السبت, 14 نوفمبر 2020 01:32 مساءً 0 463 0
قلم ابيض : شدّي حيلك
قلم ابيض : شدّي حيلك

بقلم: الشاعر الدكتور عبدالله سعيد بن شماء / دبي الإمارات

خرجت من غرفتي ذات صباح إستعداداً للذهاب إلى العمل وأنا في ردهة المنزل ألتقيت بأبنتي الصغيرة وهي كذلك متأهبة للذهاب للمدرسة فقبلتني ومن ثم أحتضنت أمها وهي متحركة نحو الباب قالت لها أمها : حبيبتي " شدّي حيلك " فهزت أبنتي الصغيرة رأسها بالإيجاب وعندما سمعت هذه الجملة أخذت فنجان القهوة وجلست حتى غادرت أبنتي .

" شدّي حيلك " أعدت هذه الجملة على زوجتي فنظرت إليّ بإستغراب وردت بقوة قائلةً : في ماذا ؟ فقلت إذاً في ماذا تريدين أبنتنا أن تشدّ حيلها ، فتمتمت في الحديث وهي تقول في كثير من الأشياء لمصلحتها ؟ فقلت وما هي الأشياء تلك ؟ فبدأت في سرد بعضها بعشوائية لكنني أستوقفتها وقلت لها : أنا ذاهب إلى العمل وعندما أعود أذكريها لي وخرجت من الدار إلى العمل، وعندما عندت من عملي تلقتني بحيرة وتعلو جبينها علامات الإستفهام حيث عددت لي 37 طلباً تقريبا في جملة واحدة وهو ما تريدة من تلك الجملة .

إنفك من أيدينا عقد التربية وتناثرت حباته لأننا أنغمسنا في ما تعودنا عليه وليس ما هو مطلوب منا فعله كمربين ، متأثيرين بالتغيرات السريعة وتيارات التكنولوجيا ونحسب أن أطفالنا مجرد جهاز يجب أن يفهم المقصد ب(الروموز) !! يعني ( ريبوت ) أو أنه أنسان آلي تضع به بطاقة إلكترونية ويجب عليه أن ينفذها ،  هكذا يعيش بعض أولياء الأمور في ممارسة التربية مع أبنائهم ، وكذلك هناك من رؤساء العمل يمارسون نفس السلوك فيرحب بالموظف ويهاجمه بجملة " شدّ حيلك " بدون أدنى حرص على المطلوب منه تنفيذة ، وكذلك ننسى أنفسنا وأننا نعيش في وقت يختلف تماما من وقتا عندما كنّا صغارا فأطفالنا الآن يريدون رؤية واضحة وشرح تفصيلي عن القيم وليسوا مثلنا تعلمنا بالتقليد وبالأعراف في وقت كان كل من  حولنا يساهم في تربيتنا ولكن !! أختلفت البيئة وأختلف الجيل فيجب أن نراعي أسلوبنا في التعامل مع هذا الجيل وأن نخطط الإستراتيجية بقلم أبيض .

دمتم سالمين

Bin_shama@yahoo.com

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق