بتلآبيب مقاليد الأمور في ظروف معقدة بفضل مرونة مدنية وصبر وأناة عسكرية هى رأس الرمح للتعامل مع الحالة داخل غرفة الإنعاش.

أياما حسوما
تابعت حال البلد بروح من رابط اياما حسوما امام غرفة الإنعاش بالعناية الوسيطة بمستشفى فضيل متأملا بفضل من عند الله شفاء والدتنا مريم القراى من أسطر عنها لاحقا للأجيال وقد رحلت لجوار ربها العظيم سفرا به تحتذى وتقتدى، إمرأة تمثلت بفروسيتها وتمسكت وترسمت خطوتها لأصبر واركز لدى إحتضارها و رحيلها كما عاصرتها فى مواقف صعبة لم تلن فيها وتنهار بل شمخت طوداً ومنطادا تعانق العلا سموا وارتفاعا على الضعف الإنسانى، كما تمنيت الشفاء قبل الرحيل للوالدة مريم تمنيته ولا زلت لبلدى فى مرقدها ومغمضها بغرفة الإنعاش بمشفى السودان، غرفة إنعاش الوالدة تلمست فيها تناسقا وانسجاما بين مكوناتها عولت عليه عظيما ولكن تعويلى علي الله كان أعظم، قضى الله امره فى والدتى وخلا مرقدها بغرفة الإنعاش فقضت فى القلب حسرة، الآن الأمل يحدونى بشفاء بلدى ومغادرتها لغرفة الإنعاش بوصفات سياسية ناجعة لأطبائها العسكريين والمدنيين،غرفة الإنعاش الطبى مكلفة ومهلكة ماليا لهبوط قيمة العملة الوطنية، تبدو الكلفة من فواتير العناية المكثفة مربحة لمشافينا لكنها مفقرة، لو حسبنا علاجنا بالدولار هو الأزهد، أما كلفة غرفة الإنعاش السياسى مستنزفة للموارد،لو تدبرنا حسبنا قيمة كلفة تأمين مواكب الثلاثين من يونيو لضمان سلميتها ولتأمينها من الإختراقات الشريرة حماية لحالة البلد في غرفة الإنعاش بالغة التكلفة فضلا عن الآثار الكارثية المدمرة لجائحة كوفيد ١٩ المستجد وتداعياتها جراء الإغلاق والأكل من الأسنمة على عجيفتها، ولو ألقينا نظرة خاطفة على تطاول مفاوضات السلام أهم إستحقاقات ومطلوبات الفترة الإنتقالية،لاكتشفنا حجم كتلتها النقدية وكلفتها في فاتورة غرفة الإنعاش التى تتضاعف يوميا جراء السب والسلق المجتمعى والإحتكاكات القبلية والجهوية والنزاعات الشيطانية والخلافات الإنتقالية المحتوية حتي الآن بشبه توحد قيادات المرحلة العسكرية والمدنية لإلمامها بحالة البلد في غرفة الإنعاش وتضاعف وتكاثر التكلفة جراء تباطؤ وتلكؤ وتواطؤ من هنا وهناك المستفيد منه مستهدفنا فى عقر بلدنا ومن جنبها وبعيدا عنها مستثمرا إطالتنا لحالة بلدنا فى غرفة الإنعاش يعينه متسودنين لو رضعوا من حليب أديم هذه الأرض وأديبها لازوروا عما هم فيه غيا سادرين. والأنكأ على بلدنا وهي في غرفة الإنعاش تحولنا بمن فيهم انا الذليل فى مواجهتها ومقابلتها، لأطباء عالمين بكل فنون التداوي والعلاج ومن علمهما لم ننل قسطا، فهذا يكتب بخرة وذاك محاية وبيننا من يوصف عشبا بعينه لمريض لا يمكنه فعل الغرغرة، مئات الوصفات تتالت لعلاج الكورونا أعرناها إهتماما فأشعناها بها وأفشيناها وأهملنا وصفة َ وروشتة الوقاية، أطباؤنا غير المختصين فى التعامل مع حالة بلدنا بغرفة الإنعاش، عذبونا وتفننوا فى رسم الأحداث المصاحبة لمواكب ثلاثين يونيو قبل إنطلاقها فى مواقيت معلومة تنفى شبهة وليس تهمة التآمر عن معلنيها، الإعلان عنها عملا جهريا شرعيا لم تصه معه أفواه وأرانب ولم تكف اقلام عن الدوران مغموسة فى دواية معبأة بمحاليل غرف الإنعاش، تسريبات أحيانا وتصريحات رسمية تفننت فى وضع سيناريوهات محتملة ينافس بعضها في الكارثية بعضها، أحاديث عن قوات مجهولة غرب أمدرمان وليس سواها واللبيب بالإشارة يفهم، ويفهم ان مواكب الثلاثين فى مرمى نيران مجهولة، هذا غير سيناريوهات خيالية محبوكة  ضمنها آثار من الدولة العميقة والمعني الحزب المحلول المؤتمر الوطنى،إحياء لعنقاء دولة عميقة من عدم ومن وهم، البروف هشام عباس الأمين العام الأسبق لمجلس الصحافة والمطبوعات الذى لم يطق علي سوءات الإنقاذ اياما معدودات صبرا ، نفد بجلده ونفض يده بالإغتراب، هاتفنى من مغتربه معزيا فى رحيل والدتى،فتجاذبنا اطرافا من الحكى من هنا وهناك، استفسرنى عن بعض سيناريوهات إستباقية مرسومة حول أحداث عظام وجسام تصاحب مواكب ثلاثين يونيو قبل إنطلاقها،رددت عليه انها محض خيالات وافتراءات بعض محيكيها ممن تخصصوا في إثارة ينبغى ألا تكون جاذبة، بروف هشام يحذر من الكتابات الخيالية لتأثيرها على الوقائع والحقائق أرضا، بالله عليكم رأفة ورحمة ببلدنا فى غرفة إنعاشها،وانأوا يرحمكم الله عن مخاطبة الواقع بالخيال، وانتم المتلقون الفطنون عليكم بالرصد للركل مستقبلا لكل حائك ومندس خائل.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق