السبت, 17 أكتوبر 2020 03:19 مساءً 2 469 0
سيناريو: أبرار الغازي كشان
سيناريو: أبرار الغازي كشان

الدمار الشامل

الطفل معاوية في عمر 10 سنوات اسرته بسيطه جدا من 5 أفراد بينهم أخت واحدة وثلاث صبيان ،غير والدهم المغترب ووالدتهم تتولى امرهم، واخيه الأكبر مجاهد يقوم برعايتهم في غياب الوالد.

 في يوم من الايام خرج معاوية كعادته لممارسة الألعاب مع أصحابه وأولاد الجيران داخل الحي وتعرف على أصحاب جدد من حي آخر، وبعد فتره وجيزه تسبب أصحابه الجدد في دفعه لإدمان المخدرات ، رغم أنه كان محبوباً ومميزاً لدى اصدقائه واساتذته، وفي مره من المرات غير عادته تفاجأ به الجميع وهو يسقط أرضا ويدخل في غيبوبه رأته أخته وركضت تجري لإبلاغ أمها بما حدث وتم طلب الإسعاف الذي وصل في وقت وجيز لنقله على المستشفى وكان برفقته اخيه مجاهد ووالدته حاجة آمنه التي جلست بجواره تبكي على حالة صغيرها.. توجهوا إلى أحد مشافي المنطقة ومقابلة الطبيب د.حمزه الذي طلب من فريقه الطبي الاسراع  بالحضور ومساعدته لإدخال معاويه غرفه العمليات الطارئه خاصة وأنه كان في حالة غيبوبه لإجراء عملية عاجلة .

في تلك الأثناء كانت (والدته) الحاجه آمنه في حالة إنهيار كامل شفقة على صغيرها وهي لا تعلم ماذا جرى له وبدأت الاسئله تدور في رأسها هل ابتلع شيء ما ولم ننتبهه له؟ هل صاحب أصدقاء السوء ودمروا حياته هكذا؟ وفي تلك اللحظه توجه مجاهد لمكتب إدارة المستشفى لإكمال الإجراءات اللازمة للعملية.

 جاء الطبيب أحمد وهو في حالة من الفزع والخوف لم يستطع أن يتصرف حينها او كيف يتحدث الى والدة معاوية وشقيقه مجاهد، لكنه أشار إلى مجاهد وقال له تعال قليلا بعيداً عن حاجه آمنه ، ودار بينهما حوار الوضع الصحي لمعاوية ، في تلك الحظة انتبهت الحاجة أنهم اطالوا الحديث وحاولت فهم ما يجري بينهما ولكن دون جدوى حيث لم تصل لنتيجه وشاهدت الطبيب أحمد يعود لغرفه العمليات.. استغرقت العمليه 6 ساعات وطلب الدكتور من مجاهد التوجه للمعمل لسحب دم منه بسبب الوضع الحرج لمعاوية واحتياجه إلى 6 زجاجات من الدم حيث أنه يعاني من فقر الدم (الانيميا) وفصيلته نادره.. وبعد ست ساعات في العمليات خرج كل من الطبيب حمزه والطبيب أحمد ومساعديهم وتبدوعليهم حالة من اليأس والخوف والتوتر مع الأمل في نجاح العملية .

كانت الحاجة آمنه تتلو بعض آيات من القرآن بصوتها الجذاب وبجوارها مجاهد يدعوها للإطمئنان وأن معاوية سيصبح بحاله جيده وسيتعافى ، حينها فقط انتبهت حاجه آمنه لملامح وجوههم التي تبدو عليهم ملامح الخوف والانكسار رغم محاولتهم لإخفائها دون جدوى، ذهبت عليهم وهي في حاله ضعف والحزن يعتصر قلبها، نظرت إليهم وقالت بصوت مبحوح واهن لما أنتم صامتون هكذا؟ مجاهد وعلى وجهه السؤال نفسه هل أخي مات؟ حاجه آمنه تقول: لو مات صغيري اخبروني ولكن لاتنظروا إليّ هكذا؟ صرخت فيهم: ألا تفهمون ما قلته؟ حينها فقط بدأ الطبيب حمزه بالتحدث ولم يستطع أخبارهم لحزنه على حالة معاويه وهم في تلك الحالة وطلب من الطبيب أحمد مواصله حديثه ، ويقول مجاهد للطبيبين أحمد وحمزة تحدثا رجاءً معي انني أصغي لكم جيدا هل أخي معاويه بخير؟ وبدأت الاسئله في رأسه تدور ماذا حل لهم هؤلاء ألا تسمعونني؟ رد الطبيب أحمد بأن معاويه وضعه حرج جدا وعملنا ما في وسعنا لانقاذه.

إنهارت حاجه آمنه بالبكاء وهي تضرب على رأسها بقبضة يديها قائله انا السبب.. ومجاهد أيضا ردد نفس عبارتها انا السبب انا من اوصلته لهذه المرحله انا من اهملت في حقه ... ماذا سأخبر أبي كيف سأقول له أهملت إخوتي بغيابك هل سيسامحني هل سيعتمد علي بعد الآن ..حاجه آمنه ذهبت للطبيب أحمد وقالت له ماذا حل به كي يسقط أرضاً وهذه المره الأولى التي يحدث معه هذا الشيء وكان لابد من اخبارهم فقال لهم تمالكوا اعصابكم .. معاويه لديه نزيف حاد في الرأس نتيجه سقوطه على شئ ما.. ويتعاطى مخدرات وهي التي اوصلته لمرحله الغيبوبه ، نزل الخبر عليهم كالصاعقه حاجه آمنه لم تتحمل الخبر واغمى عليها ومجاهد لم يتمالك نفسه من الصدمه أصبح في حاله أخرى وكأنه في عالم تاني أصبح يبكى بطريقه مخيفه.. أخذ الهاتف واتصل بوالده واخبره بما حدث لأخيه لم يصدق أباه ذلك وأصبح يقول لمجاهد أنه طفل وكيف حدث ذلك وأنه لم يتعدى الـ 10 سنوات هل لديه مشاكل دراسيه؟ هل احسستم أنه عاجر بدون قصد ولايستطيع التحرك حتى كره نفسه لهذه الدرجه هل صاحب اصحاب سوء وضللوا طريقه؟.

 في ذلك الوقت أصبح الأطباء في حالة من التوتر يتحركون يمينا وشمالا كان وضعهم غير طبيعي.

 بعد فتره وجيزه جاء الطبيب أحمد ويعلو وجهه الحزن قال له مجاهد البقاء لله.. وذهب منه أصبح مجاهد يبكي كثيرا وبصوت مبحوح يلوم نفسه لو انتبهت له لما حدث ذلك بعد قليل من الوقت سأل الطبيب أحمد أين امي؟ هل أمي بخير؟ لا اراها؟ قال الطبيب أحمد مع الأسف هي من توفيت بنوبه قلبيه نتيجه صدمه لم تتحمل الخبر .. واحتضن الدكتور مجاهد وذهب منه.

 بعد عده ايام توفي أخيه معاويه نتيجه تأثره بالمخدرات التي داهمت جسمه الصغير وانتهكت مناعته .. المخدرات انهت بحياته .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق